عرض العناصر حسب علامة : وديع الصافي

«وديع الصافي للإبداع الفكري»

مر عام على غياب المطرب اللبناني وديع الصافي (1921 ــ 2013)،  وقد قررت عائلته أن تتذكّره على طريقتها الخاصة. فأقدمت على إنشاء مؤسسة تحمل اسم «وديع الصافي للإبداع الفكري»، وتهدف إلى الحفاظ على إرثه الفني.
وقد أعلنت عائلة «الصافي» أمام وسائل الإعلام، في مؤتمر عقدته في «نقابة الصحافة» (الروشة) بحضور نقيب الصحافيين في لبنان وأرملة الراحل، واثنين من ابنائه،  أنّ قرار قوننة الإرث الفنيّ اتخذته بعد الفوضى التي حصلت بحقّ أعماله وأغانيه.
أ

وديع الصافي يا أستاذُ فتحت لنا أفق الأغنية

أُحبُّ البحرَ مُنذُ عَلَّمَنِي سِحْرَهُ الخرافِيَّ، وكنتُ لعشقي لجَدِّي ولبَحرِهِ الصَّغيرِ أَحْرُسُ الحنينَ إلى الطُّفولةِ بين حبَّاتِ الموجِ يَنتحِرُ على قَصَبَةِ الصَّيدِ لِتَنقرَها الأَسماكُ المجنونةُ.
نَرفَعُ الشِّراع قارِبًا يمخرُ العبابَ ويَمسَحُ السَّحابَ عن ضفائِرِ الشَّمسِ تَجدُلُ في الأُفُقِ البعيدِ، ثُمَّ نصعَدُ في عُرسِ بَيدَرٍ تُزَفُّ سَنابِلُهُ لمنجَلِ الحصَّادِ.
نَختَصِرُ طريقَ العودَةِ إلى بَيتِنا على التَّلَّةِ المقابِلَةِ في عصرِ مَسَاءٍ على مَوَّالٍ يَهُزُّهُ صَوتُ جدِّي السَّاحِلِيِّ مُتشابِكًا مع صَوتٍ جبلِيٍّ هادِرٍ مِنْ شُرفاتِ المنازِلِ، كانَ هذا الصَّوتُ صَوتَ وديع الصَّافي.

وديع الصافي يلتحــق بالأسطورة

حين يصلك الخبر المحزن، فيقطع سهرة الجمعة بالآهات، تستفيق «الفراقيّات» التي يحفل بها التراث الغنائي اللبناني، وقد حملها المطرب الراحل بصوته الرخيم إلى مصاف الكلاسيكيّة. هل نحن بحاجة لأن نتذكّر كم أن وديع الصافي يسكن ذاكرتنا، بالبصمات النورانيّة التي تركها على الذوق العام واللاوعي الجماعي؟ كلّ منّا يردد أغنياته كأنّها من ملكياته الحميمة. «ولو؟ هيك بتطلعوا منّا؟». هذه المرّة صحّت الشائعة للأسف، ورحل مطرب المطربين في مطلع تسعينيّاته، بعد معاناة مضنية مع المرض. «آه يا زمان يا زمان يا زمان، لو تغلط مرّة وتعطيني الأمان».