التبغ.. السعر الرسمي «التشجيعي» دون التكلفة
هل ستحقق زراعة التبغ هذا العام الجدوى الاقتصادية منها بالنسبة للمزارعين، أم أنها ستكون كما كل عام بالكاد تغطي تكاليفها؟
هل ستحقق زراعة التبغ هذا العام الجدوى الاقتصادية منها بالنسبة للمزارعين، أم أنها ستكون كما كل عام بالكاد تغطي تكاليفها؟
تكاليف استثنائية للبندورة المزروعة في البيوت البلاستيكية في هذا العام... فمستلزمات الإنتاج ارتفعت أسعارها بمعدلات قياسية، بينما سوق البندورة لا يقدم للمزارعين أكثر من 300 ليرة في الكغ. وإنتاج البندورة المحمية الذي يشكل 54% من الإنتاج السوري خاسر بنسبة تفوق النصف، وكل بيت قد يحمّل خسائر تقارب 1 مليون ليرة على المزارع!
أتت تداعيات الحرب والأزمة على قطاع الإنتاج الحيواني كما على غيره من قطاعات الإنتاج الأخرى، سواء بسبب المعارك المباشرة والتي كانت السبب بنفوق وقتل الكثير من الحيوانات (أبقار- عجول- أغنام..)، بالإضافة إلى هجرة العمل بهذا القطاع بسبب النزوح والتهجير، أو للأسباب غير المباشرة المتشابكة مع تداعيات الحرب والأزمة، والمرتبطة بالسياسات المعتمدة التي لم تدعم هذا القطاع الهام.
بلدة مديرا، القريبة من حرستا والتابعة لمنطقة دوما، لا تختلف عن غيرها من بلدات الغوطة الشرقية، الصغيرة أو الكبيرة، من حيث أوجه المعاناة العديدة والمتشابكة، إلا بكونها منسية ومهملة أكثر.
كثيرة هي التحديات التي يواجهها الإنتاج الزراعي، ومضنية هي المعاناة التي فرضت على الفلاحين نتيجة تكرار خسائرهم السنوية، ومع ذلك وبدلاً من تطوير صناديق الحماية الحكومية المخصصة لهؤلاء، هناك من يطرح: تحميلهم أعباء إضافية عبر مشروع التأمين الإلزامي على الإنتاج الزراعي.
خبران لافتان بما يخص خطط الإنتاج الزراعي، تم تداولهما عبر وسائل الإعلام المحلية خلال الأسبوع الماضي.
ماذا لو حصل السوريين كلهم على حاجتهم الكاملة من المواد الغذائية الضرورية يومياً؟ ما هو كم الإنتاج الغذائي من العناصر الأساسية والضرورية المختلفة لتتأمن السعرات الحرارية الضرورية؟ وكم يغطي الإنتاج المحلي الحالي في وضعه المتراجع من هذه الحاجات؟!
يحتاج الفرد إلى حوالي 2200- 2400 حريرة يومياً ليؤمن حاجاته الأساسية من المواد الغذائية المتنوعة:فما حاجة 23 مليون سوري؟ وما الذي يغطيه الإنتاج الغذائي المحلي في 2016؟
ليس رفع الدعم عن السماد والمحروقات هي المشكلة الوحيدة فقط التي تواجه الفلاح السوري، ولا هو التحدي الأكبر المعيق لتطور الزراعة السورية، فهناك مشكلات وتحديات موضوعية تنفرد بها كل منطقة من مناطق الإنتاج الزراعي المختلفة، فالمنطقة الساحلية لم تتفاجأ كثيراً بقرار رفع الدعم عن السماد، بل اعتادت على الضربات المتلاحقة التي تنهال على الزراعة، من سياسات لا يهمها الحفاظ على الأمن الغذائي والوطني، وأمان المواطنين... وقد شرح رئيس اتحاد فلاحي محافظة اللاذقية علي سليمان مرتكوش مجمل الصعوبات والتحديات التي يواجهها الفلاحون في المحافظة، حيث قال:
من قال إن الحكومة غير معنية بالمواطن، وأنه شغلها الشاغل، ووحده في قائمة أولوياتها، وإن كان بعض البسطاء وبسبب حالاته الصعبة ومن منظاره الضيق يرى أنها لا تهتم بوضعه، ولا تعير انتباهاً للغلاء الذي يحرقه، وظلم المحتكرين الذي يسحق عائلته، واستبداد التاجر بالسوق الذي يجعل منه جائعاً في بلده.
السائق والراكب، البائع والزبون، التاجر والمستهلك، المدافعون عن سياسة التقشف و ضحاياها.. كل هؤلاء مواطنون يرون أن الحكومة تأخرت في إنصاف واقعهم، وكل من منظاره يرى المسألة واجب على حكومة تدير الاقتصاد على الأقل، واسمها حكومة أزمة، واجب عليها أن تضطلع بمهام استثنائية في ظرف استثنائي، وتتمكن من إيجاد آليات لمعالجة تفاقم الوضع الاقتصادي لدرجات لم يعد معها كل هؤلاء بقادرين على الحياة الطبيعية.