الحكومة الفلسطينية تضع استقالتها بتصرف عباس

الحكومة الفلسطينية تضع استقالتها بتصرف عباس

في ما يشبه العودة إلى المربع الأول السابق لتاريخ انطلاق مفاوضات التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية أميركية في شهر تموز الماضي.

 علّق الرئيس الأميركي باراك اوباما على تطورات اليومين الأخيرين، المتمثلة بإعلان المصالحة الفلسطينية ورفض إسرائيل لها وتجميدها للمفاوضات، حيث اعتبر أنه قد تكون هناك حاجة «لوقفة حتى يبحث الطرفان البدائل»، مبدياً اعتقاده بأنّ زعماء الجانبين ليست لديهم الإرادة لتقديم التنازلات اللازمة.

ووصف أوباما المصالحة الفلسطينية، في مؤتمر صحافي في سيول خلال زيارة إلى كوريا الجنوبية، بأنها «غير مفيدة»، وقال إنها إحدى الخطوات التي اتخذها الجانبان في الأسابيع الأخيرة وأضرت بفرص التوصل إلى اتفاق. وأضاف «قد يجيء وقت يحتاج إلى وقفة حتى يبحث الطرفان البدائل»، ليقدم أوباما بذلك تقييماً محبطاً لتسعة أشهر من المحادثات المباشرة التي أشرفت عليها واشنطن ولم تسفر عن نتيجة في نهاية المطاف. وكان البحث يدور في الشهر الأخير حول تمديد المفاوضات إلى ما بعد نهاية الشهر الحالي.

وبرغم تأكيد الرئيس الأميركي على التمسك بمساعيه لتحقيق «السلام في الشرق الأوسط»، فإنه قال «ما لم نره بصراحة هي الإرادة السياسية لاتخاذ قرارات صعبة وينطبق هذا على الطرفين». وأشار في الوقت ذاته إلى أنّه «لن نتخلى أبداً عن آمالنا وتعهدنا بمحاولة التوصل إلى السلام. ونعتقد أنه السبيل الوحيد لكن في الوقت الراهن الوضع وصل حقيقة إلى مستوى بالغ الصعوبة وعلى القادة أنفسهم اتخاذ قرارات».

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها لقرار الحكومة الإسرائيلية تعليق المفاوضات مع الفلسطينيين. وجاء في بيان لها أن «تعليق المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية لا يمكن إلا أن يثير الأسف، وموسكو تؤيد باستمرار وبقوة تسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية في إطار القانون الدولي المدعو لضمان مستقبل سلمي وآمن لشعبي إسرائيل وفلسطين».

وفي سياق مرتبط، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، أنّ العودة قريباً إلى «محادثات السلام» أصبحت على رأس الأولويات بعد اتفاق المصالحة الفلسطيني، غير المتوقع. وقال المتحدث باسم وزيرة الخارجية الأوروبية مايكل مان، في بيان، «من الواضح أن الأولوية الرئيسية للاتحاد الأوروبي هي مواصلة محادثات السلام بعد 28 نيسان (الحالي). نحن نتابع بالطبع التطورات على الأرض عن كثب ونبحث في تفاصيل اتفاق المصالحة وتطبيقه».

وأضاف «لقد علمنا بقرار الحكومة الإسرائيلية تعليق مشاركتها في المحادثات في انتظار مزيد من التوضيح بشأن اتفاق المصالحة. نحن نواصل بطبيعة الحال إبداء التأييد القوي لجهود الوساطة الأميركية ويحدونا الأمل في أن يكون من الممكن استئناف المحادثات قريباً لأن هذا بالطبع أولوية لنا ونحث في الوقت نفسه جميع الأطراف على العمل من أجل تحقيق هذه الغاية والامتناع عن اتخاذ مزيد من التدابير من جانب واحد».

وفي تطور جديد، أمس، مرتبط بالإجراءات التنفيذية للمصالحة الفلسطينية، أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أنّ رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله قدّم استقالته، في خطوة قد تمهد الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة تم الاتفاق بشأنها بين منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس. وتتضمّن المصالحة التوافق على تشكيل حكومة توافقية خلال خمسة أسابيع وإجراء انتخابات بعدها بستة شهور على الأقل. ونسبت الوكالة إلى الحمد الله قوله في الاستقالة «حرصاً على إتمام عملية المصالحة فإنني أضع استقالتي والحكومة بين يدي فخامتكم (عباس)، متى شئتم».

المصدر: السفير

آخر تعديل على السبت, 26 نيسان/أبريل 2014 19:59