جميل: سوتشي مسار داعم

جميل: سوتشي مسار داعم

أجرى رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، د. قدري جميل، خلال الأسبوع الفائت عدة لقاءات، في إطار الحديث عن «جولة فيينا»، ومؤتمر الحوار الوطني في «سوتشي»، وفيما يلي نعرض ما حملته هذه اللقاءات من توضيحات وردود...

فيينا ليست بديلاً لجنيف..
أكّد جميل أنه من المستحيل أن تكون فيينا بديلاً لجنيف، وأوضح: «جنيف هي المساحة التي يجري فيها التفاوض حول تنفيذ القرار الدولي 2254، تحت غطاء الشرعية الدولية»، مضيفاً: أن «نقل العمل إلى فيينا جاء لأسباب لوجستية بسبب منتدى دافوس، وهناك مركز كبير للأمم المتحدة لذلك ليس هناك مشكلة، وأرجو ألّا تُبنى استنتاجات سياسية على ذلك».
وحول «سوتشي» وعلاقتها بعملية جنيف قال جميل: «اليوم عربة جنيف مغروزة بالوحل، و(بدها دفشة) وهذه (الدفشة) ستسعى بالقيام بها عملية «سوتشي» وكما كانت «أستانا» داعمة لجنيف، ستكون «سوتشي» داعمة لجنيف أيضاً».
وأضاف: «إذا كانت أستانا داعمة من الناحية العسكرية فـ «سوتشي» ستكون داعمة من الناحية السياسية. ونحن نأمل ونرغب من الأطراف السورية جميعها أن تكون موجودة في سوتشي. اليوم رأينا نحن في «هيئة التفاوض» واضحاً في موضوع الذهاب، ونعمل على أن يؤخذ قرار في هذا الاتجاه. تسير الأمور بصعوبة شديدة، ولكن أستطيع القول: إن نتائج زيارة موسكو التي قام بها وفد «هيئة التفاوض» تدعو للتفاؤل، أي: أنها ليس من السهل أن يجلس لافروف مدة خمس ساعات مع الوفد، وهذا الشيء لم يحصل لأحد».
وأكّد جميل: «نحن في هيئة التفاوض يوجد بيننا توافقات، وليس هنالك اتفاق، لأننا من مشارب مختلفة، ولذلك نخوض تجربة جديدة وفريدة، وهي أننا نتوافق ونتكلم على أساس التوافق باسم الوفد».
«سوتشي» سيبحث
 الدستور ولن يصيغه..
وحول إمكانية القفز من خلال «سوتشي» على العملية في جنيف وأستانا أوضح جميل: «من المستحيل أن يتم هذا الأمر، لأن رعاة العملية في «سوتشي» هم روسيا وإيران وتركيا كانوا يقصدون تأمين أكبر حشد شعبي من المعارضة والموالاة، لتهيئة عملية الإصلاح الدستوري، الذي يجب أن نتفق على مفرداته ومحتواه وإطاره في جنيف، وليس من الخطأ توسيع الإطار حتى يشمل أكبر طيف ممكن من المعارضة، وأكبر طيف من الشعب السوري، لأن الموالاة والمعارضة لوحدهما لا يمثلون الشعب السوري، هناك فئة واسعة من الناس لا تحسب نفسها لا على المعارضة، ولا على الموالاة، وتريد إنهاء الأزمة السورية، وهي الأكثرية، لذلك مطلوب تمثيل كل هؤلاء في عملية التحضير للدستور»، مؤكداً أن «سوتشي» سيبحث الدستور ولن يصيغه، وهو مؤتمر شعبي واسع من أجل إعطاء غطاء شعبي لعملية تغيير الدستور، معبراً عن موقف المنصة، وجبهة التغيير والتحرير، وحزب الإرادة الشعبية بأن الموقف الثابت لدى هذه الجهات، هو: أن صياغة الدستور يجب أن تتم في دمشق لا في جنيف ولا في سوتشي ولا في أي مكان آخر.
المعارضة أسقطت
نظرية الحزب القائد..
وحول شكل توافق المعارضة في الوفد الواحد، بيّن جميل: «نحن في المعارضة ألغينا نظرية الحزب القائد، نحن معارضة تعددية على شاكلة سورية، ليس المطلوب أن يكون الوفد في المعارضة موحداً، يجب أن يكون الوفد واحداً، وأن يصل إلى توافقات ضمن تعدديته، وهو ما نقوم به، وهي عملية صعبة لأننا نتيجة غياب الحريات السياسية طويلاً في البلاد، ليس لدينا ثقافة سياسية، وليس لدينا ثقافة حوار، وليس لدينا مفهوماً للتوافق، وهذا ما نتعلمه جميعنا اليوم».
تنفيذ الاتفاق سيجري في دمشق
وفيما يخص إمكانية حدوث لقاء في دمشق، أوضح جميل: «أعتقد أنه عندما نتوصل إلى اتفاق في جنيف، وهو ما يجب أن يجري، وما يجب أن نصل إليه، وعند الوصول إليه، فنحن لدينا اقتراح قديم، وهو أن يجري التوقيع في دمشق، وأن تبدأ عملية التنفيذ والرقابة على التنفيذ والإشراف عليه من قبل مجموعة جنيف في وفد الحكومة ووفد المعارضة في دمشق بإشراف الأمم المتحدة».
تعقيدات عفرين
 يقف خلفها اللاعب الأمريكي
حول العدوان التركي على عفرين ومواقف الأطراف السورية منها، بيّن جميل: أن وراء كل التعقيدات التي تجري في منطقتنا وحالياً بالذات في عفرين، يقف اللاعب الأمريكي الذي يتدخل في كل بلدان المنطقة، فهو يطلق الوعود، ويصدق الناس وعوده، ويتخلى عن الذين وعدهم، ويبقون لوحدهم، الأمريكيون والسياسة الأمريكية ضد مصالح الشعوب، يريدون استمرار الصراع بين الجميع، واستمرار التعقيدات دون التدخل مباشرة، لذلك السلوك الأمريكي في سورية وراء الفرات، هو أحد الأسباب العميقة للمرحلة الجديدة في الأزمة السورية. مؤكداً على أن هذه التعقيدات تتطلب إخراج القوات التركية من المنطقة بأسرع وقت، دون أن تستفيد الولايات المتحدة من هذه الأوضاع.
وحول الدور الروسي أوضح جميل: نحن نعتقد في حزبنا حزب الإرادة الشعبية، وجبهتنا جبهة التغيير والتحرير، ومنصة موسكو: أن قوات حماية الشعب التي تدافع عن عفرين قد ارتكبت خطأً سياسياً، وهذا الخطأ السياسي يمكن أن يكون له آثار ونتائج خطرة، هم رفضوا الاقتراح الروسي، حيث نصحوا قوات حماية الشعب بدخول الجيش السوري إلى عفرين، ليقفوا في وجه العملية التركية، وهذا لم يحدث للأسف، وأدى إلى تعقيد الأوضاع.
وحول مشاركة ممثلي الإدارة الذاتية وقوات حماية الشعب في مؤتمر سوتشي المرتقب، قال جميل: نحن نريد حضورهم، ونأمل أن يحضروا المؤتمر وألّا يعطوا الفرصة للأمريكان، ولا يثقوا بأمريكا، ويشكوا بنواياهم دائماً، الأمريكان كما أثبتت تجربة العراق، يقولون شيئاً، ويفكرون بشيء آخر، ويفعلون شيئاً ثالثاً، لذلك فالاعتماد عليهم هو كارثة.