جميل: لن نسمح لأحد بأن يفرض رأيه بشكل أحادي

جميل: لن نسمح لأحد بأن يفرض رأيه بشكل أحادي

أجرى رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، مجموعة من اللقاءات الصحفية مع وسائل إعلام عدة، وقد تطرق فيها إلى آخر المستجدات حول التحضيرات الجارية لإنجاز الجولة الرابعة من مؤتمر «جنيف3».

 

في رده على سؤال حول «تعثر آستانا»، أكد جميل أن اللقاء «سيبدأ غداً»، لافتاً إلى أنه «غداً سيكون كل شيء جاهزاً، فمعلوماتي تؤكد أن كل التفاصيل منتهية، وستبدأ المفاوضات في حينها».

تعطيل «الرياض»

 أعطى الحجج للنظام

أما لماذا اتهمت منصة موسكو مجموعة الرياض بعرقلة الحل والمفاوضات، فأجاب جميل: «لأنها كانت تضع شروطاً مسبقة دائماً خارج إطار القرار الدولي 2254. وتضع قضايا مطلوب حلها داخل الاجتماعات كشرط مسبق قبل بدء الاجتماعات، كموضوع مصير الرئيس الأسد، وهذا في المقابل، كان يعطي حجة للنظام كي لا يندفع هو أيضاً باتجاه الحل السياسي. أعتقد أن هذه القضية يجب ألا توضع كشرط مسبق، لكن هذا الموضوع، وكل المواضيع الأخرى، يجب أن تبقى مفتوحة على طاولة المباحثات».

وتابع جميل: «ذلك فتح باب الإمكانية للنظام للقول في المقابل بأن المعارضة هي المشكل.. لذلك أنا أقول فلنكن عاقلين ولننتظر، ودعونا نذهب إلى القضايا المعقدة التي فعلاً تتطلب الحل وتتطلب نقاش معمق وتتطلب توافق بين جميع الأطراف ونؤجلها إلى طاولة المباحثات. وأن لا نضعها خارج إطار المباحثات بشكل يعرقل هذه المباحثات. نحن في الجبهة وفي حزب الإرادة الشعبية منذ أوائل القرن- أي منذ عام 2000- نطالب بالتغيير الجذري الاقتصادي الاجتماعي السياسي لهذا النظام. نحن لسنا طارئين على هذه الحالة واليوم نعتقد أن هذا التأخير في الإصلاحات والتغيير هو الذي أدى عملياً إلى تعميق الأزمة السورية. من هنا، نرى أن الذهاب إلى التغيير الوطني الديمقراطي الحقيقي سيساهم في حل الأزمة، وفي القضاء على الإرهاب، وفي إيقاف الكارثة الإنسانية».

لا نريد تغيير الواجهات فقط

وشدد جميل: «هناك فرق كبير بين الحديث عن رئيس، وبين الحديث عن نظام. الحديث عن نظام هو حديث عن منظومة معقدة متشابكة من علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية هي التي كانت السبب في نشوء الأزمة، لذلك، نحن نريد حل الأزمة ليس بتغيير الواجهات فقط، وإنما بإحداث تغيير جذري حقيقي كي لا نعيد تجارب من سبقونا، والذين تحت شعار إسقاط النظام، غيروا الرئيس وبقي النظام، نحن نريد تغيير النظام بحيث يقرر الشعب ديمقراطياً ما يريده. وفي ذلك الحين، لن يكون هناك فرق لدينا من سيكون رئيساً، لأن الشعب هو الذي سيكون سيد قراره ويحدد مصيره».

وفي رده على الحديث عن أن «النظام ورأس النظام هما كيان واحد»، أجاب جميل: «لا أعتقد أن الأمر بهذا الشكل. إنه تبسيط للموضوع. النظام بنهاية المطاف هو منظومة معقدة جداً حولها وداخلها وخارجها ملايين من الناس الذين يجب أن يشاركوا أيضاً بتغيير سورية، ويجب أن يعطى لهم هذا المجال، ويجب ألا نتمتع بعقلية انقلابية في قضية تغيير النظام تشابه الانقلابات العسكرية التي كانت تجري في بلداننا في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، اليوم يجب أن نذهب وخاصةً في هذه الأزمة المعقدة إلى أعمق توافقات ممكنة تؤدي إلى مصالحة حقيقية بين أطراف الشعب السوري التي كانت مختلفة خلال الأزمة».

«تشكيلة الرياض» مجرد مقترح

وفي رده على سؤال حول الكيفية التي سيكون عليها المخرج الآن بين ما أعلن من الرياض وبين مواقف منصتي موسكو والقاهرة، وبين ما أعلن من الأمم المتحدة، شدد جميل: «نحن نعتبر ما جاء بقرارات الرياض هو مجرد اقتراح، وهي قرارات بالنسبة لها. ونحن لدينا اقتراحات وجهناها إلى الأمين العام باسم منصة موسكو ومنصة القاهرة، تقترح هذه الأفكار عملياً أن يكون الوفد (إذا اعتبرناه من 15 شخص): 3 يمثلون كل منصة أساسية ذكرت بقرار مجلس الأمن، و3 من الفصائل المسلحة، ويوزع الباقي على القوى الأخرى والمنصات الأخرى التي كانت موجودة في جنيف. يؤمن هذا الاقتراح العدالة والتوازن في التمثيل للجميع، ولا يسمح لأحد بالهيمنة، ولا يقصي أحداً من جانب آخر، ونحن منفتحين على مناقشة هذا الاقتراح أيضاً». وإذا ما كان هذا الكلام بمثابة دعوة لمنصة الرياض، أجاب جميل: «أجل نحن نوجه لهم دعوة للنقاش حول اقتراحاتهم وحول اقتراحاتنا، لأنه لا يجوز فرض أي شيء من جانب واحد على الجميع. هذا لا يشبه نهائياً سورية القادمة التعددية الديمقراطية التي نريدها».

وعن الربط بين الأفكار التي تحملها منصة موسكو، وبين ما تريده روسيا، شدد جميل: «روسيا لديها رؤية أخرى، إذ وجهت رسالة إلى السيد دي مستورا وضعت فيها رؤيتها لتشكيل الوفد، وهي تختلف عن رؤية منصتي القاهرة وموسكو.. لذلك لا يوجد تطابق بين وجهتي النظر، لكن نحن منفتحين وقابلين لنقاش كل الاقتراحات، لكننا لن نسمح لأحد بأن يفرض رأيه من طرف واحد دون نقاش وتنسيق مع الأطراف الأخرى».

شرطنا ألا تكون «الرياض» أكثرية

وقال جميل أن هناك جزء من القوى السياسية السورية المعارضة قرارها ليس بيدها. حيث أنها مرتبطة بأجندات إقليمية. وهذه القوى تتحول، بالتدريج، إلى عبء على داعميها الإقليميين الذين لديهم سقوف وحدود يمكنهم التصرف على أساسها.

وتابع جميل: لذلك، نحن في منصة موسكو، وفي منصة القاهرة، مصرين على توزيع عادل للوفد الواحد في الجولة المقبلة من جنيف3. وحتى لا يفهم هذا الكلام بشكل خاطئ، نشير إلى أننا لا نطلب مقاعد لأنفسنا. يوم أمس، تحدثت مع أحد المسؤولين في فريق دي ميستورا، وقلت له أن المشكلة الأولى هي أن مجموعة الرياض قد أخذت قراراً متفرداً من جانبٍ واحد، دون التشاور مع أحد. وهذا فيه انتهاك لسيادة المنصات المعارضة الأخرى التي وردت في قرار مجلس الأمن 2254، (بالمناسبة، إذا أردنا أن نأخذ الترتيب بعين الاعتبار، فإن قرار مجلس الأمن رقم 2254 ذكر منصتي موسكو والقاهرة قبل أن يذكر منصة الرياض).. تحاول «الرياض» الاستئثار بكل شيء، بينما نحن نريد التوافق، وقد وجهنا لهم رسالة ولم يتجاوبوا معها حتى هذه اللحظة.

وشدد جميل: نحن مستعدون للقبول بالقليل، لكن لدينا شرط لا تنازل عنه: لن تكون الرياض الأكثرية في الوفد القادم، وما تبقى ليس بمشكلة. مستعدون للقبول بمقعدٍ واحد لمنصة موسكو، بشرط ألا تكون «الرياض» الأكثرية في الوفد القادم. لماذا لا نريد «الرياض» أكثرية؟ لأن التجربة السابقة أن هذه المجموعة إذا تحكمت بالأمور فإنها ستفشل المفاوضات. لقد قامت بإفشال مفاوضات غير مباشرة خلال الفترة الماضية.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
798
آخر تعديل على السبت, 18 شباط/فبراير 2017 15:39