جميل: وفد واحد.. مفاوضات مباشرة.. لتنفيذ «2254»

جميل: وفد واحد.. مفاوضات مباشرة.. لتنفيذ «2254»

أجرى رئيس منصة موسكو، وأمين حزب الإرادة الشعبية المعارض، د.قدري جميل، حوارين صحافيين مع كل من شبكة «روسيا اليوم» التلفزيونية، ووكالة «قدس برس» الإخبارية، تطرق فيهما إلى آخر المستجدات السياسية المتعلقة بالمفاوضات السورية المزمع عقدها في «آستانا» أواخر الشهر الجاري، و«جنيف» في الشهر المقبل.

قاسيون

في وقت سابق من الشهر الجاري، وفي التاسع منه تحديداً، كان جميل قد أكد في تصريح صحافي، أنه قد أصبح واضحاً اليوم أن اجتماع «آستانا»، سوف يعقد في 23 من الشهر الحالي، بحضور وفد من الحكومة السورية، ووفد تم اختياره ليمثل جميع الفصائل العسكرية  المسلحة التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار.

ولفت جميل إلى أن هذا أمر هام، لأنه يعني في نهاية المطاف تثبيت وقف إطلاق النار، وفتح المجال واسعاً أمام الحل السياسي، مما يتطلب من المعارضة السياسية تجميع قواها، والذهاب جدياً إلى جنيف من خلال تشكيل وفد واحد، الأمر الذي يسمح بمفاوضات مباشرة مع وفد حكومة الجمهورية العربية السورية، لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، وجميع القرارات الدولية ذات الصلة.

الشروط المسبقة تجهض الحل

وفي 10/1/2017، تطرق جميل في حوار مباشر مع فضائية «روسيا اليوم»، إلى الموقف من بعض مستجدات الأزمة السورية، وردأ على سؤال حول المعلومات التي بحوزته، بخصوص الجهات السورية التي ستحضر لقاء «آستانا» بين بعض الفصائل المسلحة والحكومة السورية، قال جميل: «المعلومات التي أعرفها قد قلتها»، مشيراً إلى تصريحه السابق بأن اللقاء سيقتصر على ممثلي بعض المجموعات المسلحة، وممثلي الحكومة.

وأوضح جميل: «كنا نفضل طبعاً لو كانت المعارضة السياسية مشاركة، ونحن من جهتنا كطرف منها بذلنا جهوداً حثيثة خلال الفترة الماضية، للوصول إلى توافقات، والمباحثات كانت مكثفة، ولكن مع الأسف الشديد، البعض في المعارضة حتى هذه اللحظة يضع مصالحه الخاصة الحزبية الفئوية الضيقة فوق مصالح الشعب السوري، ويضع شروطاً مسبقة، ويتمهل ويتثاقل، ويؤجل».

وفي سياق الإجابة عن سؤال حول الشروط المسبقة، التي تطرحها «مجموعة الرياض»، قال جميل: «مجموعة الرياض ما زالت مصرة على شروط مسبقة، وهذا سيعرقل عملية تثبيت اتفاق الهدنة..». وأكد رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية: «المشاركة بشروط رأيناها سابقاً في جنيف، وهي تعطيل للمفاوضات، وإفشال وإجهاض لها، قبل أن تبدأ، والمطلوب عدم وضع أية شروط، لا رحيل مسبق، ولا بقاء مسبق، بل طرح كل المواضيع التي تهم السوريين على الطاولة، بشكل واضح وصريح، والمطلوب، أن يجد السوريون توافقات بين بعضهم البعض، على هذا الأساس، فالشروط المسبقة تعني الإجهاض، ونحن نتمنى إنجاح مفاوضات آستانا بين الأطراف التي ستمثل، لأنها ستفتح الطريق واسعاً أمامنا إلى جنيف للوصول إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن  2254».

العقبات تتذلل.. ومعها الحجج

رداً على سؤال حول أهمية مناقشة الوضع الميداني بين الفصائل المسلحة التي تسيطر على الأرض والحكومة السورية وإذا كان من الممكن، أن يبدأ الحل من هذه النقطة، قال عضو قيادة جبهة التعيير والتحرير: «لها أهمية قصوى، ويجب أن نلاحظ أن هذا اللقاء إذا جرى، سيكون الأول من نوعه في تاريخ الأزمة السورية، بوجود الضامنين الإقليميين والدوليين، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، كان عدم وقف إطلاق النار العقبة الكأداء أمام مسيرة جنيف، وكانت مفاوضات جنيف كل مرة تعلق وتفشل بسبب إطلاق النار، والآن لو استطعنا أن نطوي هذه الصفحة في آستانا، وأن نضع أسساً لوقف إطلاق النار بين الجانبين، فلن تكون في حينه هناك حججاً ولا شروطاً ولا ذرائع عند أحد لبدء العملية السياسية التي ستؤدي إلى المرحلة الانتقالية». 

وعن رأيه بإمكانية صمود الهدنة، شدد جميل: «لم يقل أحد منذ البدء بأن الوضع سيكون سهلاً، فالأزمة السورية معقدة وصعبة والحلول ستكون صعبة، لكننا نتسلح بالأمل لأن هذا المخرج هو المخرج الوحيد، ويجب أن ينجح، ولكن يجب أن نعرف بأن الهدنة لا تمتد ولا تشمل المنظمات الإرهابية المعرّفة دولياً كجبهة النصرة وداعش، وأعتقد أن نجاح آستانا سيضع أساساً حقيقياً لكي نفصل بين المجموعات الإرهابية، التي طالما طالبنا بأن تفصل عن المجموعات الأخرى من المسلحين، والآن نحن في هذا الطريق وليس أمامه سوى النجاح ونحن نأمل ذلك وسنعمل بهذا الاتجاه».

نحو التيار الجارف للحل السياسي

وفي 13/1/2017، أدلى د.جميل، بحديث إلى وكالة «قدس برس» للأنباء، أشار فيه إلى أنه: «كان من المفضل مشاركة المعارضة السياسية في آستانا، لكنها، والمتشددة منها خاصة، تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم حضور المعارضة السياسية بسبب خبرة المتشددين السابقة في تعطيل كل خطوة ترمي إلى الحل السياسي للأزمة السورية على أساس القرارات الدولية، وخاصة قرار مجلس الأمن 2254».

وأضاف: «كما أن الآخرين من المعارضة يتحملون مسؤولية، ولو بشكل أقل بسبب موقفهم المتثاقل والانتظاري مما أخر إمكانية عقد تفاهمات تضمن تمثيل جميع الأطراف بشكل متساوي، دون إقصاء لأحد ودون هيمنة لأحد.. بعيداً عن عقلية الحزب القائد الحاكم التي اصابت عدواها بعض المعارضين السوريين».

وأكد جميل «إن نجاح آستانا سيفتح الطريق واسعاً أمام بوابات جنيف المعطلة مما أطال معاناة الشعب السوري»، مضيفاً: «هذا الأمر يتطلب من المعارضة السورية استخلاص الدروس الضرورية من التجربة الماضية، والذهاب سريعاً لتشكيل وفد واحد لها يضمن مفاوضات مباشرة مع الحكومة السورية للوصول إلى تفاهمات حول شكل تنفيذ القرار 2254 بكل تفاصيله».

ولفت جميل الانتباه إلى أن: «ما يلفت النظر أن كل النشاطات من آستانا إلى جنيف تأتي بعد 20 من الشهر الجاري موعد استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لمهامه.. هذا الأمر الذي يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة لتسريع حل الأزمة السورية بكل ملفاتها، من وقف إطلاق النار الدائم إلى التغيير الديمقراطي الوطني المنشود في حال تغير سلوك الإدارة الامريكية الجديدة من هذا الملف، وهو احتمال قائم ومنتظر، لذلك أنصح جميع المشاركين بحل الأزمة بالانتقال السريع إلى مواقف واقعية، كي لا يصبحوا خارج التيار الجارف للحل السياسي المستعجل للأزمة السورية، الأمر الذي يتطلب منهم التخلي عن كل الاشتراطات المسبقة».

 

بوغدانوف - جميل :نحو وفد واحد للمعارضة

التقى يوم الاثنين الماضي 9 كانون الثاني الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجي الروسية، ميخائيل بوغدانوف، مع ممثل جبهة التغيير والتحرير السورية المعارضة د.قدري جميل.

وجرى خلال اللقاء بحث تطور الأوضاع في سورية وحولها، مع التركيز على تشكيل منصة واحدة للمعارضة السورية من شأنها أن تسمح لها بالمشاركة البناءة في عملية التسوية السياسية للأزمة السورية على أساس القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي

 

المصدر: الموقع الرسمي للخارجية الروسية

معلومات إضافية

العدد رقم:
793
آخر تعديل على الإثنين, 16 كانون2/يناير 2017 18:08