نداء لوحدة جميع الشيوعيين السوريين! إليكم جميعاً، أيها الشيوعيون السوريون، أينما كنتم!

في الوقت الذي تزداد فيه شراسة العولمة المتوحشة، وتشتد خطورة التحالف الأمريكي ـ الصهيوني على الشعوب قاطبة، من أفغانستان إلى أمريكا اللاتينية، مروراً بالعالم العربي الذي له النصيب الأكبر من المخططات العدوانية المباشرة، وليس أقلها، إخماد الانتفاضة الفلسطينية الباسلة بالحديد والنار، وضرب العراق والعدوان على سورية ولبنان، وصولاً إلى تغيير لون الخرائط في المنطقة لفرض النموذج الأمريكي على العالم أجمع، دون أن يستثنى من ذلك «صديق أو حليف» واهم بديمومة المظلة الأمريكية فوق رأسه، في هذا الوقت بالذات تصبح وحدة الشيوعيين السوريين ضرورة موضوعية ملحة أكثر من أي وقت مضى، تمليها المصلحة الوطنية العليا لبلادنا ومبادئنا الطبقية والأممية.

  أيتها الرفيقات، أيها الرفاق!

  في الوقت الذي نحتفل فيه بذكرى تأسيس حزبنا الشيوعي السوري المجيد، ومسيرته التي شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء شعبنا، وتاريخ نضاله وشهدائه من أجل الدفاع عن الوطن ولقمة الشعب، يعز على كل شيوعي ووطني في بلادنا حالة التمزق والخلل الذي أصاب حزبهم في العقود الأخيرة. وإذا كانت قواعد الحزب قد انتظرت طويلاً ـ دون جدوى ـ تحقيق الوحدة عبر التصريحات والنوايا المعلنة من القيادات، فإن الشيوعيين في القواعد، الأكثر التصاقاً بالجماهير وهمومها والدفاع عنها، قد حزموا أمرهم، عبر الحوار الرفاقي الجاد، بأن الطريق إلى وحدة الشيوعيين السوريين على أسس مبدئية وتجنب إعادة إنتاج الأزمة، يجب أن يمر من «تحت لفوق». دون استثناء لأحد.

  أيتها الرفيقات، أيها الرفاق!

  إذا كنا متفقين على أهمية عودة الحزب إلى الجماهير، ليلعب دوره التاريخي في القضايا الوطنية والاجتماعية والديمقراطية؛ وإذا كنا متفقين على نبذ الولاءات الشخصية وعقلية التكتل والانقسام التي أضعفت الشيوعيين، مجتمعين ومنفردين وكان لها أثرها السلبي الكبير على مجمل الحركة الوطنية في البلاد، وإذا كنا متفقين على أهمية تجسيد الأخلاق الشيوعية الأصيلة في السلوك والممارسة، وإعادة الاعتبار للروح الرفاقية في التعامل بين الشيوعيين، نابذين روح الركض وراء الامتيازات، ومكرسين روح التضحية ونكران الذات؛ وإذا كنا متفقين على ضرورة تكريس الديمقراطية الحزبية وتوطيدها واحترام رأي الأقلية وعدم قمعها، تحت أية حجة كانت؛ وإذا كنا متفقين أن نعمل على أساس الماركسية ـ اللينينية ضد الجمود والعدمية في الفكر وأن نطبقها تطبيقاً خلاقاً انطلاقاً من التطورات التي يشهدها العالم والوطن؛ وإذا كنا متفقين على أن التحالف بين جميع القوى الوطنية هو ضرورة وطنية عليا دون هيمنة أو وصاية من قوة أخرى، ودون أن يتحول أي طرف إلى عبء على الآخر؛

  إذا كنا متفقين كشيوعيين على كل ما سبق، فإن أحداً مهما كان موقعه لن يستطيع أن يعيق الوصول إلى وحدة الشيوعيين السوريين في حزب شيوعي واحد في البلاد، يلغي «حالة الفصائل» في الحركة الشيوعية السورية، ويدافع عن الوطن والكرامة الوطنية وتحرير الجولان تحت راية الوحدة الوطنية وخيار المقاومة الشاملة وإطلاق الحريات الديمقراطية للجماهير الشعبية وتفعيل طاقاتها الجبارة ضد التحالف الصهيوني ـ الأمريكي وحلفائه في الداخل والخارج.

  18/10/2002

 الاجتماع الوطني لوحدة

 الشيوعيين السوريين