ماذا نريد من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين وماذا تريد منا؟

في البداية يجب أن نعترف بأن الميثاق قد حرض الشيوعيين وأصدقاءهم على طرح ومداولة الكثير من الأسئلة والأفكار، ومن ضمن هذه التساؤلات: ما الجديد لدى الميثاق؟

ويحكمون على أتباع الميثاق بأنهم نسخة جديدة من سلسلة إصدارات انشقاق الشيوعيين. ويأخذون على أنصار وقياديي الميثاق بأنهم ذات الوجوه التي كانت إلى الأمس القريب متبوئة في سدة قيادة أحزاب شيوعية كانت ولا تزال تدعي أنها المرجعية الماركسية ليس في سورية فحسب بل «كمركز ثالث في العالم» وذلك على الرغم من هشاشة ملاكاتهم من الكوادر سواء أيديولوجياً أو جماهيرياً.

ويضاف إلى ذلك سؤال مهم: هل هؤلاء الرموز في اللجنة الوطنية تملك المصداقية وإلى أي حد هي قادرة على تجسيد ما طرحته أو تبنته من شعارات وخاصة شعار وحدة الشيوعيين؟ فقبل أن أجيب ـ حسب رأيي الخاص ـ  ماذا نريد من اللجنة الوطنية؟ يجب أن نعرف لماذا تركنا فصائلنا الشيوعية  التي كنا ننتمي إليها، فهل تركناها لأسباب فكرية أو سياسية أو تنظيمية. وأقولها بصراحة لقد تركنا لأسباب تنظيمية، و هذا لايعني أننا لم نكن على خلاف فكري أو سياسي بهذا القدر أو ذاك معهم، لكن عدم وجود الوعاء التنظيمي القادر على استيعاب خلافاتنا ومعالجتها بروح ديمقراطية كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.

ومن خلال حوارنا مع بعض الرفاق القياديين الذين انفصلوا عن أحزابهم لأسباب متعددة أكدوا لنا بأنهم وبعد تركهم التنظيم قد تخلصوا من عقدة شيء اسمه الازدواجية في الطرح، أي الازدواجية بين ما يؤمنون به من خط سياسي وتنظيمي وبين ما يطلب منهم أن يتقمصوه أثناء توجههم نحو القواعد أو الجماهير. وإن هذه الازدواجية كانت مفروضة عليهم، وإلا كانوا سيواجَهون من القيادة بشيء اسمه عدم الرضا.

وإذا تعمقت في الحديث مع  هؤلاء «الدكتاتوريين سابقا» ستكتشف شيئاً جديداً في آرائهم وتوجههم الديمقراطي من حيث سعة صدروهم وثراء وخصوبة أفكارهم وثقافتهم.

إذاً لماذا كانوا يلبسون ذلك الثوب المقيت، ذلك الأسلوب التنظيمي القسري؟ ثم ألا يتحمل هؤلاء القياديون قسطاً كبيراً من مسؤولية ما كان يحدث على غرار المثل القائل «قالوا لفرعون مين فرعنك.....»

وقبل أن أجيب ماذا نريد من اللجنة الوطنية،  يجب أن نبين ماذا تريد اللجنة الوطنية منا؟

إنها بتصوري تريدنا كشيوعيين أن نأتي إليها وقد بدأنا بأنفسنا، نحن من تربينا ونشأنا على ذات الأساليب والممارسات التنظيمية الفظة، أن نبدأ بتطهير انفسنا من تلك الرواسب والتركات التي اقتبسناها عبر سنوات طويلة من عمرنا التنظيمي، لكي لا نكرسها من جديد في سيرورة حياتنا التنظيمية المقبلة.

■  وعلينا أن نتحلى بسعة الصدر وأن نتقن فن الحوار والاحترام المتبادل للآراء.

■  وعلينا أن نتعلم فن التواصل مع كافة الوطنيين المعنيين بهذا الوطن وتطوره وتقدمه.

■  أما ما نريده من اللجنة الوطنية: فهو ترسيخ النهج الديمقراطي في حياتنا  الحزبية بما يكفل جمع كل الشيوعيين ودفعهم إلى مجرى حياة تنظيمية صحيحة.

■  حيث أن النهج الديمقراطي هو الكفيل لصد كل محاولات الهيمنة والاستئثار بالحزب.

إن اتباع أساليب ديمقراطية ووضع قوانين ضابطة جديدة وأنظمة داخلية متطورة هي الضمانة لمحاربة المكونات الانتهازية في صدور بعض الرفاق ذوي النزعات الفردية.

■  نطلب من اللجنة الوطنية فتح باب الحوار لكل الكفاءات الشيوعية والوطنية للمساهمة في الإدلاء بآرائهم حول المتغيرات الجديدة في الساحتين المحلية والدولية وتحليلها على ضوء الماركسية العلمية.

■  نطلب من اللجنة فتح المجال للقواعد لوضع برنامج ونظام داخلي جديد متنفسه الأساسي النهج الديمقراطي الذي يصنع من كل رفيق شيوعي سيداً لحزبه لا عبداً مصيره جرة قلم من القائد الدكتاتوري ليلقى ذاته خارج الحزب.

■ ومن هنا كانت أهمية ورقة العمل «حول آليات عمل الهيئات الحزبية» والتي وزعت على الرفاق لسبر آرائهم في رسم صورة التنظيم المنشود وشكله.

■  نريد من الميثاق وأنصاره وضع أسس وخطوط عريضة نلتزم بها وتميزنا عن الآخرين:

1. من حيث أننا ماركسيون، لكن لاننظر إلى الماركسية على أنها عقيدة جامدة كما الأنجيل أو التوراة.

2. لينينيون في التنظيم ولكن نأخذ بعين الاعتبار رأي الأقلية لكي لا ندفعها إلى زرع بذور الانشقاق من جديد. لأن أساليب القمع ليست حلاً لردع الأفكار الخاطئة. فالقمع يقتل الأفكار النيرة قبل الخاطئة.

3. علينا إعادة قراءة الماركسية اللينينية بما يتناسب مع واقعنا السوري من حيث أنها نظرية خلاقة إبداعية علمية متجددة لا تموت.

إذاً مزيداً من الديمقراطية تعني مزيداً من الضياء ومزيداً من الأفكار الإيجابية ومزيداً من المبادرات الجديدة.

 

■ محمد إبراهيم ـ فرع شباب حلب