الحوار يجب أن يكون ملك جميع الشيوعيين

وجهت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين رسالة الى أعضاء اللجنة المركزية ـ الحزب الشيوعي السوري. في الفصائل الثلاثة، هذا نصها:

الرفاق الأعزاء، أعضاء اللجنة المركزية ـ الحزب الشيوعي السوري

تحية رفاقية وبعد:

يواجه شعبنا ووطننا في الوقت الحالي مهمات جساماً، خارجية وداخلية تتطلب مواجهتها وإيجاد حل لها.

فمن جهة مازالت الأراضي العربية، بما فيها الجولان، محتلة من قبل القوات الإسرائيلية، ويجب النضال من أجل تحرير هذه الأراضي واستعادتها، كما أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً حثيثة لبسط سيطرتها، بالتعاون مع الصهيونية العالمية وقاعدتها إسرائيل، ليس على منطقتنا فحسب، بل على العالم بأسره، مما يتوجب علينا المساهمة في مواجهة هذه المحاولات الخطيرة على مصالح الشعوب وأمنها، وذلك من خلال دعم المقاومة الوطنية الفلسطينية التي تناضل ببسالة لطرد القوات الإسرائيلية من أراضيها المحتلة منذ عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم، وإلغاء جميع المستوطنات الإسرائيلية التي زرعت منذ بداية الاحتلال حتى الآن، ويجب كذلك دعم شعوب العالم في نضالها ضد الهيمنة الأمريكية ويناء نظام عالمي أكثر أمناً وعدلاً.

أما في الداخل فيواجه شعبنا قضايا عديدة تتطلب حلاً عاجلاً، لأن عدم حلها أثر ويؤثر سلبياً على كادحي بلادنا ومنتجي خيراتها، مما ساهم في استفحال ظواهر اقتصادية ـ اجتماعية وأخلاقية خطيرة. وهذا يتطلب النضال من أجل تطبيق سياسة اقتصادية اجتماعية تتجاوب مع مصالح الجماهير الشعبية، كما يتطلب  إشاعة الديمقراطية، عبر رفع الأحكام العرفية التي طال أمدها، وإصدار قانون للأحزاب، وتعديل قانون الانتخابات الحالي، وتأمين حقوق المواطنة لجميع المحرومين من الجنسية من المواطنين الأكراد في محافظة الحسكة، وإطلاق سراح من تبقى من المعتقلين السياسيين.

إن هذه المهمات الجسام تفرض وجود حزب شيوعي يشارك مشاركة فعلية في هذا النضال، بالاستناد إلى دعم الجماهير الشعبية، وعلى تطوير التحالفات بشكل  لا نسمح لأنفسنا بأن نكون عبئاً على أي تحالف، وفي الوقت نفسه أن لا نسمح لأي شكل من التحالفات بالهيمنة على حزبنا.

ومتابعة لعملية تنفيذ توجهات ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، ولكل المبادرات التوحيدية التي تمت حتى الآن عقد اجتماع وطني في دمشق عشية الذكرى الـ 78 لتأسيس حزبنا الشيوعي السوري، والذي شاركت فيه لجان التنسيق والمبادرة المنبثقة من قواعد الشيوعيين، وقد حضره نحو مئتي رفيق من مختلف الفصائل، وانتهى بتشكيل لجنة وطنية لوحدة جميع الشيوعيين السوريين، والدعوة إلى البدء بإجراء حوار رفاقي بهدف الوصول إلى وحدة جميع الشيوعيين السوريين دون استثناء أحد.

أيها الرفاق الأعزاء:

إن نتائج هذا الاجتماع لها أهمية كبرى لحزبنا ووطننا، لأن مجمل التطورات التي تشهدها بلادنا ومنطقتنا العربية والعالم أجمع تؤكد أهمية وجود حزب شيوعي واحد قوي، يعتمد الماركسية اللينينية مرشداً ودليل عمل، ويطبقها تطبيقاً خلاقاً على واقع بلادنا، متخلياً في الوقت ذاته عن كل ما ينفي الآخر، أو يدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة، ومبنياً على أسس ديمقراطية تسمح بوجود حياة حزبية سليمة لحزب هو أحد مكونات الحركة السياسية في بلادنا.

إننا ننطلق، في محاولتنا لبناء حزبنا الواحد، من أن ما جرى في الماضي، لا تقع مسؤوليته على رفيق واحد أو مجموعة محددة من الرفاق، بل هو نتاج سياسات أدت إلى انسداد أفق مؤقت، ساهم في تراجع الحركة الشيوعية العالمية، وانتهي بالانهيار الكارثي الذي جرى في البلدان الاشتراكية.

إننا نعتقد، عبر هذا الفهم، أن الحياة قد أجابت إلى حد كبير على الكثير من الأسئلة، مما قلص هامش الاختلاف، وأفسح المجال أكثر من أي وقت مضى، لتنفيذ شعار وحدة الشيوعيين السوريين.

أيها الرفاق الأعزاء:

إننا، حين ندعوكم للمشاركة في الحوار الرفاقي الهادف للوصول إلى حزب واحد يجمع الشيوعيين كافة، نعلن أنه ليست لدينا أية شروط للبدء بالحوار الذي يجب أن يكون ملك جميع الشيوعيين.

وكلنا أمل في أن تتجاوبوا مع رسالتنا هذه، والتي تعكس رغبة قواعد الحزب وقرارات مؤتمراتكم المتتالية.

مع أطيب التحيات الرفاقية.

دمشق في 12/12/2002

 اللجنة الوطنية

 لوحدة الشيوعيين السوريين

■ تنويه ■

 

قام ممثلو اللجنة الوطنية بإيصال مضمون الرسالة الى اللجان المركزية الثلاث. وحتى حينه، علمت «قاسيون» أن فصيل الرفيقة وصال فرحة رفض استقبال الوفد الذي يحمل الرسالة. ومازالت الاتصالات جارية مع الفصائل الأخرى.