■ وجهات نظر: ندوة:«الأزمة في الحزب الشيوعي السوري ووحدة الشيوعيين السوريين»

بدعوة من لجنة تنسيق دمشق لوحدة الشيوعيين السوريين اجتمع لفيف من الشيوعيين من مختلف الفصائل والحركة الشيوعية في سورية يوم الجمعة 15/11/2002 لمناقشة مداخلات تم إعدادها مسبقاً من قبل رفاق كانوا حتى الأمس القريب في تنظيمات مختلفة هم الرفاق نذير جزماتي (أبو مهند) وحمزة المنذر (أبو معتصم).

■■ افتتح الاجتماع الرفيق علاء عرفات أمين اللجنة المنطقية في دمشق وعضو اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين فرحب بالرفاق والمحاضرين. ومذكراً الرفاق بموضوع الندوة (الأزمة في الحزب الشيوعي السوري ووحدة الشيوعيين السوريين).

■■ قدم الرفيق نذير جزماتي لمحة تاريخية عن الأزمة حيث غاص في أعماق الأزمة تاريخياً وعرج على ماكتبه من مواد بهذا الخصوص منذ ثمانينات القرن الماضي مؤكداً  أن الأزمة فكرية سياسية تنظيمية وذلك منذ أوائل الأربعينات من القرن الماضي معتمداً على وثائق وتصريحات للرفاق الأوائل معتمداً على الرفيق أرتين مادويان بقوله إن الانحراف اليميني بدأ بالظهور منذ عام 1944 ثم أكد أنه لا يوجد قيادي تاريخياً لم يتعرض إلى اتهامات شتى واضطهاد ومختلف الأشكال ثم وضع استنتاجات واستخلاصات.

حول مفهوم الحزب الثوري ـ والديمقراطية في الحزب ـ اختلاف الرأي العلاقة الديالكتيكية بين الحزب والوطن وانعكاسهما وقضايا أخرى مختلفة مسترشداً ومعتمداً على الرفيق ف.إ. لينين.

وأخيراً وضع ملاحظات جدية:

1. النضال بين أوسع الجماهير ورفع الضيم عن كاهلها.

2. من أجل حياة أفضل للإنسان مشيراً إلى أن الرواد الأوائل (أول من شكلوا لجان حقوق الإنسان).

3. الهيئات والمكاتب تكون بحجم المسؤولية (انتخاب الرجل المناسب في  الهئية المناسبة).

■■ وتحدث الرفيق حمزة المنذر قائلاً: وجودناهنا الآن هو اعترافنا جميعاً بأن الحركة الشيوعية في سورية بأزمة ونحن نحاول استنباط ما يفيدنا من الماضي بتراثنا المجيد واستحضار هذا التراث للاستفادة منه، ثم عرج على ميثاق الشرف (إعلان النوايا) ثم إلى الاجتماع الوطني لوحدة الشيوعيين السوريين المنعقد بتاريخ 18/10/2002 وهنا أكد على عامل المعرفة والوعي الذي يعمل جاهداً للقضاء على الفصائلية ردا ًعلى تخلف بعض القيادات التي كانت تدعي الحقيقة لتخوين الآخرين.

ثم استشهد برسالة الكاتب المسرحي سعد الله ونوس إلى العالم قبل وفاته «نحن جوعى للحوار» مؤكداً نحن الشيوعيين السوريين كذلك للأسباب التالية:

1. غياب الديمقراطية في الحياة الحزبية كذلك غياب الآليات الصحيحة في تنفيذ المهام.

2. تكريس كادر عديم الكفاءة أدى إلى حظر الحوار والاجتهاد وتحريمه وبالتالي إلى وجود قوة ضد منتجي الوعي في الحزب. وأتى بأمثلة كثيرة.

وأكد أن القيادات لم تشخص السبب الحقيقي للأزمة من خلال الاختلاف بين الواقع الموضوعي والآهداف من خلال انسداد الأفق التاريخي المرحلي للحركة وانتقال ذلك الآن للرأسمالية.

وبدء حركة الشعوب بالظهور ثم حدد آليات إنتاج الأزمة.

وقال ليس للشيوعيين من مخرج سوى أن يلتفوا ليس لإدراك الأزمة وتجاوزها فقط بل لبناء الحزب الشيوعي الطليعي وذلك من خلال:

1. تعميق الحوار الرفاقي بين الجميع دون استثناء ضد الجمود والعدمية.

2. تكريس الديمقراطية الحزبية واحترام رأي الأقلية.

3. عودة الحزب إلى الجماهير.

4. نبذ الولاءات وعقلية الانقسامات.

5. إعادة الاعتبار للروح الرفاقية بين الشيوعيين روح التضحية والوفاء دون المكاسب.

6. تدقيق الموقف من أي تحالف وذلك دون هيمنة أو وصاية على أساس الموقف الوطني ومصالح الجماهير وضد أمريكا.

7. حالة الفصائلية تتنافى مع وجود حزب شيوعي جماهيري.

■■ بعد ذلك افتتح الحوار ومناقشة المداخلات التي دامت أكثر من ثلاث ساعات وتبين وجود نقاط مشتركة كثيرة بين الرفاق الحضور حيث أكد جميع المتكلمين على:

1. وجود أزمة في الحركة الشيوعية.

2. الاجتماع الوطني لوحدة الشيوعيين وضعت اللبنات الأولى كلها وعلينا المتابعة من أجل حزب شيوعي حقيقي.

3. حزب طبقي ثوري جماهيري له وجهه المستقل.

4. احترام رأي الأقلية في الحزب من خلال تكريس الديمقراطية الحزبية.

5. التمسك بالأخلاق الشيوعية.

6. الدفاع عن مصالح الجماهير والدفاع عن الوطن.

7. وحشية العولمة الرأسمالية وواجب الكفاح ضدها.

8. إنشاء لجان تنسيق على مستوى الأحياء والمراكزالعمالية.

9. ضرورة الحوار بين الشيوعيين كافة دون استثناء.

10. الحزب أكبر من كل الأفراد مهما كان موقع الفرد وبالتالي نفي شخصنة الحزب التي ظهرت من خلال الفصائل نتيجة الولاءات.

ونورد هنا باختصار شديد بعض ما ورد في مداخلات الرفاق:

■■ الرفيق د. غسان السباعي: إن الحزب الشيوعي حاجة موضوعية وبالتالي هذا الحزب قادم وبقوة. هيمنة بعض المتحجرين على قيادة الحزب خلق شرخاً بين المثقفين والحزب.

والمثال نسبة المثقفين بالحزب بالخمسينات لا يقارن البتة مع الظروف الحالية.

■■ الرفيق سلامة أبو طافش: عيبنا الكبير هوالاتكال على مركز الأممية. أنبذ الفردية بالعمل. الرفاق السوفييت أخطأوا بمسألة الحزب الواحد وعدم الاهتمام بالجانب الروحي. أخذ الجانب الإنساني من كل الفكر الإنساني وبالتالي إيجاد مركز أبحاث ودراسات في الحزب. يجب عدم إنتاج الأزمة بعد اليوم من خلال الآليات الجديدة بالعمل.

■■ الرفيق محمد أحمد: عودة الحزب إلى الشارع هو الأهم.

■■ الرفيق أيمن بيازيد: تاريخ الحزب مشرّف حيث ضحى الأوائل بعرقهم ودمهم لماذا انكفأ هذا الدور؟ اتفق مع الرفيق أبو مهند أن أحد الأسباب هو الاكتفاء بما تحقق دون الاستمرار. الخلل بين القول والفعل ـ نبذ الولاءات ـ احترام الهيئات وليس هيمنتها وليس لهيئة أعلى حل هيئة دنيا بل مؤتمر الهيئة الدنيا يملك هذه الصلاحية دون غيره. لا نملك الحقيقة المطلقة.

■■ الرفيق حسين القاق: يجب دراسة ومناقشة كل المسائل فكرية سياسية نظرية قبل التوحيد. النظام الداخلي متخلف والانفراد بالقرارات أتى من خلال سيطرة العقلية الريفية على قيادة الحزب والتي ترفض الحوار مما أدى إلى التراجع الفكري والسياسي.

■■ الرفيق جهاد محمد: لماذا الحوار على مظاهر الأزمة الخارجية فقط، علينا الدخول في العمق أكثر. بشقيه الداخلي والخارجي. ابتعاد الفصائل  عن وضع منظومة فكرية وذهنية وأخلاقية واضحة ومكتملة ـ الحزب متخلف عن المثقفين.

الأزمة ليس فكرية وسياسية وتنظيمية فقط بل أخلاقية واجتماعية أيضاً، الابتعاد عن همينة الأفراد والهيئات. وإيجاد المختصين في الهيئات القيادية. أساس أي تحالف هو صالح الناس حتماً.

■■ الرفيق ياسر النجار: يجب أن ننتقد أنفسنا أولاً لأننا جزء من الأزمة. يجب مناقشة الأزمة من العمق ونحن بحاجة  إلى المصداقية لبناء الحزب الذي فقد هيبته بين الجماهير. ثم عدّد بعض الأسباب الجوهرية التي أدت إلى الأزمة منها:

1. إهمال المبادئ اللينينية في التنظيم.

2. غياب الديمقراطية الحزبية.

3. هيمنة عقلية التصفية والوصاية.

4. ضعف العلاقة أو التداخل بين التكتيك والاستراتيجيات.

5. تفشي ظاهرة الدس والمناورات…إلخ..

أخيراً ارى أن النواة لبناء حزب شيوعي ثوري محترم من خلال ما أراه من صدقية العمل في اللجان /الوطنية والتنسيق/.

■■ الرفيق د. عمار ميرخان: دعنا نرمي اليأس خلفنا وننطلق بثبات نحو الأمام، نندفع إلى الناس. الأزمة ليست نهاية التاريخ بالرغم من أنها حقيقة. علينا أن نعمل ـ الشيوعي ليس بحاجة  إلى قمع أكثرمن الرأسمالية حتى يصبح ثورياً. أنا أتحدث بعاطفة قوية لأنني مجتمع اليوم مع من كنا ننبذهم بسبب القرارات الفردية الفوقية غيرالدقيقة.

■■ الرفيق صالح نمر: الأزمة أزمة الحركة الشيوعية العالمية نحن نركز على المسائل الداخلية علينا أن لا ننسى الدور الخارجي وإلا ماذا نسمي دور القسم الدولي في الحزب الشيوعي السوفييتي لأزمتنا منذ ثلاثين عاماً. التناقض الهائل بين الواقع والهدف بتصوراتنا أن انتصار الشيوعية قريب (خروتشوف ـ بريجنيف)

الحزب ذو المفهوم العلمي الموضوعي الذي له وظيفة فكرية سياسية اجتماعية لم يعد موجوداً منذ زمن بل فصائلية متناحرة.

■■ الرفيق علاء عرفات: كلنا نتاج أزمة. فالحركة الثورية كانت في أزمة وكنا نقول غير ذلك لعدم رؤية الواقع.

مع احترامي لعظمة التجربة السابقة لم ننظر  إلى الواقع بشكله الموضوعي ليس إلى الرأسمالية فقط بل حتى لبناء الاشتراكية لاستنباط القوانين.

ومداخلات أخرى كثيرة في تفاصيل الأزمة لا مجال لعرضها.

■■ ثم وضح الرفيق جزماتي بعض الاستنتاجات والأفكار حول اللقاء بأن اللقاء مفيد جداً، هكذا خطوة عملية واحدة خير من دزينة برامج، واقترح إيجاد لجان تدرس وتناقش القضايا الملحةوتعرضها للحوار ودون هذا لا نصل إلى السلاح النظري (الفهم اللينيني) لهذه القضايا وأبدى استعداده للإسهام في هذا الجانب خدمة للحركة الشيوعية ووحدتها.

■■ وكذلك المحاضر الرفيق حمزة منذر وضع بعض الاستنتاجات والإيضاحات مؤكداً أن هذه الندوات بدأت بكل سورية  بفعل رفاق وليس بفعل القيادات.

المهم أن لا نضع الماضي والمستقبل البعيدين عقبة أمام بناء الحزب حتى ندخل مباشرة بالمهام. وصلنا بحوارنا إلى مقترحات ونقاط مشتركة كثيرة نرسلها إلى اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين التي تدير النقاشات العامة. حتى يتم الاستفادة منها.

ثم وضح العولمة وحذرمن أن لا يكون الانتقاد جدياً وأن لا نجلد أنفسنا بالمبالغة فيه ثم العودة إلى الشارع مهمة كبيرة جداً علينا القيام بها كي لا تتجاوزنا حركة الواقع مضيفاً: بدأنا وعلينا الاستمرار دون توقف حتى نحقق أهدافنا الأممية النبيلة.

وفي الختام أعلن الرفيق علاء عرفات عن انتهاء الندوة باسم لجنة تنسيق دمشق معلناً أن الندوات ستتواتر في الفترة القادمة طالباً من الرفاق التحضير للمواضع الهامة ودعاهم إلى الالتحاق بلجان تنسيق الأحياء والمشاركة الفعالة في الندوات التي تقام بالأحياء.

 

■ إعداد ومتابعة: صالح نمر