مساهمة في نقاش الوثيقة البرنامجية مهام أساسية تحدد مصير الوطن

«إن الصراع الوطني هو، هو الصراع الطبقي»

• مهدي عامل

يحدد مشروع المهام البرنامجيّة للشيوعيين من خلال رؤيتهم الطبقية .

ويغيب في هذه الرؤية التحديد الضروري للوضع الطبقي في سورية وخصوصا مفهوم البرجوازية البيروقراطية ليحل محله قوى الفساد الكبرى في الدولة والمجتمع .

إن التناقض الثانوي بين البرجوازية البيروقراطية والبرجوازية الطفيلية والذي تتعزز فيه يوما بعد يوم مواقع الطفيليين حتى حسم الأمر لهم تقريبا على المستوى الاقتصادي مع إقرار اقتصاد السوق (وتبقى كلمة الاجتماعي جرعة مخدر صغيرة) .

وعلى المستوى السياسي كان الطفيليون  يطالبون بحصة من القرار السياسي، وكانت  هذه المطالبة تصطدم مع ماتبقى من عقلية البرجوازية الصغيرة في بعدها الوطني والتي مايزال يحملها جزء مهم من البيروقراطيين، واليوم مع تقاطع الوضع الداخلي مع الهجمة الامبريالية ومخططاتها للمنطقة والعالم يتحدد موقع الطفيليين بأنه غير وطني على طول الخط، وهم عملاء علنيون وسريون للعدو الخارجي .

وتقف البرجوازية البيروقراطية كأنها وحيدة بلا حليف في مواجهة الخارج لأن القوى الحقيقية القادرة على المقاومة والتصدي محيّدة في جزء مهم منها بالتاريخ الحافل من النهب والقمع الأمني للبيروقراطيين وبمستوى المعيشة والفساد والبطالة ....... الخ.

وإذا كانت الهجمة الامبريالية لا تستهدف النظام بعينه بل الوطن والدولة (والنموذج العراقي مائل أمامنا المقسم إلى أعراق وطوائف) فإن قوى الشعب هي صاحبة المصلحة في الحفاظ على سيادة الوطن ووحدته وهذه القوى يحدد لها المشروع جملة شروط إذا تحققت تشكل الحد الأدنى من متطلبات الصمود ويحددها المشروع بأنها مهمة برنامجيّة للشيوعيين والتي يصح عليها أكثر ما يصح أنها مهمات آنية ومباشرة عليها وبها يتحدد مصير الوطن لاتطلب من النظام العاجز بنيويا عن تحقيقها بمفرده وفي جزء منه لابد أنه يدرك ضرورتها وطنيا في هذه المرحلة و إنما تنتزع لان قضية الوطن (وربما المنطقة كلها) اكبر من أي تكتيك وهامش ديمقراطي متاح .

كي تقف قوى المقاومة الحقيقية على أرضية صلبة، لابد من ضرب مواقع النهب والفساد الكبير وآلياته وإطلاق الحريات السياسية والديمقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية وكلها يحددها مشروع المهام البرنامجيّة بترابط وتلازم يعكس طبيعة المرحلة الراهنة التي تندمج فيها المهام الوطنية والاقتصادية – الاجتماعية والديمقراطية . ودون تحقيق شروط الحد الأدنى لمتطلبات المقاومة، لا يمكن وجود مقاومة قادرة على التصدي والصمود، والتجربة العراقية ما تزال في الأذهان (فدائيو صدام.. الماجدات.. جيش تحرير القدس... (علينا وضع كل القوى في النظام والمعارضة أمام الاستحقاقات الوطنية  وإذا كنا نملك الإمكانية النظرية على الأقل في أن يكون الشيوعيون في طليعة التحالف. الوطني للقوى الشعبية فعلينا العمل مباشرة وعلى الأرض لتحقيق ذلك واستعادة دور غاب طويلا في قاعات الاجتماعات وفي بيانات التنديد والاستنكار على الرغم من الخطوات المهمة التي تحققت في مسيرة الشيوعيين في السنوات الأخيرة، لكن كما قالت قاسيون (العدوان يطرق الأبواب الوقت المتناقص ينتهي) فلنعمل لتكون القوى الشعبية هي من يرد

استطراد: رومانسية ثورية، هناك أدوات قد تكون فعالة كان اسمها مناشير، مظاهرات، إضرابات، محاكم وطنية في ساحات دمشق، متاريس وخنادق، ثقافة مقاومة وفكر مقاوم. ولتكن أرض سورية مقبرة للغزاة.

 

 ■ بسام عيسى