عنق واشنطن على السكين..!

عنق واشنطن على السكين..!

بعد سنوات ست من عمر الكارثة الإنسانية السورية التي يدفع ثمنها المواطن السوري بالدرجة الأولى لم يعد هناك الكثير مما ينبغي توضيحه:

 

 

-  لا حل عسكرياً للصراع السوري

-  لا إمكانية من حيث المبدأ والمآل لشعاري «الحسم» و»الإسقاط».

-  لا بديل جدياً وناضجاً ومتبلوراً عن مسار جنيف لحل الأزمة المدوّلة بتداخل إقليمي ودولي واسع.

-  النظام السوري استنفد إمكانيات استمراره على حاله موضوعياً. ولا بديل عن التغييرات البنيوية الجذرية العميقة في البلاد على المستويات السياسية والاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية كسلة متكاملة بما يحفظ وحدة سورية واستقلالها وسيادتها ويؤهلها لاستعادة اراضيها المحتلة كلها. 

-  القرار الدولي 2254 يشكل إطاراً توافقياً دولياً واضحاً يحدد الخطوط العامة للانتقال السياسي في سورية.

-  لا بديل عن تثبيت جهاز الدولة السورية واستعادة سلطته على أراضي الجمهورية كاملة لتطوير هذا الجهاز لاحقاً ضمن التصور اللاحق لسورية المستقبل.

-  لا يمكن استعادة الاستقرار في سورية دون وجود مكافحة جدية للإرهاب على قاعدة قيام الفرز المطلوب بين المسلحين السوريين القابلين للانخراط في العملية السياسية وبين الإرهابيين بوصفهم بيادق وأدوات لدى الفاشية الجديدة.

-  مكافحة الإرهاب ليست قضية ومهمة سورية فحسب، بل هي إقليمية ودولية.

-  لا حل جدياً لقضايا اللاجئين وبقية ملفات الكارثة الإنسانية السورية بما فيها النازحون والمعتقلون والمفقودون والمختطفون والعقوبات الخارجية التي تطال المواطن في لقمته ولا تطال النظام دون تبلور الحل السياسي ذي الأفق التغييري الحقيقي في البلاد.

-  قيام هذا الحل وتبلوره يحتاج إلى استكمال تقليم أظافر القوى الإقليمية والدولية المعيقة لهذه العملية.

وفيما كان المواطن السوري وحده هو من يدفع للأسف ثمن الوقت الداخلي والإقليمي والدولي المطلوب لإدراك أن تلك العناوين والوقائع والحقائق أصبحت الآن واضحة كالشمس ومبوّبة باتفاقات وبيانات وقرارات دولية واجبة التطبيق الفوري يبقى اللافت الثابت فيها أن جميعها في المحافل الدولية جاءت بالدرجة الأولى بضغط دبلوماسي وميداني روسي. 

وهنا الطامة الكبرى.. من المنظور الأمريكي.. وهي السبب في استفحال تلك المتلازمة المرضية!

إن سورية بحاجة للحل السياسي التغييري الجذري بالأبعاد الواردة أعلاه، ولكن هل تتحمل الأوساط الأمريكية النافذة والحاكمة هذا الحل بتداعياته ودلالاته فعلاً، في اللحظة التي يتكثف فيها الصراع العالمي على خلفية الأزمة الرأسمالية الشاملة إلى أعلى درجاته في وأد المقاربات الأمريكية التقليدية التي كانت سائدة حتى الأمس القريب والتي تقوم على صيغة «السلطان الأوحد الآمر الناهي المتفرد»، وإقامة مقاربات جديدة تستند إلى القوانين الدولية دون أن يجري ليّ أعناقها أمريكياً؟؟

وبهذا المعنى يصبح مفهوماً- ولكن مداناً في الوقت ذاته طبعاً- حجم التردد والصراع الدائر داخل أروقة الإدارة الأمريكية الحقيقية في محاولة إعاقة الحل السوري، بما في ذلك محاولات التنصل من الاتفاق الأخير مع موسكو المتعلق بالهدنة والمساعدات الإنسانية والمكافحة المشتركة للإرهاب واستئناف العملية السياسية، وصولاً إلى ضرب قطعات للجيش السوري مباشرة، والتناقض بين الاعتذار وتحميله المسؤولية.. الخ!! 

وإن مرد ذلك كله هو أن نجاح الحل في سورية يشكل تثبيتاً لهزيمة استراتيجية نكراء تلحق بمنطق الحكم التقليدي الأمريكي في الداخل والخارج على حد سواء.. فمن قال أن المخاض الحالي هو سوري فقط..؟ إنه عالمي، وأمريكي ضمناً، وهو الأكثر صعوبة كون الولايات المتحدة كانت طيلة عقود خلت تشكل رأس المنظومة الرأسمالية العالمية..!

 

آخر تعديل على السبت, 24 أيلول/سبتمبر 2016 19:42