زهير مشعان زهير مشعان

الحراك الشعبي بدير الزور: لا للعنف.. الشعب والجيش يد واحدة!

لا يزال الحراك المطالب بالحرية والكرامة ينمو ويتسع في دير الزور بانضمام فئاتٍ متعددة إلى الشباب المنتفض، وحتى النساء، عبر تظاهرات يومية مسائية في مختلف أحياء المدينة وخاصةً الأطراف المهمشة وفي الأرياف.. وقد وزعت خلال هذا الأسبوع عدة منشورات تدعو إلى بلورة أهداف الحراك وسلوكه لينسجم مع مطالبه بالحربة والكرامة، وقد واكبت لجنة محافظة دير الزور للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين  الحراك وتابعته على الأرض، ورصدته وكشفت دور أجهزة الأمن والبلطجية في القمع عبر جريدة قاسيون التي كان لها الشرف في التواجد والتعبير عن وقائعه على صفحاتها في ملف «سورية على مفترق طرق». واستمرارية الحراك تؤكد أن أسبابه الموضوعية لا تزال بلا حل، ولم يتم تجاوز الأزمة كما ادعى البعض..

ومن شهداء دير الزور المهندس مرفق سليمان، ومعاذ الركاض وهو من قرية المريعية التابعة لموحسن ومن عشيرة البوخابور  ذات التاريخ الوطني العريق في مقاومة الاستعمار الفرنسي وفي مقارعة الإقطاع وهو أول الشهداء في المحافظة،  والشهيد محمد راغب الصياح ابن الأسرة التقدمية، والشهيد عبد المنعم الحبشان الذي سمى المتظاهرون الساحة التي استشهد فيها باسمه تخليداً له، كما سميت ساحة الملعب الرياضي التي اتخذها المتظاهرون نقطة تجمع وانطلاق باسم ساحة الحرية، وجرى تخصيص مقبرة باسم «شهداء الحرية»، وقد شارك في تشييع الشهداء عشرات الآلاف من المدينة والريف، وتقبلت أسرهم التهاني بفخر واعتزاز.
وقد شهدت الأيام الأخيرة حراكاً متنوعاً ومتسعاً بعد انكفاء الأجهزة الأمنية وإزالة كل ما يسبب استفزازاً للجماهير، والتي كانت هي السبب المباشر سابقاً لسقوط الشهداء على مذبح الحرية والكرامة عدا عشرات الجرحى والمصابين ومئات المعتقلين الذين أخلي سبيل أغلبهم..
هذا الانكفاء يثبت عدم صحة الحل الأمني القمعي، والأجدى ملاقاة الجماهير ومطالبها..
كما وزعت منشورات تدعو المتظاهرين للتعبير عن مطالبهم والمطالبة بحقوقهم بشعاراتٍ واضحة وتوجيهات عامة لأبناء الفرات الأحرار حيث استهل أحدها بالآية القرآنية الكريمة:
(لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أن بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله ربّ العالمين )

1 - التأكيد والإصرار على المضي قدماً بالتظاهر السلمي حتى تتحقق مطالب الشعب السوري المشروعة، ويستعيد حريته وكرامته.
2 - التأكيد على عدم استخدام العنف بجميع  أشكاله، فالشعب السوري مسالم بطبيعته، وكذلك عدم التعرض للمنشآت العامة والخاصة بأي شكلٍ من أشكال التخريب.
3 - التأكيد على سير المظاهرات بشكلٍ حضاري ومنظم وذلك لضمان سلامة المتظاهرين وإيصال صوتهم للعالم أجمع بشكلٍ حضاري.
4 - التأكيد على توحيد صفوف المتظاهرين وتلاحمهم وتوحيد هتافاتهم وتجنب الشتائم والكلام البذيء،فهذه ليست من أخلاق الشعب السوري.
5 - تحديد محاور لسير المظاهرات،وذلك في الشوارع العامة الموازية للأحياء السكنية(كالشارع الممتد من دوار المدلجي حتى كلية العلوم، والشارع الممتد من جامع الصفا حتى دوار غسان عبود) مع تجنب السير باتجاه مركز المدينة حفاظاً على سلامة الأهالي ومصالحهم.
6 - تحديد موعد زمني لبدء المظاهرة وانتهائها،في أوقاتٍ مختلفة على ألاّ تتجاوز مدة المظاهرة ساعتين كالفترة ما بين  صلاة المغرب وصلاة العشاء، مراعاةٍ لمصالح أبنائنا الطلبة حتى ينتهوا من امتحاناتهم، وكذلك إنهاء المظاهرة بشكلٍ جماعي كي لا تتحول إلى مظاهراتٍ صغيرة ومتفرقة.
7 - التأكيد على أن أبناء القوات المسلحة هم أبناء الشعب، ويجب التعامل معهم على هذا الأساس وتذكيرهم أنّ مهمتهم المقدسة هي حماية الوطن والشعب من أي عدوانٍ خارجي.
8 - التأكيد على أنّ المتظاهرين أكثر حرصاً على أمن الوطن والمواطنين من الأجهزة الأمنية التي تمارس كل أشكال القمع والعنف ضدّ الشعب.
9 - التأكيد على أنّ هذه المرحلة تتطلب من الشعب السوري الكثير من الصبر والوعي الوطني وتعميق مفهوم المواطنة، وتقديم التضحيات حتى تتحقق مطالب الشعب السوري ويستعيد حريته وكرامته.
10 - التأكيد على الصدق وإخلاص النية في القول والعمل، فهو السبيل الوحيد للفوز في الدنيا والآخرة.

وفي منشور آخر وزع في يوم الجمعة السابقة 10/6  ذاته جاء فيه:
إلى ثوار دير الزور المطالبين بالحرية والكرامة إنّ ثورتكم سلمية شريفة نظيفة.. وأثبتوا لهم ذلك من خلال:

1 - عدم حمل السلاح.
2 - عدم التعدي على الأملاك الخاصة، محلات - منازل..
3 - عدم التعدي على الأملاك العامة، مؤسسات، دوائر..
4 - الهتافات للحرية والكرامة والوحدة الوطنية وعدم السبّ والشتم.
5 - التمجيد بالشهداء الأبرار.
 
كما وزعت شعارات مكتوبة ذات مضمونٍ وطني وطبقي مع التأكيد على النشيد الوطني حماة الديار. ومنها:

• الشعب يريد محاربة الفساد.
• عرب وأكراد... ضدّ الفساد .
• يالله يالله  يا شباب.. بدنا قانون الأحزاب.
• لا سلفية ولا إخوان.. بدنا تحرير الجولان.
• الآن الآن الآن.. بدنا تحرير الجولان.
• علوا الراية وعلوا الصوت.. بدنا تخفيض المازوت.
• واحد شعبنا واحد شعبنا.. ما تهمه الصدمات واحد شعبنا.
 
وقد شهد يوم الاثنين الفائت دخول طلائع الجيش وآلياته إلى المدينة وتموضع في مكانٍ خارج الأحياء السكنية (الملعب)، فاستقبله الأهالي بالزغاريد ونثر الرز واستقبله المتظاهرون بالهتاف «الشعب والجيش ايد واحدة».. كما رفعوا علم الوطن عالياً وأنشدوا حماة الديار.. وتفاجأ بعض الضباط والجنود عندما سألوا أين العصابات فأجابهم الجميع: لاتوجد عصابات.. نحن متظاهرون نطالب بالحرية والكرامة... وهذا يدل أنّ هناك من حاول خداعهم وإحداث وقيعةٍ وفتنةٍ بين الجيش والشعب..
كذلك دخل الجيش مدينة البوكمال ولم يحدث ما ينغص الكدر من الطرفين.. وفي يوم الثلاثاء خرج الجيش من الملعب البلدي وسط المدينة إلى ضاحيتها الغربية. لكن ما يثير الألم والحزن هو الاقتتال الذي حدث بين الأقارب في مدينة البصيرة شمال شرق دير الزور والتي تبعد حوالي 40 كم وسقط فيه اثنا عشر مواطناً قتلى من الطرفين بين مؤيد ومعارض. ونحن إذ نعزي أسرهم فإننا نهيب بجميع المواطنين نبذ أي شكل من أشكال العنف بين أبناء الوطن الواحد..وقد قرر المتظاهرون إيقاف التظاهر يومي الأربعاء والخميس تقديراً لظروف الامتحانات الطلابية.