نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني لقاسيون: هناك من يحاول تسجيل انتصارات سياسية على حساب الجيش الوطني اللبناني

بحكم خطورة ما يجري في لبنان وانعكاسه على أمنه والاستقرار شبه المفقود في المنطقة أصلاً تحت وطأة محاولات تمكين المشروع الأمريكي الصهيوني ضد شعوبها أجرت قاسيون سلسلة من الاتصالات مع عدد من السياسيين والمحللين بهدف توسيع دائرة البحث في الملف وتعميق الرؤية حوله من زوايا مختلفة، وكانت اللقاءات التالية من بيروت ودمشق مع كل من الرفيق سعد الله مزرعاني نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، والإعلامي والمحلل السياسي ميخائيل عوض، والرفيق معتصم حمادة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رئيس تحرير مجلة «الحرية»:

الرفيق سعد الله مزرعاني نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني.. بعض الأطراف اللبنانية تحمل الأجهزة الاستخبارية أنها لم تعط الجيش اللبناني المعطيات الكاملة حول القوة الحقيقية لما يسمى بجماعة فتح الإسلام، وبالتالي كانت هناك مصيدة للجيش، ما تعليقك على هذا الموضوع؟

الرواية الثابتة لهذه الاشتباكات تؤكد بأن كان هنالك تفرد لقوى الأمن الداخلي في تنفيذ مهمة تتعلق بمداهمة شقة ولم يكن هناك تنسيق مع الجيش الذي تعرضت مواقعه لهجمات مفاجئة... المسألة هنا تطرح علامات الاستفهام حول أسباب عدم التنسيق. لكن الاعتقاد الراجح هو أن الأجهزة التي تتباين أحياناَ مرجعياتها فيما يتعلق بقضايا البلد ومشكلاته وعلاقاته، ربما الأرجح أن هناك رغبة في تحقيق مهمة أو انتصار أمني ينسب لقوى الأمن الداخلي ويعزز موقعها في هذه الصراعات..

ارتباطاً بجهة سياسية محددة (جماعة المستقبل)، مثلاً.؟

قوى الأمن الداخلي تابعة أصلاً لوزارة الداخلية بينما الجيش تابع لوزارة الدفاع، والحقيقة أن الموضوع هنا لا يتوقف عند مسألة التابعية الوزارية.. إذ أن الجيش بموقعه، بقيادته الحالية، بمواقفه، اتسم باعتماد نوع من الحياد فيما يتعلق بالشؤون والتجاذبات الداخلية.

ولذلك ربما كان الهدف وهو الراجح هو تسجيل انتصار مادي ومعنوي وأمني بما يعزز دور الأجهزة المرتبطة بوزارة الداخلية وتحديداً فرع المعلومات فيها الذي استحدث في أيام الحكومة الحالية وأسندت له مهمات يعتبرها البعض مضخمة ومبالغ فيها وغير دستورية. وهذا عامل قد يكون أساسياً.

والرواية الرسمية تشير إلى هذا الأمر أي أنه تم تقديم معلومات عامة وليست تفصيلية وبالتوقيت الدقيق ولم ينفوا تفردهم بعمل أمني انعكست نتائجه على أجهزة أخرى...

على مؤسسة أخرى ذات موقف مختلف... وهل يمكن القول: إن هناك مصيدة للجيش ومصيدة لموقفه السياسية؟

أنا لا أصل إلى حد هذا النتيجة. فهناك من أطلق النار على الجيش، من دون أن يكون الجيش شريكاً في العملية الأمنية. فالمسؤولية الأساسية هي على عاتق من أطلق النار واعتدى على وحدات الجيش.

ولنكن موضوعيين في تحديد المسؤوليات لا اعتقد أن الجيش كان ضحية لقوى الأمن الداخلي.. بل كان ضحية خطأ قوى الأمن الداخلي ورعونتها...

رفيق سعد الله في ضوء إلقاء التهم يمنة ويسرة بين مختلف الأطراف في داخل لبنان والبعض في الداخل يربط ذلك في الخارج... برأيك من هو المستفيد وفي هذا التوقيت تحديداً؟

كما بات معروفاً سارعت أطراف إلى إلقاء اتهامات، مثل تحميل سورية بشكل خاص المسؤولية. وهذه محاولة قاصرة لإبعاد المسؤولية عن أجهزة السلطة اللبنانية التي ينبغي أن تتعامل مع ظاهرة مثل ظاهرة فتح الإسلام.

وكانوا سألوا أفراداً منها ووجهوا اتهامات وتركوا هذه المجموعة تعمل خلال شهور طويلة بدون أخذ الإجراءات المناسبة بحقها.

حتى الأمريكيون يعتبرون أن هذه الظاهرة متصلة بالقاعدة ومسؤولها كان قد لوحق وصدرت بحقه أحكام بوصفه مسؤول بمنظمة القاعدة بأحداث خارج لبنان.

وماذا بخصوص التوقيت.. إسرائيل تتكلم عن تصفية حماس... وفي لبنان وكما يقال بالمثل الشعبي «كل ما دق الكوز بالجرة» كل ما كان لبنان عند منعطف ما أو بحالة استعصاء ما، تخرج قضية من هذه الشاكلة..؟

كل المنطقة من العراق رقم واحد ولبنان رقم اثنان تعيش تحت إيقاع الغزو الأمريكي للعراق منذ أربع سنوات حتى الآن، وأنا أخص هذين البلدين بسبب كثافة التوتر والمعارك، فعدوان تموز كان جزء من هذه العملية، صحيح أن هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل معلقة ببقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال الإسرائيلي ووجود أسرى لبنانيين ولكن تحوّل الرد الإسرائيلي إلى عدوان شامل تبين أنه قرار أمريكي في سبيل إحداث تعديلات في الخارطة الاستراتيجية للمنطقة بعدما فشلت الإدارة الأمريكية في معالجة صعوباتها في العراق. يمكننا القول بالمعنى الاستراتيجي أن كل هذه الأمور متداخلة.. أما الإيقاعات الجزئية فتعمل تحت حجم من الاستقلالية.. ينبغي أن نميز بين تكتيكات تجري واستراتيجية عامة تحكم ما يجري في المنطقة وبين أحداث جزئية يمكن أن تكون لها إيقاع خاص...

ولو كان الوضع اللبناني محصناً أكثر كان يمكن التعامل معه كانت ستكون هذه الانعكاسات على لبنان أقل.

بالتالي ما هي الآفاق؟

تتمثل الآفاق في لبنان بمعالجة أزمتين متلازمتين: الأولى هي أزمة العلاقات بين اللبنانيين، وهي أزمة مركبة: أزمة نظام طائفي ينبغي إصلاحه وأزمة حكم، سياسة حكومة عاجزة عن احتواء الأزمات ومعالجتها بالطريقة الصحيحة.

وثانياً، معالجة أزمة العلاقات اللبنانية السورية. وهذه تتصل بجملة مسائل من بينها موقع لبنان من الصراع العربي الإسرائيلي. وما موقفه من الغزو الأمريكي للعراق، كيف ينبغي أن يكون بالموقع الطبيعي معارضاً للغزو الأمريكي وساعياً لمنع استخدام حكومته وأرضه وإعلامه في تنفيذ سياسات أمريكية تستهدف سورية أو أي بلد عربي آخر.

المحلل السياسي ميخائيل عوض:

تجري محاولات لاستنزاف الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات من أجل تهجيره من المنطقة ودفعه لقبول شطب حق العودة

أستاذ ميخائيل.. ما تعليقك بخصوص تصريحات مصادر لبنانية بأن أجهزة الاستخبارات اللبنانية مسؤولة عن عدم إعطاء الجيش اللبناني معطيات كافية عما يسمى بجماعة فتح الإسلام وبالتالي محاولة إيقاعه في مصيدة.. ؟

بالنسبة لنا ولعموم الشعب اللبناني والمتابعين للأحداث هناك جزم بأن ما جرى عمل مدروس ومخطط مرتبط بالمخطط الإسرائيلي الأمريكي وتوابعه في المنطقة. الأهداف متعددة.

وفي الوقائع أن هناك من عمل بشكل مقصود على توريط الجيش اللبناني بكمين أمني وعسكري بهدف إقحامه في معركة ليست معركته وليس له فيها أي هدف لا هو ولا اللبنانيين، والمبتغى هو إما تفتيت الجيش لأن فريق 14 شباط عجز عن استيعاب الجيش واحتوائه وعن توظيفه في مشروعه، أي إما احتواءه عبر توريطه في سلسلة من العمليات من هذا النمط، أو دفعه نحو حالة الانهيار بسبب حجم أعمال الإرهاب والاستنزاف وتبلور كتلة شعبية صلبة ترفض أخذ الفلسطينيين كمواطنين وكمخيمات بجريرة هذه الجهة أو تلك التي جاءت إلى لبنان بالأصل بتغطية أمنية ومالية مشبوهة وقد كتبت الصحافة عن دور فريق سعد الحريري في استقطاب هذه المجموعات، لتوظيفها في مؤامرة الفتنة. الأعمال مرتبطة، فجهة واحدة هي التي خططت وتنسق وتستمر، ويدلنا إلى ذلك التصريحات الأمريكية، حاجة أمريكا لاستخدام أوراق في سياق التفاوض مع سورية وإيران. وواضح الكلام الأمريكي عن وجود تنظيمات إرهابية وما شابه، واضح الهدف الأمريكي فكل ساحة لم يستطيعوا السيطرة عليها وفرض إرادتهم دفعوا فيها باتجاه الفتنة الهدامة وهم يسمونها الخلاّقة. وهذا ما يجري في العراق بتخطيط وتمويل وسيطرة أمريكية وإسرائيلية وحلفائهما من بعض العرب في فلسطين، وهو ما أدخلت إليه الساحة اللبنانية.

المستفيد معروف من الفتنة في حالة وقوعها ، ولكن هل هناك غاية لجر الفصائل الفلسطينية في الدخول إلى هذه المعمعة؟

هناك محاولة لتصفية الوجود الفلسطيني في لبنان. وفي المنطقة تتحرك مشاريع التفاوض والحوار ومحاولة إخراج إسرائيل وقيادتها من مأزق هزيمة حرب تموز.

الذي يعيق أي إمكانية لأخذ فريق عربي تحت مسمى المعتدلين لكي يعلن حلفاً ويجاهر به مع إسرائيل هو إيجاد حل للقضية الفلسطينية، والذي يعيق إيجاد حل جدي للقضية الفلسطينية هو إيجاد حل لموضوع حق العودة.. وإن أكثر فصيل حيوي ومتحرك وحاضر هم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وبهذا الشكل فإن استعداء المخيمات وإقحامها بمشاكل مع الجيش اللبناني ومع اللبنانيين وبمشاكل لبنانية داخلية بعملية استنزاف طويلة يراهن الفريق الأمريكي الإسرائيلي والعربي «المعتدل» أو بالأحرى الراديكالي في الدفاع عن المشروع الأمريكي الإسرائيلي، أن استنزاف الشعب الفلسطيني في فلسطين وفي لبنان يمكن أن يسهّل هجرته من المنطقة العربية أو يدفع الكتل الأساسية بقبول شطب حق العودة.

هل يمكن للقوى الوطنية في لبنان أن تسيطر على الأمر وما هي الآليات التي يمكن أن تتبعها للإحاطة بالموضوع، وعدم اتجاهه نحو المزيد من التصعيد؟

الأمر بالنسبة للمعارضة الوطنية اللبنانية واضح وهذا ما كشف عنه بيان حزب الله وموقف الجنرال عون وتصريحات ومواقف الوزير فرنجية. وبيان لقاء الأحزاب، وهناك إدراك لسيناريو المؤامرة. الآن تسعى مختلف أطراف المعارضة الوطنية لاتخاذ موقف موحد لتحميل حكومة السنيورة فاقدة الشرعية المسؤولية، وهناك الكثير من الوقائع التي تشير إلى ذلك. إحدى الأجهزة هي التي شكلت غطاء للمشكلة منذ بدايتها وأوقعت الجيش اللبناني في كمين لم يتحضر له.

الحلول تقتضي السيطرة على الموقف واتخاذ إجراءات في أولها تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد إسقاط هذه الحكومة ومنعها من ممارسة أي من الصلاحيات التي مازالت تمارسها، وأن يعلن القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة، رئيس الجمهورية، بما له من صلاحيات حالة طوارئ. وتسلم قيادة الجيش المسؤولية الأمنية لوقف تدخلات واختراقات أجهزة يديرها وزراء وأطراف تابعين لقوى الأمن الداخلي أو التابعين لقوى 14 آذار، وكذلك ليس مقبولاً الإفساح في المجال لانتشار ميليشيا (المستقبل) بعد دعوة سعد الحريري لأنصاره لمساندة القوى الأمنية في مواجهة المخيمات الفلسطينية.

الرفيق معتصم حمادة لقاسيون:

«فتح الإسلام» ذات أجندة «لا حدودية».. والمطلوب وقف القصف

وتأمين الاحتياجات الإنسانية

الرفيق معتصم حمادة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كيف تنظرون إلى ما حدث ويحدث في مخيم نهر البارد شمال لبنان؟

الفصائل الفلسطينية أعلنت أن المجموعات المسلحة التي تحمل اسم (فتح الإسلام) لا تنتمي إلى النسيج الفلسطيني بأية صلة، وبالتالي هي ليست جزءاً من الأجندة الفلسطينية في المخيمات أو خارجها. كما أن القيادات الدينية بدورها أعلنت أن هذه المجموعات لا تمت إلى الإسلام. وهي مجموعات سياسية ذات أجندة غير لبنانية، غير فلسطينية، ذات أجندة يمكن أن نطلق عليها «لا حدودية». وإذا عدنا إلى بعض الأسماء المتداولة نجد أنها كانت متورطة في الأعمال الأمنية في دول عربية مجاورة كالأردن على سبيل المثال.

وبالتالي هي لها أهداف خاصة بها منذ أن دخلت إلى المخيمات تحت عناوين مختلفة وهي لا تخفي هذه الأهداف.

الرفيق نايف حواتمة لم ير بالأمس ارتباطاً ميكانيكياً بين ما يحدث في نهر البارد وما حدث في الأشرفية وفردان.. من المستفيد من كل هذا الخراب، من يحرك اللعبة؟

لا أستطيع أن أقول من يحرك اللعبة. ولكن استطيع أن أقول من هو المتضرر من هذا الموضوع وهو أولاً الشعب الفلسطيني في لبنان الذي يدفع الآن من دم أبنائه في مخيم نهر البارد غالياً. عدد القتلى في ارتفاع وكذلك الجرحى. وثانياً الوضع الفلسطيني العام في لبنان الذي تجري محاولات لزجّه في معركة سياسية لا علاقة له بها.

والمتضرر الآخر هو الشعب اللبناني الذي زجّ بجيشه أيضاً في معركة، كان يفترض أن يتم توفير كل ما بذل فيها من أجل الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو. وبالتالي فإن من له مصلحة في الإضرار بلبنان وبالحالة الفلسطينية وبالقضية الفلسطينية هو الذي يقف بطبيعة الحال خلف هذه التحركات.

ما ارتباط ما يجري في لبنان بما يحدث في فلسطين المحتلة (الاعتداءات على غزة، قرار تصفية حماس، خطة عبد الله)؟

إن ما يجري في لبنان هو واحد من تداعيات الاحتلال الأمريكي للعراق. والهيمنة الأمريكية على المنطقة.

فتحت أمريكا باحتلالها للعراق الباب على مصراعيه لكل التيارات السياسية المعنية وغير المعنية بالأجندة الوطنية على صعيد القطر العربي الواحد لكي تتدخل بشؤون هذه المنطقة نحن نعيش واحدة من تداعيات الاحتلالين الأمريكي والإسرائيلي للعراق وفلسطين، وبالتالي، سوف تصادفنا حوادث مماثلة ذات طابع أمني بامتداداته السياسية إن كان في لبنان أو في غيره.

ولنتذكر مثلاً المجموعات الإرهابية التي تحركت في سورية، وبالتالي كل المنطقة مفتوحة على ذلك: فلسطين، لبنان، سورية، العراق، الصومال، كلها من تداعيات السياسة الأمريكية ـ الإسرائيلية في المنطقة.

حسناً رفيق معتصم.. بما يتعلق بالأحداث المؤسفة في فلسطين المحتلة وفي غزة تحديداً، كيف ترون في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين السبيل لتحقيق الخيارات التي طرحتها؟

عندما جرى توقيع الاتفاق الثنائي بين فتح وحماس في مكة قلنا إن له إيجابية واحدة بأنه نجح في وقف إطلاق النار لكنا كنا على قناعة بأن وقف إطلاق النار هو مؤقت، لأنه وضع أساساً للمحاصصة بين الطرفين، أي استمرار النزاع على الحصص والمناصب والنفوذ في السلطة الفلسطينية وللأسف صدقت توقعاتنا عندما دخل الطرفان في الخلاف حول تقاسم الحصص في الأجهزة الأمنية لينفجر الوضع بينهما.

الخطيئة التي ارتكبها الطرفان أنهما أرادا الاستئثار بالحالة الفلسطينية وإقصاء الآخرين، وتجاوزا اتفاقاً وطنياً شاملاً أسس لعلاقة وطنية داخلية متماسكة هي وثيقة الوفاق الوطني.

في هذا الإطار هل يبدو أن بقية المنظمات الفلسطينية ذات التاريخ النضالي العريق ليست موحدة الموقف؟

هناك إطار ثلاثي يتحرك الآن في غزة يتشكل من الجبهتين الديمقراطية والشعبية وحركة الجهاد. هذا الإطار هو الذي يعمل دائماً على إطفاء النيران ودفع الطرفين إلى التراجع عن سياسة الاقتتال. ويعمل بالتعاون مع الوفد الأمني المصري على إحضار الطرفين إلى طاولة الاتفاق والحوار. هذا الإطار الثلاثي هو الذي يأخذ على عاتقه وضع حد للمأساة التي تعيشها الحالة الفلسطينية وعليك أن تأخذ بعين الاعتبار التدخلات الإقليمية التي لا تريد لأطراف أخرى أن يكون لها نفوذها في القرار الفلسطيني.

بالعودة إلى المخيمات الفلسطينية بلبنان في حال جرى ارتكاب أخطاء سياسية من الفريق الحاكم في لبنان وتوريط الجيش باقتحام المخيمات، ماذا سيكون موقف الفصائل الفلسطينية؟

خلال اللقاء الذي حصل بين الوفد الرباعي الذي ضم مندوباً عن فتح والجبهة الديمقراطية وحماس وحركة الجهاد الإسلامي، جرى التأكيد على أن الجيش لن يقتحم المخيم.

وأعيد التأكيد مرة أخرى على أننا نرفع الغطاء السياسي عن هذه الأطراف ولكننا لسنا على استعداد لأن ندخل في اشتباكات عسكرية داخل المخيم الواحد لأن هذا من شأنه أن يمدد لاشتباكات إلى كل المخيمات.. هناك حالة معينة داخل المخيمات لا بد أن نقرأها قراءة دقيقة وحكيمة.

نريد أن نعالج الأمر سياسياً القضية الجوهرية الآن والملحة هي ضرورة وقف قصف المخيم وتأمين احتياطات الناس، وإخراج الجرحى إلى المستشفيات ودفن الموتى وإزالة من هم تحت الأنقاض وتوفير مأوى للذين دمرت بيوتهم.. لا مؤشرات أن الجيش مقبل على اقتحام المخيم.

آخر تعديل على السبت, 17 أيلول/سبتمبر 2016 13:43