«العمل الدولية»: الأزمة ستودي بمئات آلاف الوظائف

أعربت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة عن مخاوفها إزاء التسارع في شطب الوظائف بالقطاع المالي، مشيرة إلى أن من شأن ذلك أن يؤثر بصورة غير مباشرة على الاقتصاد الأوسع في المراكز المالية مثل نيويورك ولندن.

وأوضح تقرير للمنظمة- أعد لاجتماع سيعقد هذا الأسبوع بشأن أثر الأزمة المالية على أكثر من 20 مليون مستخدم في القطاع- أن التوظيف في الخدمات المالية من المحتمل أن يتقلص بصورة دائمة على النقيض من توقعات حديثة بنمو قوي.

وبلغ عدد الموظفين الذين تم الاستغناء عنهم في القطاع المالي في الفترة بين آب 2007 والثاني عشر من الشهر الجاري 325 ألفاً. وتم الاستغناء عن 130 ألفاً منهم، أي ما يوازي 40% من الإجمالي بين تشرين الأول 2008 والثاني عشر من الشهر الجاري، الأمر الذي يؤكد على تسارع وتيرة شطب الوظائف.

وتوقعت المنظمة تزايد فقد الوظائف بدرجة أسرع مستقبلاً في ظل انغماس الاقتصاد العالمي بدرجة أكبر في الركود وتعرض أصول المؤسسات المالية لخسائر أكبر.

وأضافت منظمة العمل أنه من المحتمل أن يمس الاستغناء عن الوظائف جميع العاملين في القطاع المالي بما في ذلك المتخصصون في تكنولوجيا المعلومات الذين نجوا من موجات سابقة لفقد الوظائف.

وذكرت المنظمة أن فقدان الوظائف مسألة عالمية لكن المراكز المالية مثل نيويورك ولندن تتحمل الوطأة الأشد ومن المتوقع أن يبلغ عدد من يفقد وظائفه في القطاع المالي بنيويورك نحو 100 ألف شخص.

وأشار التقرير إلى أن قطاعات البنوك والتأمين والعقارات تمثل حوالي ثلث الدخل لسكان مدينة نيويورك، وهو ما يجعل المدينة الأشد تأثراً بتداعيات الأزمة المالية الحالية.

وإلى جانب القطاع المالي، تستمر خسارة الوظائف في القطاعات الأخرى بما فيها الإنتاجية والاستثمارية داخل دول المركز الرأسمالي وفي الأطراف حيث أعلنت شركة التعدين البريطانيّة «Lonmin» في جنوب أفريقيا أنها بصدد إلغاء 5500 وظيفة، بعدما توصّلت إلى خطط مع نقابات العمل في شأن خطط إعادة هيكلة الأعمال لخفض الكلف الإنتاجية. والشركة هي ثالث أكبر منتج للبلاتين في العالم، وستقدّم نتائجها نصف السنويّة وخطط إعادة الهيكلة كاملة في آذار المقبل.