مهام الشيوعيين والدور الوظيفي

جاء في الفصل السادس والأخير من مشروع الموضوعات البرنامجية- مهام الشيوعيين: إن المهام المطلوبة من الشيوعيين السوريين لكي يستعيدوا دورهم الوظيفي كبيرة وعظيمة، وهم قادرون على ذلك عبر بناء حزبهم الواحد والموحد والمعترف به من الجماهير الشعبية، والمشروع يقدم الكثير من المقترحات البناءة  لتحقيق ذلك. وبالإضافة إلى هذه المقترحات أقترح بعض الإضافات الأخرى، ومن أهم هذه المقترحات:

الاهتمام أكثر بالأقليات والقوميات الموجودة في سورية، كالأكراد مثلاً، وضرورة تأمين الحقوق الثقافية والمدنية لهم وإلغاء نتائج إحصاء (1962) والعمل لإزالة بعض حالات التمييز في التوظيف أو في بعض المجالات الأخرى، والذي يمارسه بعض المسؤولين في المحافظة. إن تامين هذه الحقوق تعزز الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية وتفوت الفرصة على المستغلين والمتربصين لإثارة الفتن والنيل من صمود سورية في وجه التأمر الخارجي. وقد صرح الرئيس بشار الأسد مؤخراً وخلال لقائه مع صحفيين أتراك، فقال: إن المواطنين الأكراد في كل من سورية وتركيا ليسوا سواحاً أو مقيمين مؤقتين، بل هم جزء لا يتجزأ من الشعبين. وكان قد قال في تصريح سابق لقناة الجزيرة عام /2004/: إن الأكراد جزء أساسي من النسيج الاجتماعي و التاريخي لسورية.

كما أرى أنه من الضروري العمل الجاد والصبور لتقديم العناصر الشابة في كل الهيئات الحزبية، كما يجب الاهتمام كذلك بالكادر الذي يعمل بين الشباب، فيجب أن يكون شاباً متواضعاً وذا عقلية متفتحة عصرية، ويملك أسلوب تعامل مرن ونفساً طويلاً، ويتقن روح المبادرة والأساليب المجدية لتطوير العمل بين الشباب، وكذلك بين النساء. و لكن هذا لا يعني أبداً إبعاد الكادر القديم لأن التجارب أكدت دوماً أنه كان لهم الدور الأساسي في حماية الحزب في المنعطفات الكبيرة والانحرافات نحو اليمين واليسار المتطرف. يقول المثل: لا بقاء للأصل دون الفروع ولا وجود للفرع دون الأصل،  وبقاء الأصل بالفرع ووجود الفرع بالأصل.

إن الشيوعي يجب أن يكون ذا أخلاق راقية، وعليه أن يتسم بنقاوة «البلور»، وأن يتسلح بالنظرية الثورية ويواكب التطور، ويتصف بالبساطة وحب الناس واللطافة وجعل المصالح العامة فوق المصالح الشخصية.

أما حول الكادر وتقديمه فهي من القضايا الأساسية في العمل الحزبي، فدون كادر جدير ومتمكن فكرياً وسياسياً وتنظيمياً وجماهيرياً لا يمكن أن يتطور العمل الحزبي، وتقديم الكادر يجب ألاّ يكون على أساس الولاءات الشخصية وبشكل عفوي، لقد قال لينين: إن ما يشهد على النضج ليست الوثائق ولا الشهادات، بل الممارسة والتجربة والوعي والتواضع والصدق.

تاريخنا وماضينا مشرف نعتز به، وهيبة ومكانة الشيوعيين بين أبناء شعبنا كانت دائماً موضع احترام، وعلينا ألا نخاف من الاعتراف بأخطائنا وأن نستفيد من هذه الأخطاء كي لا تتكرر، ولكن بشرط ألا تصل بنا إلى حالات الإحباط والركود واليأس.

ليس في الحياة سكون بل كل شي يتحرك، ولابد للقوانين الموضوعية أن تفعل فعلها كقانون التراكم الكمي والتحول النوعي، و لا يمكن للحياة أن تقف عند نقطة واحدة وتثبت أمامها. ولقد ذكر لينين أنه قد تمر فترات طويلة لا يتم فيها أي تطور، ولكن يمكن أن تأتي أيام ونحقق فيها انتصارات أكثر من سنين. فعلينا أن ندرك هذه الحقيقة ونقوي تنظيمنا وأن نهتم بالعمل الفكري، وأن نعيش بين الجماهير وأن ندرس وثائقنا وأدبياتنا بشكل جيد، وأن نلتزم بهذه الوثائق قولاً وعملاً، وأن نبتعد عن توجيه الاتهامات كما يلجأ إليه غيرنا.

إن استعادة الدور الوظيفي للشيوعيين مهمة نبيلة وهامة، تقع على عاتق كل الشيوعيين الصادقين، وتحقيق هذه المهمة يتطلب بالدرجة الأولى الانتهاء من حالات الشرذمة والانقسامات، وإعمال التفكير الجاد والمسؤول والصادق من أجل تحقيق وحدة الشيوعيين السوريين.