شر البلية...

كثير من أعضاء (مجلس الشعب) أتحفونا ويتحفوننا يومياً بإطلالات غير موفقة وأحاديث مسبقة الصنع وتنظيرات ما أنزل الله بها من سلطان، وحضور خالي الوفاض بعيد بعد الأرض عن السماء عن مقاربة مجريات الأحداث، في محاولات فاشلة لخلط الأوراق وتعكير المياه.

والحديث هنا لا يستدعي ذكر أسماء بعينها، فالمسرح منتصب أمام المشاهدين صورة وصوتاً وتنفساً لصدور تبقى لاهثة منفعلة أبداً.

لذلك لا غرابة في انصراف المشاهدين عن متابعة مثل هذه المسرحيات المقززة، التي حولت مجلساً إلى مثل هذا الظاهر على شاشة التلفزيون... والحال تستدعي ذكر القول الشعبي المأثور: فاقد الشيء لا يعطيه. لأن جواز مرور أمثال هؤلاء إلى المجلس هو في واقع الأمر حصيلة «الصناديق المحدثة». في انتخابات صورية.. والمحصلة ما نراه «بأم» أعيننا ونسمعه «ببي» آذاننا.. وهؤلاء الفائزون بأوراق الانتخاب إلى المجالس والمنظمات ما كانوا ولن يكونوا في يوم من الأيام إلا المسبحين بحمد من أتى بهم، والمطبلين المزمرين بلسان من دعمهم. وتلك حقيقة ناصعة يعرفها كل شعبنا جيداً. لذلك فعبارة شر البلية ما يضحك أصبحت «شر البلية ما نراه على الشاشة».