المؤتمر الصحفي للجبهة بعد عودتها من تركيا

المؤتمر الصحفي للجبهة بعد عودتها من تركيا

عقد وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سورية بعيد عودته من تركيا، مؤتمراً صحفياً في قاعة الاجتماعات في الاتحاد العام لنقابات العمال صبيحة الأحد 25/9/2011، حضره العشرات من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة ووكالات الأنباء العربية والأجنبية والمحلية، وذلك لتسليط الضوء على نتائج الزيارة واللقاءات التي أجرتها الجبهة مع ممثلي قوى اليسار التركي، وموقفها الرافض لأي تدخل في الشأن السوري مهما كان شكله أو حجته أو ماهيته. علماً أن الوفد كان قد ضم كلاً من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة د. علي حيدر واللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين ممثلةً  بأمين اللجنة د. قدري جميل، ود. شرف أباظة الشخصية الوطنية المعروفة، بالإضافة إلى الأستاذ ميخائيل عوض.

وقد بينت الجبهة خلال المؤتمر الصحفي، أبعاد ومنطلقات مواقفها مما يجري في سورية، ومدى نجاح الزيارة إلى تركيا التي أظهرت حجم رفض الشعب التركي للسياسات التي تنتهجها حكومة أردوغان في المنطقة، وخاصة تدخلها في الشأن الداخلي السوري.

وفيما يلي جانب من ردود وفد الجبهة على أسئلة بعض الصحفيين خلال المؤتمر:

 

د. علي حيدر عن الحزب السوري القومي الاجتماعي

لماذا لم تضع الجبهة خطة لدخول الشارع من أجل حماية سورية وشعبها من أي تدخل خارجي مهما كان نوعه؟ وبالنسبة للحزب السوري القومي الاجتماعي: لماذا لم تذهبوا إلى لبنان وتدرسوا الرأي اللبناني، ولماذا لا تتغلغلون في الشارع السوري قبل أن تتغلل فيه النشاطات «الروحية»؟

بدايةً، ولكي لا ندخل في القضايا الحزبية الخاصة، نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس لدينا لبنان وسورية، نحن اليوم في الشام، ونتكلم عن أزمة في جزء من الوطن السوري هو الشام.. ومن حيث المبدأ نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي وفي اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين قوتان من قوى المعارضة الموجودة على الساحة السورية منذ سنوات وليس منذ بداية الأزمة السورية التي بدأت قبل ستة أشهر، ومن كان يتابع نشاطات القوتين ويقرأ قاسيون يعرف أن اللجنة الوطنية كانت بالدرجة الأولى تتابع هم الشعب السوري، وكذلك فإن للحزب مواقف كثيرة في هذا المجال منذ سنوات طويلة، فأين الحزب وأين اللجنة الوطنية؟ هما موجودان على الأرض وفي كل مكان، وبالأساس تشكلت الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في التاسع من تموز قبل اللقاء التشاوري بيوم واحد، وأعلنت هذه الجبهة في الشارع ولم تعلن من الفنادق أو القاعات، بل أعلنت من أمام تمثال صلاح الدين على بوابة قلعة دمشق، وهذا كان له بعد تعبيري وقد كان مقدراً أن تعلن الجبهة من الشارع، وبالأساس الجبهة أعلنت لمسألة واحدة فقط هي دعم الحركة الشعبية الوطنية السلمية ضمانة التغيير والإصلاح، ودائماً نقول إن الحركة الشعبية السلمية الوطنية هي ضمانة التغيير والإصلاح، وعلينا حماية هذه الحركة، وكل ما تلا ذلك برامج وآليات عمل كان لحماية هذه الحركة الشعبية، وهذا ما حدث خلال الفترة الماضية، ولنا برنامج واضح أقريناه وأطلعنا عليه كل الصحافة يوم أعلنا الجبهة على باب قلعة دمشق. ومن تابع اللقاء التشاوري الذي عقد في صحارى وتابع المداخلات التي قدمها الحزب واللجنة الوطنية يعرف أننا لم ندافع إلاّ عن الشعب وعن الحركة الشعبية، وهذا شيء أما ما يطرح على قاعدة «كلام حق يراد به باطل» فهذا شيء آخر.

إن هذه الحركة الشعبية ضمانة استمرارها وتحقيق أهدافها هو قطع الطريق على التدخل الخارجي في الداخل السوري لأن هذا التدخل من طرف وما علق على الحركة الشعبية وعلى جوانبها وفي مواجهتها من طرف آخر، يضران بالحركة الشعبية الوطنية السلمية الديمقراطية الباحثة عن تغيير هادئ وتدريجي قائم على علاقة تفاعلية بين جميع الأطراف الموجودة وسط الأزمة، ونحن اليوم نقول إن النظام في أزمة، والمعارضة التقليدية في أزمة، والحراك في أزمة، وعلى الجميع أن يلتقوا اليوم على طاولة حوار واحدة للبحث عن مخرج من هذه الأزمة التي هي أزمة الجميع وليست أزمة طرف على حساب طرف آخر، ولا أحد يقول إنه يحقق انتصارات على حساب طرف آخر، لأنه اليوم في الوضع الداخلي لا أحد ينتصر على أحد، وفي الحروب الداخلية الأهلية لا أحد ينتصر على أحد، وتجارب لبنان موجودة وبعدها حاضرة وكذلك تجربة العراق وتجربة العلاقة الفلسطينية- الفلسطينية.

لذلك إن مشروعنا في الدرجة الأولى هو قطع الطريق على التدخل الخارجي وتغليب لغة الحوار، وهذا ما نفعله في كل الأماكن والمواقع، ومن يقول إن الجبهة الشعبية غير موجودة في الشارع نرد عليه (دون تفريق بين اللجنة الوطنية والحزب داخل الجبهة) إن لنا شهداء ولدينا معتقلون وهذا دليل أولي على وجودنا في الشارع.

 

لماذا كانت بدأت الجبهة الشعبية جولاتها من تركيا؟

لأن تركيا أولاً هي دولة جارة، وفي السنوات السابقة كنا مسرورين بالعلاقات التي بدأت تتحسن بين الشعبين السوري والتركي، لأننا نعتبر أنه لا يمكن الفصل بين البلدين فما يضر تركيا يضر سورية والعكس صحيح، وجزء كبير مما تحدثنا به في تركيا كان يدور حول فكرة أن أياً كان ما سيحدث في سورية سيكون له انعكاسات مباشرة على الوضع التركي، وبالتفصيل فتركيا اليوم هي رأس حربة للمشروع الغربي الأمريكي اليهودي للدخول إلى سورية، وهناك اليوم ثلاث بوابات يحاول الغرب الدخول منها إلى سورية؛ إسرائيل وهي مستبعدة، حلف الناتو وهو مستبعد أيضاً، والأتراك الذين تطوعوا للتدخل على جميع الأصعدة في الداخل السوري، فتركيا سبقت الجميع في مزاولة الحظر الجوي على الطيران السوري الذي يحمل معدات عسكرية، لذلك الأتراك وضعوا أنفسهم كرأس حربة وضللوا شعبهم، أي الحكومة التركية ضللت شعبها، ومن يذهب إلى تركيا ويقابل الأحزاب والناس يتفاجأ بحجم التضليل في توصيف الأزمة السورية، ولذلك كانت الزيارة مهمة جداً وكان يجب أن تبدأ من تركيا.

وعملياً ذهابنا إلى تركيا كان لوجود من نتكلم معه، ويشبهنا، فهناك يسار تركي، ولكن في قطر مثلاً لا نعرف إلى من سنذهب، فنحن لا نذهب إلى حكومات، بل إلى قوى، وخلال الأيام المقبلة سيذهب وفد من الجبهة إلى موسكو للقاء الفعاليات السياسية والشعبية والرسمية..

 

د. قدري جميل عن اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

لماذا ستكون موسكو بعد تركيا؟

لأنها لاعب هام ومؤثر بالسياسة الدولية، ونحن كجبهة لا نتكلم مع الأمريكان أو البريطانيين، ولا مع الفرنسيين، فالقضية موقف حساس من حيث المبدأ، وموقف براغماتي من حيث الممارسة لأن موقفهم واضح ولا فائدة من الحديث معهم، أما الموقف الروسي والصيني الذي يسعى إلى منع التدخل الخارجي ويجب أن يستمر موقفهم، لذلك يجب أن نذهب بهذه الاتجاهات، سنكون انتقائيين جداً، ومن لا يعجبنا لن نذهب إليه..

نحن موجودون بالحركة الشعبية السلمية، ولا نقول كل ما نفعله، وسيتم افتتاح مؤتمر الجبهة الشعبية أواخر تشرين القادم، ونحن الآن نقوم بتأطير مؤسساتها، وجرى إعلان تأسيسها في 9 تموز 2011، واليوم ننتهي من تشكيل لجان المحافظات، وبعدها سنعقد المؤتمر الأول الذي سيقر وثيقة برنامجية والنظام الداخلي، ويظهر عندها الطيف المشارك في الجبهة الشعبية، التي اعتقد أنها قوة معارضة يسارية هامة جداً ستكون في الفضاء السياسي السوري الذي يتكون مجدداً..

هل تلعبون دور الوسيط بيّن السلطات السورية والمعارضة، أو تسعون لتقديم مبادرة ما بيّن السلطة والمعارضة؟! وما هو موقفكم من المسائل الوطنية التي تقدمها المعارضة السورية؟!

لا يمكن أن نتواسط مع حالنا، فنحن معارضة، وذهابنا بهدف توضيح وجهة نظرنا، ونحن ذاهبون لنقول إن هناك معارضة وطنية ترفض التدخل الخارجي، وهذا المثال غير مسبوق قياساً بالتجربتين العراقية والليبية، وهذا يربك كل من يريد أن يحضّر لأي تدخل خارجي، فسورية كدولة وشعب وتاريخ دائماً لديها طريقتها وخطها في تجاوز أزماتها، بالإضافة إلى أن الصوت الأعلى في المعارضة هو الذي يرفض التدخل الخارجي، وهناك شبه إجماع لدى معارضة الداخل على رفض التدخل الخارجي، ولذلك ذهابنا ليس بهدف الوساطة، وهذا ليس عملنا، بل إن هدفنا هو توضيح موقفنا، والطلب من الروس الاستمرار في موقفهم ضد التدخل الخارجي..

 

ما رأيكم بالمجالس الوطنية التي يتم تشكيلها؟

كلها خلبية وافتراضية وخارجية، ونحن لا نعترف إلا بمعارضة الداخل، وبعض الشخصيات النظيفة في معارضة الخارج والتي تاهت بيّن معارضات حولها إشارات استفهام كبيرة..

 

في بيانكم تقولون أنكم إلى جانب مطالب الشعب، ومن بعض مطالبهم إسقاط النظام، فما هو رأيكم؟!

 نحن نقول مطالب الشعب محقة، وبرأينا شعار إسقاط النظام شعار غير عملي، وغير واقعي، وغير مفيد في الظروف الحالية، ولكن هناك مطالب محقة، ولا يجب «خلط الحابل بالنابل»، أي شطب كل المطالب المحقة المشروعة التي تطرحها الحركة الجماهيرية بحجة شعار إسقاط النظام، فهناك مطالب عامة كالحرية، والديمقراطية، وتغيير الدستور، قانوني الأحزاب والانتخابات، وهذا يجب الاستمرار به، وهناك مطالب لا تتعلق بكلمة الشعب السوري بل بلقمته على قدر المساواة، فأي إصلاح سياسي إذا لم يكن مضمونه الاقتصادي الاجتماعي واضح المعالم تجاه إعادة توزيع الثروة بين الاغنياء والفقراء، وإعادة توزيع الثروة على حساب ناهبي الدولة والشعب معاً، وإعادة توزيع الثروة على أساس اجتثاث مراكز الفساد الكبرى، فلا فائدة من الإصلاح السياسي، ويصبح شكلاً بلا مضمون..

كيف تنظر الجبهة الشعبية إلى العقوبات اليومية على البلد؟!

ننظر إليها على أنها عقوبات موجهة ضد الشعب السوري بالدرجة الأولى، وهي تهدف للإساءة لحياة المواطن، وهذه العقوبات الغبية التي قالوا إن هدفها الضغط على الدولة السورية، عملياً يقومون بمحاولة الضغط عبر رفع درجة التوتر بالشارع السوري من خلال العقوبات، ولكن كل العقوبات بالمحصلة (العراق، ليبيا، ويوغسلافيا)، لن تؤدي إلا لنتائج سلبية على حياة الناس، وتطور الدولة نفسها، فالذين يدعون أنهم يريدون الخير والحرية لنا، يقومون بمعاقبة كل مواطن سوري، فكيف يمكن تصديقهم؟!

تركيا تلعب دور رأس حربة في المشروع الأمريكي ضد سورية، فما ماهية هذا الدخول الذي أشرتم إليه؟!

الدخول التركي بمعنى تنفيذ السياسات والمخطط الامبريالي الأمريكي الصهيوني في المنطقة، ولهذا المخطط أهدافه التكتيكية، والفوضى الخلاقة، فإذا كان لأمريكا أصعب الأوضاع في أن تتدخل مباشرة، وإذا كان التدخل الإسرائيلي سيؤدي لمزيد من الوحدة الوطنية، فكان الحل في الظروف الحالية استخدام القفاز التركي لتمرير الأهداف  نفسها.. والأتراك لعبوا دوراً سيئاً في التحضير للأزمة السورية عبر الإغراءات التي استمرت من 2005 – 2010، وهي فترة السياسات الاقتصادية الليبرالية التي رفعت مستوى التوتر في المجتمع، وعدم الرضا الاجتماعي، وخفضت المؤشرات الاقتصادية الحيوية.

الدرع الصاروخي في تركيا موجه ضد من؟!

الدرع الصاروخي في تركيا موجه ضد الروس والإيرانيين والسوريين طبعاً..

 

ألا يفترض أن يكون الحراك الشعبي وبعد 7 أشهر قد بلور فكرة معينة تجاه شيء معين، أو أنضج شيئاً معيناً؟!

الحراك الشعبي، يعني الحركة الشعبية، وهي لا تقتصر على من هم على الأرض، بل هي موجودة بكل منزل في سورية، وهي تعني درجة نشاط سياسي عال، فالسوريون يعملون بالسياسة جميعهم اليوم، بالتفكر، الكلام، بالنقاش، بالكتابة، بالمظاهرات، وهذا الجو إيجابي، لذلك يجب الحفاظ عليه..

البعض قرر الدخول من خلال العنف والعنف المضاد، وجرت محاولة حرف الحركة عن تطورها الطبيعي، ولكننا جميعاً قادرون على إعادة الأمور لنصابها، كي تتحول الحركة الشعبية إلى قناة أساسية في تأمين خط الإصلاحات الذي تريده البلاد..

 

هل هناك مسعى روسي لحل الأزمة في سورية؟!

لا معلومات لدينا أن هناك مسعى روسياً محدداً لحل الأزمة في سورية، ولكن هناك موقف روسي، وهو توافق معنا بقضيتين كبيرتين، الأولى، لا للتدخل الخارجي، لأنه يعقد الأمور، ويسيء إليها، ويعيدها للمربع الأول، حتى إلى ما تحت نقطة الصفر، والثانية، أن الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة في سورية، فالنظام يفهم الحوار للإملاء، وهذا غير وارد، وبعض المعارضة يفهم الحوار أن النظام يجب أن يعمل كما أريد أو لا، بينما يعني الحوار تنازلات متبادلة، والجاهزية لتنازلات متبادلة لمصلحة سورية.

 

هناك حديث عن ورقة روسية أو إيرانية في الأيام القادمة، فما هو موقف الجبهة من أي حل؟

الحل داخلي، والحوار مباشر بين الأطراف، واليوم الظروف مؤاتية لذلك، والأصدقاء يمكن أن ينصحوا، ويمكن أن يجري التشاور معهم، ولكن نحن ضد التدخل من أي طرف كان..

 

الأستاذ ميخائيل عوض

وقد قدم في مداخلة مقتضبة أهم الاستنتاجات والملاحظات حول زيارة وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير إلى تركيا، بالشكل التالي:

■ السياسة التي تعتمدها حكومة أردغان في سورية لا تلقى تأييداً شعبياً واسعاً بيّن الأتراك، بل إن هناك نسبة كبيرة من الشعب التركي بمختلف أطيافه تدين هذه السياسات وتعتبرها مشبوهة، وتقول بصريح العبارة وتكتب إن الحكومة التركية ليست أكثر من وكيل للمشروع الامبريالي الهادف إلى تفتت المنطقة، وتجزئتها لإعادة السيطرة الغربية عليها، وهنا لا نتحدث فقط عن قوى اليسار التركي بل عن طيف واسع من الشعب التركي الذي يعتبر أردوغان طبيباً يداوي الناس وهو عليل..

■ هناك اعتراضات واسعة من الشعب التركي وفعالياته التي تعلن تضامنها جهاراً مع سورية في رفضها لأي تدخل خارجي، وتعتبر أن تشريع التدخل الخارجي في سورية، يستهدف تركيا في المحصلة، ويؤكدون أن سياسات أردوغان تأخذ تركيا للانفجار والتشظي..

■ أدركنا أن السياسة البهلوانية التي يمارسها أردوغان تكمن في محاولته الهروب من الأزمات التركية الداخلية، والسعي لتغطيتها في تلك الزيارات المكثفة، وفي محاولة تخريب سورية، ففي تركيا أزمات كثيرة أخطرها احتمال انفجار أزمة اقتصادية، زينها أردوغان والغرب ليقدمها نموذجاً ليستقطب الآمال والأحلام، فعجز الموازنة في تركيا يبلغ 9% من الناتج القومي، وهو في اليونان %10، وكل هذه الظاهرة الفقاعة مفتعلة، والخبراء الاقتصاديون الأتراك يقولون إنها على عتبة انفجار اقتصادي، وهذا يفسر لنا البهلوانية التركية..

■ التقصير الكبير في المؤسسات والإدارات والأجهزة المعنية في سورية على مختلف المستويات، والتقصير ليس في الدولة فقط، بل في الحركة السياسية من مختلف الأطياف أيضاً، بدءاً من النقابات العمالية وصولاً للمؤسسات المهنية، فحماية سورية من التدخل الخارجي هي مسؤولية كل مواطن سوري..