كرة التراجع السياسي الأمريكي حول سورية تتدحرج

كرة التراجع السياسي الأمريكي حول سورية تتدحرج

فوق الطاولات، فاقت وتيرة تراجع واشنطن وحلفائها، عن الشروط المسبقة إزاء حل الأزمة السورية سياسياً، كل التوقعات، منذ تلويح روسيا بأنها ستلجأ جدياً لمجلس الأمن الدولي لإنشاء تحالف جدي يكافح الإرهاب الداعشي المنطلق حالياً من سورية والعراق، ويسهل إطلاق العملية السياسية السورية- السورية على التوازي.

هذا التراجع الأمريكي سرعان ما تردد صداه في لندن باريس، وتكرر في برلين، وصولاً إلى «صقور التشدد» في أنقرة، ولكن هذا لا يعني بطبيعة الحال أن واشنطن سترفع رايات الاستسلام البيضاء فوق الطاولة وتحتها، بل ستعمل على الإعاقة من الداخل باستمرار.


حل الأزمة السورية محور لقاء بوتين بأوباما

أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس 24 أيلول أن الرئيس الروسي سيلتقي نظيره الأمريكي باراك أوباما في نيويورك الاثنين 28 من الشهر الحالي.
وقال بيسكوف: «بالطبع الموضوع الأول سيكون سورية».. وسيتطرق إلى الملف الأوكراني في حال تبقى وقت خلال اللقاء.
وذكر أنه من المقرر أيضا أن يلتقي بوتين في اليوم ذاته برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، مضيفا أن اللقاءين مدرجان في جدول أعمال الرئيس الروسي.


كارتر: واشنطن للتعاون  مع موسكو في محاربة داعش

من جانبه أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع روسيا لمواجهة «داعش» وضمان انتقال سياسي في سورية.
وفي مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مع نظيره الأوكراني ستيبان بولتوراك لم يستبعد كارتر إمكانية تطابق المصالح الأمريكية والروسية في سورية، موضحاً أن القاسم المشترك بين البلدين هو هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» وضمان انتقال سياسي في سورية، من شأنه الحفاظ على البلاد وإعادة إعمارها.
وصرح قائلاً: «يجب تنفيذ هذين الخيارين بالتوازي، وسنبحث مع روسيا الاتجاه السياسي، وكذلك العسكري. ومن المهم أن يسير هذا بشكل مواز».
كما لفت الوزير إلى أن التعاون المحتمل مع روسيا حول سورية لن يؤثر على موقف الولايات المتحدة إزاء أوكرانيا أو نظام العقوبات على روسيا.


كيري ينوي بحث وضعي أوكرانيا وسوريا مع لافروف


من جانبها أعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ينوي أن يبحث الأوضاع في كل من سورية وأوكرانيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في 27 أيلول الحالي، وذلك أثناء لقائهما المرتقب على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وفي تصريح صحفي قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن الحديث يدور عن «مواصلة الحوار» الجاري بين الوزيرين. وذكر أن الولايات المتحدة لا تنوي الحصول على توضيحات من الجانب الروسي حول تصرفات موسكو في سورية، «لأننا نرى ما يفعلونه (هناك)» على حسب قوله. وأضاف أن المحادثات حول هذا الملف ستركز على نيات روسيا في هذا البلد.

 

أردوغان: الأسد يمكن أن يشارك في المرحلة الانتقالية لحل الأزمة السورية

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 24 أيلول، بأن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يشكل جزءاً من مرحلة انتقالية في إطار حل للأزمة السورية.
ففي تصريحات تشير إلى تغيرات في موقف تركيا حيال الأزمة السورية، أفاد أردوغان، الذي طالما طالب برحيل الرئيس السوري عن السلطة، بأن العملية الانتقالية من الممكن أن تتم بدون الأسد كما يمكن أن تحصل هذه العملية الانتقالية بمشاركته،.
وفي موقف مماثل، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري السبت 19/9/2015، إن الرئيس السوري يجب أن يتنحى، لكن ليس بالضرورة فور التوصل إلى تسوية لإنهاء النزاع الدائر في سورية، فيما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بتصريحات مماثلة.
أما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند فقد دعا ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى تفعيل العملية السياسية في سورية كجزء كبير من الرد على أزمة اللاجئين.
وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية، طالبا عدم ذكر اسمه، إن الشخصين عقدا اجتماعاً على مدى ساعة مساء الثلاثاء 22 أيلول في تشيكيرز وسط إنكلترا، وأنهما «اتفقا على ضرورة تفعيل العملية السياسية، وأبديا رغبتهما في العمل سوياً»، فيما يتعلق بالملف السوري.
من جهتها أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان أن كاميرون وهولاند اتفقا على أن «جزءاً كبيراً من الرد على أزمة اللاجئين يجب أن يكون في إيجاد حل للوضع في سورية».
من جهتها دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى إشراك الرئيس السوري بشار الأسد في الحوار لحل الأزمة السورية. وقالت في مؤتمر صحفي في بروكسل الأربعاء 23 أيلول إنه يجب على الاتحاد الأوروبي محاورة العديد من أطراف الصراع في سورية، ومن ضمنهم الأسد وغيره، مضيفة أنه لا يجب أن تشارك روسيا والولايات المتحدة فقط في مناقشة الأزمة هناك، بل يجب أيضاً إشراك دول مثل إيران والسعودية.

لافروف: واشنطن باتت أكثر تفهما لموقف موسكو تجاه أزمة سورية

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر تفهما لموقف موسكو بشأن الأزمة السورية.
وقال لافروف الأربعاء 23 أيلول، «أعتقد أن الأمريكيين باتوا أكثر تقبلاً لتلك الحجج التي نستخدمها منذ سنوات عدة».
من جهة أخرى أكد الوزير الروسي أن تركيا لم تتقدم إلى روسيا بأي طلب يتعلق بقضية اللاجئين السوريين، مضيفا أن المنظمات الإنسانية الدولية المعنية باللاجئين في تركيا ولبنان والأردن تقدم المساعدات لهم على مستوى برنامج الغذاء وصندوق الأطفال ومكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأشار لافروف إلى أن أزمة اللاجئين تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل القضاء على الخطر الإرهابي وتسوية الأزمة سياسياً.
ودعت وزارة الخارجية الروسية واشنطن الأربعاء إلى التعاون البناء من أجل مكافحة الإرهاب وتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم «داعش» بفعالية على أساس القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة،
وأعلنت الوزارة أن واشنطن يجب ألا تقترح تغيير الحكم في سورية في حال تمسكها ببيان جنيف.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «إذا كانت الولايات المتحدة تتمسك ببيان جنيف الذي دعمه المجتمع الدولي ووقعته واشنطن، فكيف يمكن الحديث عن طرح شخصيات أو سيناريوهات لتغيير السلطة أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وأكدت زاخاروفا أن السوريين هم الذين يجب أن يقرروا مستقبل سورية، مشيرة إلى أن واشنطن في حال طرحها الخطط لتغيير السلطة يجب أن تسحب توقيعها من بيان جنيف.
من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأربعاء إن روسيا لا تناقش التغييرات السياسية في سورية مع غيرها من الدول، مؤكداً أن «الشعب السوري هو فقط الذي يناقش مستقبل بلاده ويتخذ القرارات».
من جهة أخرى أفاد مصدر دبلوماسي روسي للصحفيين الأربعاء بأن موسكو تنظر بتفاؤل إلى إمكانية توحيد الجهود لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي وتسوية الأزمة السورية، مشيراً إلى أن الفشل في توحيد الجهود في هذا المجال يهدد بوقوع كارثة حقيقية.

 

فابيوس: بلادنا لن تطالب بتنحي الأسد كشرط مسبق لمحادثات السلام

أبلغ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صحيفة «لو فيغارو» أن بلاده لن تطالب برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لمحادثات السلام.
ونقلت الصحيفة اليومية الفرنسية عن فابيوس قوله في عرض نسختها ليوم الثلاثاء 22/9/2015، «إذا اشترطنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات أن يتنحى الأسد فلن نحقق الكثير».
وفي معرض تعليقه على المقترح الروسي القاضي بتشكيل تحالف دولي واسع تشارك فيه دمشق ضد تنظيم «داعش»، أشار فابيوس إلى أن «موسكو ذكرت أنها تريد تحالف حسن نوايا. فلم لا؟». وأردف قائلا: «لكن كيف يمكن للنوايا الحسنة أن تضم الأسد؟». ورداً عن سؤال عن الطلعات الاستطلاعية التي باشرت مقاتلات فرنسية القيام بها في الأجواء السورية، تمهيداً لشن غارات محتملة ضد تنظيم «داعش» بعدما كانت باريس ترفض المشاركة في شن غارات كهذه، خشية أن تصب في خانة تعزيز موقف القوات الحكومية السورية، أكد فابيوس أن الموقف الفرنسي المستجد نابع من مبدأ «الدفاع المشروع عن النفس». وتابع: «لقد وردتنا معلومات دقيقة مفادها أن عناصر من «داعش» في سورية يحضرون لشن اعتداءات ضد فرنسا ودول أخرى»، من دون مزيد من الإيضاحات.

 

كيري: واشنطن مستعدة لبدء مباحثات فورية مع موسكو بشأن سورية
 
صرح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يوم الثلاثاء 22/9/2015، أن الولايات المتحدة مستعدة لبدء حوار فوري مع روسيا بشأن سورية.
وقال كيري: «نحن مستعدون لبدء هذه المباحثات بشكل فوري. ونأمل بأن روسيا كذلك»، مشيراً إلى أن الطائرات الروسية تستخدم في سورية على الأرجح من أجل الحماية. وكان كيري قد أكد في حديث صحفي يوم الأحد 20 أيلول في ختام لقائه مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية.
وأكد كيري ضرورة أن تشارك روسيا وإيران في حل الأزمة السورية قائلاً: «روسيا يجب أن تشارك في حل الأزمة ويعتبر ذلك من واجبها أيضاً».
وذكر كيري أنه سيلتقي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وإيران محمد جواد ظريف من أجل تسوية الأزمة السورية مضيفاً أن روسيا وإيران يمكنهما المساعدة في مسألة مشاركة الرئيس السوري في المفاوضات بشأن التسوية السلمية في البلاد.