عرفات : المزاج العام عند الوطنيين تجميع القوى والذهاب إلى حل سياسي

عرفات : المزاج العام عند الوطنيين تجميع القوى والذهاب إلى حل سياسي

استضافت إذاعة ميلوديFM سورية عصر الثلاثاء 12/8/2014 الرفيق علاء عرفات أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، ضمن برنامج «إيد بإيد لنحمي سورية» من إعداد وتقديم جورج حاجوج. وإلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية، تركز اللقاء على مذكرة التفاهم بين جبهة التغيير والتحرير وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي تم إنجازها مؤخراً والتي تم في اليوم السابق تعطيل المؤتمر الصحفي المكرس للإعلان عنها من جهة أمنية مجهولة.

في بداية اللقاء أوضح عرفات في أحد إجاباته أن المؤتمر الصحفي المذكور تم تعطيله ولم يلغ ولكنه لم يعقد بالنتيجة، وأن الدعوات للجهات الإعلامية المعتمدة بدمشق تم إرسالها كالعادة بالفاكس أو الإيميل أو الاتصال المباشر من يوم الأحد مع توضيح الموضوع ولكن قبل موعد المؤتمر بقليل اتضح وجود حاجز لإحدى الجهات الأمنية، وما فهمناه أنهم طلبوا من الإعلاميين عدم الدخول، وقال بعض الإعلاميين إن هناك من تكلم معهم صباحاً وقبل المؤتمر بيوم وأخبرهم بعدم الذهاب.
وأضاف: تكلمنا حينها مع الأشخاص الموجودين في الخارج، الذين قاموا بمنع الإعلاميين، وسألناهم عن الجهة الأمنية التي يمثلونها، إلا أنهم رفضوا التصريح عنها، ولم يكن هناك إمكانية للحديث مع أحد طالما أننا لا نعرف الجهة التي تتبنى هذا العمل.
ورداً على سؤال حول على ماذا كان الاعتراض، وتحت أي عنوان جاء، وهل كانت هناك مشكلة في موضوع الترخيص، أجاب عرفات لم يُفصحوا عن شيء أبداً، وأخبرناهم أننا أحزاب مرخصة وأن المقر مرخص أيضاً، إلا أن موضوع الترخيص ذكر للإعلاميين، بمعنى أنه من غير المرخص لهم حضور هذا النشاط، وخاصة بعض الوسائل الإعلامية غير المحلية.

الجبهة والهيئة: توافق وتباين

وحول وجه الاختلاف بين مذكرة التفاهم ووثيقة جبهة التغيير والتحرير المنشورة مؤخراً على موقع حزب الإرادة الشعبية، قال عرفات طبعاً هي مختلفة، فهذه الوثيقة اسمها «مذكرة تفاهم»، وهي عبارة عن ورقة إعلان نوايا تقول إن الطرفين اتفقا على العمل سوية من أجل تجميع المعارضة السورية في الداخل والخارج من أجل الحل السياسي، في إطار تفاهمات وطنية كثوابت لا بد منها، كالحفاظ على وحدة البلاد وسيادة الدولة السورية على أراضيها كافة، ونبذ العنف والطائفية، ومعارضة التدخل العسكري بأي شكل كان إلى آخر القضايا الموجودة في المذكرة. وبالمعنى الإجرائي، تم الاتفاق على تشكيل ثلاث لجان، لجنة لوضع مشروع سياسي «ورقة سياسية»، ولجنة للبحث في موضوع سورية المستقبل بمعنى البنية القانونية للنظام السياسي القادم، ولجنة متابعة. وأوضح أن الأنباء كانت تتسرب عن لقاءاتنا وهي ليست بسر، وكانت وسائل إعلام وجهات سياسية تسألنا عن هذا الموضوع، وكنا نطلب منهم الانتظار إلى حين الوصول إلى شيء جدي، وعندما وصلنا إليه وتبلورت الأمور قررنا إعلان ذلك في مؤتمر صحفي كما ينبغي أن يتم.
وأضاف: بالطبع، كان لنا كطرفين العديد من المواقف غير المتطابقة حول مسائل كثيرة ذات طابع سياسي وحول النظام وسورية المستقبل، ولا تزال هناك الكثير من الأمور التي لم نتفق عليها وهي موضع نقاش لم يبدأ عملياً. وبالتالي، كان المطلوب من المؤتمر الصحفي توضيح سير نوايا الطرفين في المستقبل، على الأقل فيما يتعلق بتجميع المعارضة، وإذا كان لدى الإعلام أسئلة حول هذا الموضوع فليكن ولنتناقش فيها.

تجميع المعارضة لا توحيدها

وحول سبب ترويج الحزب والجبهة لمصطلح تجميع المعارضة بدلاً من توحيدها قال عرفات: هذا صحيح، وهذا موقف قديم بالنسبة لنا، وإذا كنتم تذكرون فقد كان هناك حديث يدور على لسان بعض الدول العربية والأمريكيين والجامعة العربية وقوى أخرى يتحدث عن توحيد المعارضة، ومنذ ذلك الوقت ونحن نقول إنه ليس من المطلوب توحيد المعارضة بل تجميعها، فالتوحيد يعني تحويل المعارضة إلى مجموعة أو كتلة واحدة، ومن يضع هذه المهمة يقصد القول بأنه لن ينفذها لأن هذا الأمر ضرب من المستحيل، كما أنه ليس مطلوباً من القوى السياسية أن تكون موجودة ضمن كيان أو إطار واحد، ولكن يمكن لقوى سياسية أن تتجمع في إطار متقارب، بمعنى أن كلاً منها تمتلك سياستها ورأيها الذي تستطيع التعبير عنه. بمعنى آخر، لنفترض أن المعارضة ذهبت كلها ضمن وفد واحد إلى مؤتمر جنيف السابق، فمن سيتحدث باسمها؟ أحمد الجربا! نحن ما كنا لنقبل في حال وجودنا، لأنه سيقول ما لا يمثلنا. وبالتالي، يمكن تجميع وفد مماثل وأن يمتلك طروحات مختلفة دون أن يكون موحداً.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت أسباب «المعاناة» السابقة التي كانت تحول دون تفاهم الجبهة مع هيئة التنسيق قد زالت قال عرفات: بعد ثلاث سنوات ونصف من الأزمة، تراكمت الكثير من المعطيات التي لا يجوز ولا يمكن تجاهلها، فبالنسبة لمن كان يضع موضوعة إسقاط النظام، أعتقد أنها إن لم تختفِ، فهي لم تعد مطروحة. أما الذين كانوا يعولون على انتصار عسكري، فهؤلاء لم يبقوا موجودين في ساحة الصراع، بل بقيت المجموعات التي يغلب على معظمها الطابع الإرهابي، وليس لها مشاريع داخلية سورية. وبالتالي، فالميل والمزاج عند جميع الوطنيين، سواء تورطوا بالعمل المسلح أم لا، هو نحو الذهاب إلى حل سياسي، وهذا يطرح- بالضرورة- موضوعة تجميع القوى المتشابهة.

الجبهة والهيئة إلى منتصف الطريق

ورداً على سؤال حول من ذهب إلى من، الجبهة أم الهيئة، أم تم السير إلى منتصف المسافة أجاب عرفات: لقد سألتني من على هذا المنبر مراراً عن هيئة التنسيق، وكنت أجيب دائماً أن خطوط التواصل لم تنقطع، ربما لم تكن ساخنة أو حيوية كثيراً، إلا أنها كانت موجودة، وبدأنا نلمس مع بداية العام- وخاصة بعد الطريقة التي فشل فيها مؤتمر جنيف- نشوء تغيرات لدى بعض أطراف المعارضة بما فيها الهيئة، ونحن كنا مستمرين على دأبنا السابق في محاولة فتح الخطوط، إلى ما قبل شهرين تقريباً حيث أصبح هناك مبادرة من هيئة التنسيق، جوهرها أن الهيئة ستدعو الجبهة كجبهة- حيث أنها قامت سابقاً بتوجيه دعوة إلى أفراد من الجبهة- إلى مؤتمر للمعارضة في القاهرة. وبغض النظر عن انعقاد هذا المؤتمر من عدمه، كانت هناك مبادرة من هذا النوع، ونحن بدورنا قمنا بملاقاة هذه المبادرة وتأكدنا من أن الهيئة باتت جاهزة للتعاون معنا. وفي سؤالهم لنا عن وجودنا السابق في الحكومة، وبأننا لم نعد موجودين فيها بعد إقالة د.قدري جميل وخروج د.علي حيدر من الجبهة، أصبح تعاوننا معكم سهلاً بالتالي. هذه وجهة نظر الهيئة، لكن وجهة نظرنا أن الموضوع له علاقة بتطورات الوضع السياسي على الأرض وبأحادية التوجه لدى كل القوى تقريباً، حيث أنها محكومة بالذهاب إلى حل سياسي الآن، أي الذهاب نحو التجمع. لذلك، أعتقد أننا عملنا بصيغة السير سوية إلى منتصف الطريق.

التقارب بين المعارضة إمكانية حقيقية

وحول ما إذا كانت جبهة التغيير ستصل بهذه الصيغة إلى بقية أطياف المعارضة الداخلية السورية، أم أن الخلاف في وجهات النظر مع بعض هذه الأطياف سيمنع إتمام هذه العملية، قال عرفات: نحن لسنا متطابقين مع هيئة التنسيق، وبالتالي فإن إمكانية التقارب مع كل أطياف المعارضة هي إمكانية حقيقية، فإنّ الميل والاتجاه العام مفتوح باتجاه تجميع القوى الجدية والحية المؤمنة بالتغيير الجذري الشامل والسلمي في سورية، ونحن معنيون بمثل هذه القوى، بينما لسنا معنيين بقوى تتحدث عن العسكرة والتسلح، أما القوى التي تعتقد أنه يمكن إنجاز التغييرات والإصلاحات ضمن التركيبة الحالية القائمة، فأعتقد بوجود صعوبة في التلاقي معها لأن وجهة نظرنا في الواقع الحالي هي في إطار تغيير جذري وشامل في البلاد وللنظام.

لا مشكلة دون حل

وقال عرفات إن الاختلاف مع الهيئة حول استقطاب أحد أطراف المعارضة داخل هذا الإطار في حال رفض الهيئة له، وارد جداً، لكن ليس هناك مشكلة في الدنيا بلا حل، وأعتقد أننا قادرون على استنباط حلول لأي مشكلة عبر اتفاق أو تدوير الزوايا. وهذا الموضوع لا يقلقنا لأن التباين والاختلاف في الرأي هو أمر طبيعي، بينما عدم وجود اختلاف هو الأمر غير الطبيعي.
ورداً على سؤال أن التفاهم بين الجبهة والهيئة جاء بإيعاز روسي إيراني نتيجة الانزعاج من تشتت المعارضة السورية الداخلية، قال عرفات: من المؤكد أن هذا الكلام لا أساس له نهائياً، فرغم أن هاتين الدولتين هما صديقتان للشعب السوري وللنظام والمعارضة، فهما لم تطرحا أي شيء من هذا القبيل. ولكن أعتقد أن أصدقاء سورية سيكونون سعداء بأي تقدم في مجال تجميع المعارضة. ولو كان الكلام الذي ذكرتَه صحيحاً، فلماذا لم يأت هذا «الإيعاز» سابقاً؟!