الجبهة الشعبية في موسكو: المعارضة الوطنية جاهزة للحوار

الجبهة الشعبية في موسكو: المعارضة الوطنية جاهزة للحوار

قبل توجهه إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة استمرت أربعة أيام، عقد وفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في سورية مؤتمراً صحفياً في دار قاسيون ظهر الخميس 6/10/2011، حضره العشرات من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة ووكالات الأنباء العربية والأجنبية والمحلية، وذلك لتسليط الضوء على زيارة الوفد إلى روسيا للقاء الخارجية الروسية والفعاليات الأخرى، والحديث عن مؤتمر اسطنبول وما نتج عنه من تشكيل للمجلس الوطني السوري، ومجلس الأمن و قراره يوم الأربعاء.

 وحضر المؤتمر من الجبهة د. علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ود. قدري جميل أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، والمناضل والمعتقل التاريخي عادل نعيسة.

د.علي حيدر كشف في بداية حديثه أسماء أعضاء الوفد مؤكداً أنهم أربعة فقط والرقم قابل للزيادة و هم: د.قدري جميل _ د.علي حيدر _ والأستاذ عادل نعيسة و الأب أنطوان دورة، وأضاف حيدر أن للزيارة هدفين، الأول: نقل صورة واضحة عما يحصل في الداخل السوري، خاصة وأن الكثير من الأشياء قد تم نقلها بشكل خاطئ، ولم تصور الأحداث على حقيقتها، مؤكداً على تواجد الجبهة الشعبية على طول البلاد وعرضها، وأن بإمكانهم نقل صور يعجز الإعلام أحيانا عن نقلها، والهدف الثاني رده حيدر إلى الطلب من الروس المزيد من الدعم للحراك الشعبي، والقراءة الواضحة لاستخدام الروس والصين حق النقض الفيتو ضد قرار يدين سورية، هذا الفيتو الذي سيكون دعما للحراك الوطني الشعبي السلمي الذي هو الضمانة للتغيير والإصلاح و حمايته من الاختطاف لأن منع التدخل الخارجي يعني حماية هذا الحراك حسب قوله.

وأشار حيدر إلى أن سورية تعيش أزمة سياسية عميقة بسبب غياب الحياة السياسية عن البلد لأكثر من أربعين عاما، وأن الحراك الشعبي اليوم فاجأ الجميع النظام و المعارضة معا.

واعتبر حيدر أن الحالة التي نراها على الأرض هي حالة صحية طبيعية، و من الطبيعي أن يستطيع الحراك بلورة قادته إلى اللحظة بالإضافة إلى رؤاه و مشروعه المستقبلي .

من جانبه أكد د. قدري جميل أن الدعوة أتت من الخارجية الروسية، من هنا تأتي أهمية الزيارة لافتاً إلى أن الجبهة تنظر إلى المعارضة السورية من خلال الوطنية منها واللاوطنية، منوها أنهم في الجبهة لن يتحدوا مع المعارضة الخارجية اللاوطنية حتى ولو حاورها النظام لأن تلك المعارضة خط أحمر.

واعتبر جميل أن المشكلة الأساسية لمؤتمر اسطنبول هو الاستقواء بالخارج، والاستدعاء للتدخل الأجنبي تحت حجة حماية المدنيين التي تعني فيما تعنيه حظراً جوياً و ضرباً للدفاعات الجوية.

وأوضح جميل أنهم ليسوا ذاهبين من أجل أي تدخل روسي في الشأن السوري الداخلي لأنهم بالأصل ضد أي تدخل خارجي، بل لأنهم يبحثون عن شيء آخر وهو البحث عن المواقف الخارجية الإيجابية التي تمنع التدخل الخارجي،الذي يمنع عمليا الحوار.

و أكد جميل أنه وفي حال حدوث أي تدخل خارجي سيصبح المخرج مستحيلا. منوها أن الذي سيفرط التطور الطبيعي لسورية هو التدخل العسكري، وهذا ما يريده الأمريكيون و الفرنسيون والإنجليز،لأن مجلس الأمن بانتظار أي قرار لتمرير موبقاته.

وحيا د. جميل باسم الجبهة الموقف الروسي والصيني الذي يعتبر حماية للشعب السوري والمدنيين، مشيراً أن النضال ضد التدخل الخارجي قضية وطنية بامتياز، فالناتو قتل في ليبيا 60 ألفاً، وشرد مليوناً، فكم العدد الذي سيكون في سورية؟ وأوضح أنهم في الجبهة ضد ممارسات النظام، و ضد سياساته الاقتصادية الاجتماعية التي مورست طيلة السنوات الخمس الماضية والتي أوصلت البلاد إلى الأزمة التي تعيشها اليوم.

ورأى جميل أن بعض السياسة الخارجية أيضاً كان مدخلاً للعدوان وللأزمة الحالية، متسائلاً: ماذا تعني العلاقات السورية – القطرية كما تبين و كذلك العلاقات السورية – التركية ؟! لقد تبين أنه اختراق أكيد من أجل هز الوضع الداخلي و تحضير الأرضية لهذه الهزة الكبيرة في البلاد.

واستغرب د. جميل عدم طرد السفير الأمريكي إلى الآن، والقطيعة الكاملة مع الأمريكان، وختم جميل حديثه قائلاً: أن من حق الشعب أن لا يثق بأية حركة سياسية قبل تجريبها، وأخذ موقف منها على حساب برنامجها وعلى أساس ممارساتها اللاحقة.

بدوره أكد المناضل عادل نعيسة أن المشكلة ليست كما يتصور البعض لأن المشكلة تتعلق بالوطن بأكمله، وليست مشكلة نظام فقط أو أشخاص، فالحراك بدأ نتيجة معاناة حقيقية لمن يعيشون في قعر المجتمع، ومن الشرطي المزروع برأس كل مواطن سوري إلى الحيتان الكبيرة التي نهبت البلد، بالإضافة إلى المحسوبية والرشاوى والسرقات، ومن واجبي أن أقدم ما أستطيع من أجل إنقاذ الوطن والمواطن، مشيراً أنه بين الحراك الشعبي والنظام يقف ليقدم الدور المطلوب مني.

وأكد نعيسة أننا نفتقد لأحزاب حقيقية وصحف جريئة، وبرلمان يمثل الشعب، منوهاً أن الذي يقومون به الآن يعتبر جزءاً من المخرج من الأزمة الحالية بأقل خسائر.

بوغدانوف: موسكو قد تكون ساحة للحوار

 استبق نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لقاءه بوفد الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير بقوله إنه لا يستبعد أن تقترح القيادة الروسية على السلطات السورية والمعارضة عقد لقاء تمهيدي بينهما في موسكو من اجل فتح الحوار. وقال بوغدانوف في مقابلة نشرت يوم الأحد 9 تشرين الأول ان المسؤولين الروس قد يتقدمون بمثل هذا الاقتراح خلال استقبالهم لوفد من المعارضة الداخلية السورية من المقرر أي يصل إلى روسيا يوم الاثنين. وقال: «نحن لم نتقدم بهذا الاقتراح رسميا حتى الآن، لكني لا أستبعد هذا الامر. لماذا لا؟ نظن انها ستكون خطوة بناءة».

وأوضح الدبلوماسي الروسي أثناء مشاركته في أعمال الدورة التاسعة للمنتدى الاجتماعي العالمي «حوار الحضارات» في جزيرة رودس اليونانية، ان الرسالة الرئيسية التي تبعث بها موسكو لجميع الأطراف في سورية هي ان القضايا التي تواجهها البلاد حاليا، تراكمت على مدى سنوات طويلة، ولذلك لا يمكن حلها بدفعة واحدة، خاصة إذا تم اللجوء الى المواجهة. ولذلك أشار بوغدانوف الى ان الطريق الوحيد لحل الأزمة هو الحوار السياسي الواسع بمشاركة جميع القوى البناءة في البلاد من السلطات والمعارضة.

وتابع قائلا إن الحوار بين السلطات والقوى السياسية المحلية يجري داخل سورية على مستوى المحافظات وليس على مستوى الدولة بأكملها، لان قيادات هذه أو غيرها من الأحزاب المعارضة تخشى من الملاحقة والاعتقالات، فهناك نقص في الثقة بالنظام. وفي هذه الظروف، عندما لا تستطيع قيادات هذه الأحزاب ان تصل الى دمشق للمشاركة في المفاوضات، قال بوغدانوف إن من الممكن التفكير في إجراء لقاءات تمهيدية في الخارج. وتابع قائلا: «أظن، إذا أخذنا بعين الاعتبار علاقاتنا مع كلا من الشعب السوري والسلطات السورية فمن الممكن ان تكون موسكو ساحة للقاءات».

وشدد بوغدانوف على ان روسيا تدعو الأطراف السورية للتخلي عن جميع أشكال العنف بغض النظر عن الجهة التي تقوم بها والأسباب التي تبررها بها. وقال: «مطالب السكان شرعية، طبعا. ونحن ننطلق من ان القيادة السورية والرئيس بشار الأسد يفهمان هذا»، ولذلك أعلنت القيادة السورية برنامج إصلاحات عميقة وجدية، كما تبنت إصدار قوانين جديدة تهدف الى دمقرطة الحياة السياسية بأكملها في البلاد.

وأعاد بوغدانوف الى الأذهان تصريح الرئيس الروسي دميتري مدفيديف بشأن سورية، مؤكداً أن الاصلاحات ونتائجها وحدها من شأنها أن تؤكد أن القيادة السورية كفوءة حقا وتأخذ على عاتقها المسؤولية الكاملة عن أقوالها أمام شعبها. وقال نائب وزير الخارجية الروسي إن الحديث يدور في الوقت الراهن عن زيارة وفدين من المعارضة الداخلية والخارجية الى موسكو، لكنه لم يستبعد أن تستقبل موسكو قريبا وفودا أخرى.

وأشار إلى أن المسؤولين الروس ينتظرون زيارة وفد المعارضة الداخلية السورية يومي 10 و11 تشرين الأول، موضحا أن الوفد سيضم 5 أو 6 أشخاص يمثلون أحزابا معارضة مختلفة داخل سورية. وأضاف أن زيارتهم تنظمها جمعية التضامن والتعاون بين شعوب آسيا وأفريقيا التي يترأسها ميخائيل مارغيلوف.

وعند لقاء وفد المعارضة الوطنية برئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ميخائيل مارغيلوف أكد الأخير أهمية الحوار الوطني لتجاوز الأزمة التي تمر بها سورية. وأكد مارغيلوف أن سورية والسوريين وحدهم القادرون على حل مشاكلهم من خلال حوار وطني مسؤول داخل بلادهم معلنا استعداد روسيا لتقديم كل مساعدة ممكنة لتساعد في تحقيق آمال وتطلعات جميع أبناء الوطن السوري. وأضاف نحن لا نريد أبدا أن نفرض وجهة نظرنا على القوى السياسية السورية وعلى الشعب السوري ولذلك يجب أن يبحث الجميع في سورية عن آليات وسبل التوصل إلى وفاق وطني ونحن مستعدون للمساعدة في ذلك.

واعتبر مارغيلوف أن الفيتو الروسي في مجلس الأمن جاء ليسقط مشروع القرار الغربي الذي يستهدف فرض عقوبات على سورية قد تستغل لتكرار السيناريو الليبي بينما المطلوب هو تشجيع الأطراف في سورية على الحوار بما يحقق الحل السياسي الذي يعزز الإصلاح والبناء.

من جهته قدم د. قدري جميل أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الشكر لروسيا لاستخدامها الفيتو في مجلس الأمن مؤكدا أن المعارضة الوطنية في الداخل ترفض أي تدخل خارجي في سورية وتعتبر ذلك ضمانة للحوار الوطني الذي يحتم على جميع السوريين الانخراط به بجدية ومسؤولية لتجاوز الأزمة.

ووصفت رئيسة المؤسسة الدولية لمسلمات العالم ضد التطرف والعنف والإرهاب مافجيغول إباد اللايفا الأحداث الجارية في سورية بأنها خداع فاحش واستفزاز مسلح تقف وراءه جهات أجنبية تمد المسلحين بالمال والسلاح وتؤمن لهم التغطية الإعلامية اللازمة. وشددت إباد اللايفا في حديث لمراسل سانا في موسكو اليوم على ضرورة منع العصابات الإرهابية المسلحة من تصعيد الوضع في سورية والسير بالأمور نحو حرب أهلية مشيرة إلى أن المسلحين الذين يمارسون أعمال القتل وإراقة الدماء في الشوارع السورية ويعرضون مشاهد تلك الأعمال على قنوات الإعلام وفضائيات تلفزيونية معينة ووسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية يخالفون التعاليم الإسلامية التي تحرم قتل النفس الإنسانية.

وأوضحت إباد اللايفا أن جهات أجنبية معينة لا يروق لها سير سورية والدول العربية والإسلامية على طريق التطور المستقل وصيانة ثرواتها الطبيعية ووضعها تحت تصرف شعوبها متسائلة عمن أعطى الحق لدولة تقع خلف المحيط بأن تنصب نفسها شرطيا عالميا يفرض هيمنته ويملي إرادته على شعوب العالم الأخرى ويتشدق في الوقت ذاته بشعارات الحرية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان بينما يتصرف في حقيقة الأمر على عكس ذلك تماما ويسعى لتقويض الاستقرار في الدول الأخرى.

وعبرت إباد اللايفا عن إدانتها لعمليات الاغتيال الإرهابية للعلماء والأساتذة الجامعيين والمثقفين في سورية داعية المعارضة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل إيجاد حلول مقبولة لجميع المسائل السياسية والاجتماعية والاقتصادية المطروحة أمام سورية. وأشارت إلى أن الرئيس بشار الأسد عمل خلال السنوات الماضية على إحلال الوفاق والانسجام داخل المجتمع السوري وازدهار سورية التي تحظى باحترام جميع شعوب العالم لافتة إلى أن الشعب السوري يلتف حول قيادته للخروج بصورة سلمية من الوضع الناشئ ونقل البلاد إلى مستوى متميز من التقدم والتطور في جميع مجالات الحياة.

بدوره أكد الرئيس المشارك للجنة الروسية للتضامن مع الشعبين السوري والليبي أوليغ فومين أن الدور السوري مهم جدا وحساس ليس لمصير منطقة الشرق الأوسط فحسب وإنما لمصير العالم بأسره. وقال فومين في حديث لمراسل سانا في موسكو اليوم إن الهيستيريا التي نلاحظها في الولايات المتحدة والدول الغربية بخصوص استخدام روسيا والصين حق النقض الفيتو في مجلس الأمن مناصرة لسورية تعود إلى أن هذه الدول لم تتعود على مثل هذا الموقف الروسي الحازم.

وأوضح فومين إن الموقف الروسي ينطلق من اعتبارات العدالة الدولية ويأخذ في الاعتبار العلاقات التاريخية العميقة بين الشعبين السوري والروسي ويراعي كذلك موقع سورية الجيوسياسي المهم والدور الكبير الذي تلعبه في المنطقة. ونوه فومين بموقف وزارة الخارجية الروسية من القرار الغربي الذي يتضمن فقرات مجحفة بحق سورية مشيرا إلى أن الجميع في روسيا شعبا وحكومة وكذلك الأحزاب والحركات السياسية يؤيدون هذا الموقف.

وفي سياق الزيارة، وصف قدري جميل المعارضة السورية في اسطنبول بأنها غير وطنية وتدعو للتدخل الأجنبي ضد سورية. وقال جميل بعد المباحثات التي أجراها عدد من ممثلي المعارضة مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو اننا نمثل المعارضة الوطنية بالداخل بينما هناك معارضة غير وطنية توجد في اسطنبول وتدعو وتعمل على تدخل غربي في سورية. وأضاف أنه ينبغي إجراء حوار للتوصل إلى حل للوضع الراهن مبديا الرفض للتدخل الخارجي بشؤون البلاد وتكرار السيناريو الليبي. وأكد أن الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار غربي ضد سورية حال دون تدخل أجنبي في شؤون سورية وهذا يعتبر حماية فعلية للمواطنين المدنيين فيها مؤكداً أن الشعب السوري هو وحده يقرر الطريق الديمقراطي الذي يسلكه.

وأوضح جميل إننا نقف ضد تكرار السيناريو الليبي حيال سورية مذكرا بمقتل 60 ألف شخص بغارات حلف شمال الأطلسي الناتو على الأراضي الليبية.

المؤتمر الصحفي لوفد المعارضة الوطنية السورية

وأكد الدكتور قدري جميل خلال مؤتمر صحفي عقده وفد المعارضة في دار وكالة «ريا نوفوستي» أن التدخل الأجنبي يمنع الحوار ويمنع الحل السلمي في سورية، مشيراً إلى أن مواقف الممانعة والمقاومة هي ملك للشعب السوري بأسره، ويجب التمسك بها والحفاظ عليها. وقال جميل في المؤتمر الذي حضره مندوبون عن العديد من وسائل الإعلام الروسية والأجنبية: إن وفد المعارضة الوطنية السورية أجرى مباحثات مع ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الإتحاد الروسي، وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، تم خلالها بحث الوضع في سورية والمنطقة والتركيز على نقطتين أساسيتين هما: رفض التدخل الخارجي، وتأييد الحوار الداخلي الفعلي والجدي يكون الجميع فيه قادرين على تقديم تنازلات متبادلة لبناء سورية الجديدة.

وأشار جميل إلى أن قوى الإمبريالية العالمية وقوى مرتبطة بها في الداخل تريد إعاقة الحل السلمي في سورية وتكرار ما جرى في العراق وليبيا مؤكداً ضرورة عزل المتشددين في النظام والمعارضة. وجواباً على سؤال بصدد احتمال إجراء استفتاء عام في سورية حول الجولان، قال جميل: إن من يتحدث عن استفتاء بخصوص الجولان عليه أن يعلم أننا مستعدون للاستفتاء، ولكن على أن يكون فقط حول السبل الكفيلة بتحرير الجولان وجميع الأراضي العربية المغتصبة.

بدوره أعلن علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير تقف ضد العنف وحمل السلاح، ولذلك تقف ضد المعارضة في الخارج، وتريد إعلاء صوت العقل بدلاً من أزيز الرصاص، مشيراً إلى أن الأمر الوحيد المسموح به هو حوار العقل، والجميع يتحملون هذه المسؤولية وليس أحد الأطراف فقط.

ومن جهته قال الأب طوني دورة ممثل الكنائس المسيحية في سورية: إن المعركة تدور حالياً حول وجود سورية بحد ذاتها وتحويلها إلى دولة متطورة مزدهرة عن طريق إصلاحات عميقة على المستويين الأفقي العمودي.

وقال محمد العبود أحد النشطاء السياسيين في سورية: إننا مع المظاهرات السلمية وندعو إلى تظاهرات سلمية إلى آخر نفس مؤكداً وقوف الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير ضد التدخل الأجنبي في سورية.

من جهته قال عادل نعيسة أحد قادة الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير: إن الديمقراطية لسورية وليس للحسابات الشخصية على حساب خراب البلد ولذا فنحن لن نسلك هذا الطريق الفردي والشخصي ولا نوافق بأي حال من الأحوال على التدخل الأجنبي ونحن لن نتصدى لهذا التدخل الأجنبي فقط، بل وأيضاً لدعاة هذا التدخل وقال: عندما يحترق البيت لا نسأل فوراً من الذي حرقه بل نعمد إلى إطفاء الحريق في البداية.

وتلا علي حيدر بيان وفد المعارضة الوطنية السورية حول زيارتهم إلى موسكو.

 ضد تكرار السيناريو الليبي

 أعلن الدكتور قدري جميل بعد مباحثات أجراها اليوم وفد المعارضة الوطنية السورية مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المعارضة السورية الداخلية تقف بصورة قطعية ضد تكرار السيناريو الليبي في سورية، وقال إننا نقف ضد ذلك مشيراً إلى أنه قتل في ليبيا 60 ألف شخص. وأضاف أنه ينبغي لنا إجراء حوار مع السلطة لتطبيع الوضع في البلاد دون أن ينفي أو يؤكد إمكانية إجراء لقاء من هذا القبيل في موسكو. وجواباً على سؤال عما إذا كان ينبغي للرئيس السوري بشار الأسد أن يتخلى عن صلاحياته قال جميل: إن هذه مسألة يقررها الشعب السوري نفسه عن طريق ديمقراطي.

وأشار جميل إلى أن الفيتو الروسي والصيني على مشروع قرار غربي مضاد لسورية في مجلس الأمن حال دون تدخل أجنبي في شؤون سورية وهذا يعتبر حماية فعلية للمواطنين المدنيين فيها. وقال جميل إن هناك معارضتين هما: نحن الذين نمثل المعارضة الوطنية الداخلية بينما هناك معارضة خارجية غير وطنية وتوجد في اسطنبول وتدعو وتعمل على تدخل غربي في سورية.

 د. جميل: أي تدخل خارجي سيعتبر احتلالاً

وفي نهاية زيارته لموسكو أعلن د. قدري جميل رئيس وفد المعارضة السورية في الداخل أن أي تدخل خارجي بالشأن الداخلي السوري سيعتبر احتلالاً للبلاد. وقال المعارض السوري بهذا الصدد: نحن قادرون على خلق الظروف الملائمة لوقف العنف والجلوس إلى مائدة المفاوضات، وإن الحوار هو السبيل الوحيد الذي يمكن له تسوية الأوضاع في البلاد. وشدد على أن المعارضة على استعداد للقيام بما في وسعها من أجل الحيلولة دون ظهور الطابور الخامس في البلاد.

وأفصح د. جميل عن أن الجبهة الشعبية السورية ستعقد يومي 27، و28 من الشهر الحالي المؤتمر التأسيسي لها. وأضاف قوله: نواصل العمل على التمكن من إحداث تحولات بنيوية في الجمهورية، داعياً إلى إعداد دستور جديد للجمهورية بمشاركة من جميع الأطياف السياسية السورية، وقال في تعليق على ذلك: إلا أن الأوضاع تتعقد نتيجة وجود احتمال للتدخلات الخارجية. ونحن نشيد بالفيتو الروسي والصيني، الذي عرقل قرار مجلس الأمن الدولي ضد سورية، ولا تصدقوا ما تتناقله وسائل الإعلام، التي تتحدث عن عكس ذلك، إذ نقدر عاليا أواصر الصداقة، التي تربطنا بروسيا.

وشدد جميل على أهمية الإسراع في تطبيق الإصلاحات المعلنة في سورية. وقال: التشريعات السابقة المتعلقة بالانتخابات غير ملائمة، ولا بد من ظهور تشريعات جديدة تعكس آراء المواطنين.

وقال في سياق حديثه عن الحوار الداخلي السوري: توجد بين صفوف المعارضة قوى ليست وطنية تحاول عرقلة الحوار، إضافة الى وجود القوى المتطرفة التابعة للنظام والقوى المعارضة، ولا بد من عزل هذه القوى من أجل العثور على حل وسط.

وشدد د. جميل على أنه لن يشارك في حوار يمكن للسلطات السورية أن تدعو إليه القوى غير الوطنية من المعارضة.

ومن جانبه دعا علي حيدر رئيس الحزب القومي الاجتماعي السوري السلطات في الجمهورية إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، والذين لم يشملهم العفو العام، الذي أصدر في الجمهورية، والذين تم اعتقالهم خلال الأحداث الأخيرة، وشدد على أهمية وقف حملة الاعتقالات، التي تنظمها السلطات السورية، ودعا المعارضة أيضاً إلى تشكيل موقف موحد يجمع كل أطياف المعارضة الوطنية السورية. وأشاد علي حيدر بالموقف الروسي المتمثل بفرض الفيتو على قرار مجلس الأمن الدولي، الذي كان يستهدف سورية. وقال في تعليق على ذلك: رغم أن هذا القرار سيطيل من مدة بقاء النظام السوري، إلا انه سيمدد بقاء سورية أيضاً.

تنويه:

تفاصيل أخرى حول الزيارة في العدد القادم