إننا قادمون..!

إننا قادمون..!

هل ثمة من يجادل بعد، بأن الفساد والإرهاب والعنف وجوه لعملة وااحدة؟ ألم يصبح واضحاً أن من قسَّم الشعب السوري الفقير بين موال ومعارض أراد أن يبعد الأنظار عن العدو الحقيقي الذي يقتسم دماءنا ولحمنا وأرضنا عبر الحرب العبثية الدائرة التي لم تسقط أي فاسد اغتنى من نهب أموالنا وحياتنا وما ننتجه من ثروة وطنية نحن الفقراء السوريين؟ ولم تسقط الحرامية الكبار بل أسقطت الفقراء المنهوبين الموجودين في جميع الأطراف المتقاتلة، فكل الشهداء و الجرحى والمفقودين والمهجرين من صف الفقراء فقط!!

من أثرى بالله والدين على حساب لحم الفقير المسكين ودمه سوى حملة السلاح، مشبوه الانتماء والتمويل، المفتوح من دول القرار المتناغم مع طابور الغرباء التكفيري والظلامي، العدو الخارجي لكل السوريين بمن فيهم المسلحون السوريون ولبقاء سورية موحدة أرضاً و شعباً؟

فمن حمل السلاح نتيجة للفقر والتهميش والقمع والعنف المبالغ فيه تجاه الحركة الشعبية الثورية عليه أن يعي أن بندقية لا تحمل وعياً وطنياً يحدد وجهة وقرار السلاح كمن يوجه فوهة بندقيته إلى صدره و لحم شعبه.

من جمع الحطب الاجتماعي سوى حكومة «العشرة بالمئة» الفاسدة الليبرالية التي جوعت تسعين بالمئة من السوريين ورفعت معدلات الفقر والبطالة والتهميش الاجتماعي ومارست ديمقراطية الجوع والموت و الذل و فلتان الأجهزة الأمنية التي ظنت نفسها أنها على كل شيء قديرة فحاولت كسر ولجم الحركة الشعبية بكل ما أوتيت من قمع وعنف، وباتت تسأل الآن الناس مستغربة من أشعل الحطب والحريق؟

وإن من أثرى برفع أسعار البنزين والمازوت والغاز والطحين وتحرير البضائع في ظل الأزمة أكمل وظيفة ومهمة الإرهابيين على الأرض، فمن رخّص الدم السوري هو ذاته من رفع الأسعار وتاجر بلقمة عيش كل السوريين.

إن التعامي عن هذه الحقيقة كما التراخي في معالجة الأسباب الداخلية للأزمة هو خيانة واعية أو غير واعية لمصالح الفقراء السوريين أينما وجدوا هذه جريمة لا تغتفر بحق شعبنا الفقير وخدمة كبيرة للفساد والإرهاب معاً وهو تفويت وضياع اللحظة التاريخية لبناء سورية المستقبل

من المستفيد من تعميم وهم «الحسم العسكري» دون إقران ذلك بحلول سياسية تضمن وحدة الجيش والشعب السوري في الخندق ذاته؟

إن تنفيذ مشروع إحراق سورية من الداخل، بأياد داخلية وخارجية، وتفكيك حتى نتائج «سايكس بيكو» نفسها عبر تجزئة وتقسيم الدول المقامة على إثره إنما يخدم حرامية النظام ونصفهم الآخر التكفيري «المعارض» عبر تعميم الفساد وتثبيت الرأسمال العالمي والمصالح الصهيو أمريكية في سورية والمنطقة من خلال إطلاق يد الفاسدين الكبار في النظام والمعارضة والإرهابيين واللصوص والمجرمين في كل الأطراف المتقاتلة لنهب ما ملكت أيمانهم من أموال ودماء ولقمة السوريين الفقراء ليتم لاحقاً بعد التمويه بـ«إسقاط النظام» استبداله بنظام يضمن التحاصص وتبييض وشرعنة الأموال المنهوبة بين الناهبين باسم الشعب الفقير، الذي نزل إلى الشوارع يريد الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، يريد التغيير الديمقراطي الجذري والشامل للنظام.

إن الشعب السوري الفقير وجيشه الوطني يريدون الآن وليس غداً فتح الصندوق الأسود للأزمة لكشف الفساد الكبير المتورط والمتأمر حتى أقراط آذانه في الكثير من تفاصيل النزيف السوري عبر التوتير الاقتصادي والطائفي والأمني المستمر.

وإن من حق المقتول والضحية على جميع الجبهات، أي الشعب السوري الفقير وجيشه الوطني، تقرير المصير وقطف رؤوس الفساد،  ولن تفلح شعارات الصد والرد والردح في إيقاف ثورة الفقر القادمة، التي لن تخسر سوى قيودها وأغلالها بمواجهة طيور الظلام من كل شاكلة ولون.