حفاظا على السيادة الوطنية

حفاظا على السيادة الوطنية

يطرحالموقفالأمريكيمنالتطوراتالراهنةفيدولالمنطقةجملةمنالتساؤلاتالكبرىحولحقيقةالاستراتيجيةالأمريكيةوإدارتهالتحالفاتهاالقديمةوالجديدةسواءمنالزاويةالمصلحيةأومنمنظورالصدقيةفيالوفاءبهذهالتحالفاتبمايراعيمصالحالأطرافالأخرىطبقاللقانونالدوليوالمبادئالتياستقرتعليهاالأسرةالدولية.

 منالوهموالسذاجةبمكانأنيراهنأحدعلىمصداقيةفيالسياسةالأمريكيةأومراعاةلمصالحالحلفاءأياكانتصلةالرحمبهم. اذتطغىمصلحةأمريكاواحتكاراتهاالمدنيةوالحربيةعلىأيةمصلحةأخرى،وتوظًفكلالوسائلالعلنيةمنهاوالسرية،الناعمةوالدموية،ويُرمىبالحلفاءفيمقابلتحالفاتمعخصومهم. اللافتةالمرفوعةلهذاالانفلاتاللاأخلاقيواحدة،حرية- ديمقراطية- حقوقالانسان،والجوهرواحد،المصالحالاستراتيجيةللولاياتالمتحدةوشركاتهاالاحتكارية.

فيالتاريخالمعاصرأمثلةصارخةعلىالمواقفالامريكيةعلىمانقولفيإيرانوالفلبينوبَنماوأخيراوليسآخرافيتونسومصروليبيا. لمنيحتجعلينافيالأمثلةعنالموقفالأمريكيمن «الربيعالعربي » وسقوطبعضحلفاءأمريكاالمقربين،نوردماقالهالسيناتورالأمريكيجونكيري،رئيسلجنةالعلاقاتالخارجيةفيمجلسالشيوخبعدزيارتهالأخيرةالىمصرودولأخرىفيالمنطقة،منأنالمصريينبعدتشكيلحكومتهموانتخابهمللرئيس « إذاقاموافجأةبشدالبساطمنتحتاتفاقيةالسلاممعاسرائيل،أووضعوافجأةقوانينمقيدة،واذاأصبحواغيرقادرينعلىإبرامقرضصندوقالنقدالدولي،فانناساعتهاسنبدأفيالتساؤلعمانفعله ». ليسلدىأمريكامشكلةأنيتولىالأخوانأوغيرهمالامساكبمفاصلالدولةالمصرية،شريطةاستمرارهمفينهجالرئيسالمخلوعبمايخدمالمصالحالاسرائيليةومصالحصندوقالنقدالدوليويبقيالاقتصادالمصريتحترحمةالاحتكاراتالماليةالغربيةوسلطةالإقتصادالطفيليالليبرالي.

تعتبرالولاياتالمتحدةمنطقةالشرقالأوسطوشمالإفريقيامناطقحيويةلمصالحهاوهذامؤكدبحكممواردالطاقةالهائلةالتيتملكهاأراضيوبحارهذهالمنطقةناهيكعنالأهميةالاستراتيجيةالفريدةالتيتتمتعبها. وقدأضيفالىاحتياطاتالنفطوالغازالمعلنةفيبلدانمنطقة «المصالحالحيويةللولاياتالمتحدة »الاكتشافاتالجديدةلمايسمىبالحوضالمشرقي،الذييحوي،وفقالهيئةالمسحالجيولوجيالأميركية، 122 تريليونقدممكعبمنالغازالطبيعيو107 ملياربرميلمنالنفطفيمياهكلمنسوريةولبنانواسرائيلوقبرص. هذاالاحتياطيفيهذهالمنطقةمنالعالميمكنأنيخدمهدفينبالنسبةللولاياتالمتحدةوحلفائهاالغربيين. فهويلبيجزءاهامامناحتياجاتأسواقهممنالطاقةومنجانبآخرينهيأويقلصالاعتمادالأوروبيعلىالغازالروسيوبالتاليضربروسيااقتصاديا،اذاماتدفقغازالبحرالمتوسطونفطهعبرأنابيبتبدأمنحقولالغازفيمصرواسرائيلثملبنانوقبرصلتمرعبرسوريةالىاليونان،اذاماماتسنىإسقاطالنظامالسوريوانتقالالسلطةالىالاسلاميينمنفرديناوضمنتحالفمعقوىسوريةقريبةمنالغربأوشملتهاحالةالفوضىالليبيةأوماهوأسوأ.

هذاالواقعيطرحبإلحاحموضوعالعلاقةبينالمصلحةالاستراتيجيةللدولالكبرىوسياساتهاالبراغماتيةالتيتخدمهذهالمصالح. ولقدرأيناأنهحينتمسحبالبساطمنتحتأقدامأقربالحلفاءلمتدمععينأحدفيالولاياتالمتحدةأوالغرب. حتىفيأفغانستانالتيقتلفيهاحتىالآنأكثرمن 3000 جنديمنالتحالفالغربيالمعروفبايساف،يواصلالأميركيونحوارهممعطالبانخلفالكواليسوفيالعلنحتىلوكانذلكعلىحسابحليفهمكارزاي. ولايبدوالأمرمستغربافالأمريكيونوقفواوراءتكوينحركةطالبانفيبداياتهافيالكتاتيبالدينيةفيباكستانوتنظيمتدريبهاوتسليحهاوتقديمالدعماللوجستيلها،لاسقاطحكمالرئيسالأفغانينجيباللهوإخراجالاتحادالسوفياتيمنأفغانستان،وقدكانتالولاياتالمتحدةفيطليعةالدولالتياعترفتبحكومةطالبان،ولايمكنأننتصورالآنبأنحبلالسربينالجانبينقدقطع. ومنهنايمكنرصدامكانيةبروزتحالفاتجديدةللولاياتالمتحدةمعالاسلامالسياسيوانظمةاقليميةفيالمنطقةتلبيحدامنالاستقراريضمنالانقسامالمجتمعيعلىأسسطائفيةومذهبية،ولكنفيالحدودالتيلاتعرقلالمصالحالحيويةوالاهدافالاستراتيجيةالغربية. خطورةالأمرتكمنفيأنالاحتكاراتوالاداراتالأمريكيةالمتعاقبةتنظرالىالأنظمةالسياسيةالحليفةعلىأنهاحارسلمصالحها،وحينيتوعكهذاالحارسلنيتوانىالأميركيونعناستبدالهبحارسآخر،فهملايتعاملونمعالدولعلىأساسأنهاكياناتسياديةحرةفيتقريرمصيرهاونمطوسبلتطورهاالسياسيوالاقتصادي،وقدتنكرواللقانونالدوليومزقواالمواثيقالتيتحكمالعلاقاتالدوليةومبدأالسيادةالوطنيةوعدمالتدخلفيشؤونالدولواحترامقراراتهاوخياراتهاالوطنية. بمعنىآخرفانهمنمنظورالاحتكاراتليستدولمنطقة «المصالحالحيوية » سوىمساحاتجغرافيةتختزنثرواتطبيعيةينبغيالتحكمبهاواستغلالهامنالدول « النخبة »،ولايحتاجالأمرلأكثرمنإدارةمحليةتلبيضروراتالتدفقالآمنللثروة،فإذاتبينأنالإدارة ( السلطة ) الراهنةعاجزةعنتوفيرالاستقرارلدرجةتتهددفيهامصالح « الدولالنخبة » حسبتعبيرهنريكيسنجر،فلتأتإدارةمحليةأخرىقادرةعلىتأميناستمرارالتدفقالآمنللثرواتالطبيعيةوعلىرأسهامصادرالطاقةضمنترتيباتجديدةلاتستبعدالتواجدالعسكريالمباشر.

ليسفيمانعرضأوهاماَ،فالمعطياتوالتقاريرلمتعدسريةبلمتداولةفيالاعلامالغربيوالعالميومسيرةالتطوراتالراهنةتنبئبالاحتمالاتالتينثيرها. يبقىالسؤالهليدركالمعنيونفيبلادنا،سياسيونودينيون،سلطةوموالاةومعارضة،حجمالمخاطرالتيتترصدبناوبسيادتناالوطنيةوحريتنافياختيارطريقتطورناالسياسيوالاجتماعيوبمايجنبناالانقسامالطائفيوانكشافناأمامالمتربصينبناوبخيراتنا؟