كلمات ممثلو السلك الدبلوماسي في مؤتمر قوى المعارضة

كلمات ممثلو السلك الدبلوماسي في مؤتمر قوى المعارضة

سفير روسيا الاتحادية: كسر الحلقة المفرغة للعنف

 

السيد الرئيس المحترم

السادة المشاركون المحترمون

قبل كل شيء اسمحوا لي أن أشكركم على دعوتكم الكريمة لحضور هذا المؤتمر. نرى أنّ انعقاده يجسد سعياً حاراً وصادقاً لديكم إلى كسر الحلقة المفرغة للعنف والخراب والمعاناة التي وجد الشعب السوري نفسه منجراً إليها، وكذلك إلى تحقيق متطلباته وطموحاته المشروعة فيما يخص إقرار الحرية والديمقراطية وإحراز التقدم والحياة الأفضل.

إننا في روسيا، وهي التي أيدت دائماً النهج المستقل للسياسة الخارجية السورية وقدمت لبلادكم مساعدة كبيرة في تطوير اقتصادها وتعزيز قدراتها الدفاعية وتدريب كوادرها الوطنية لنعبر عن تعاطفنا مع السوريين في ظل المحنة التي يعيشونها كما نؤيد تطلعاتهم نحو التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العميقة في البلاد والتي قد بدأت بالفعل.

طبعاً، الوضع في سورية صعب جداً. ولكن، مهما كان تعقيده، لا بدّ من مواصلة الجهود الدؤوبة لإيجاد المخرج الآمن من الأزمة. وإننا مثلكم، أيها المشاركون المحترمون، على يقين بأنّ هذه الجهود يجب أن تبنى على المبادئ القاضية بالرفض القاطع للتدخل الخارجي بما فيها وقف تسليح وتمويل وإيواء المجموعات المسلحة المتضمنة مرتزقة أجانب أيضاً، وكذلك بالوقف الفوري للعنف من جميع الأطراف – كانت هي الحكومة أو المعارضة المسلحة – وبالتطرق إلى إيجاد حلول للأزمة السورية من خلال الوسائل السياسية السلمية على أساس الحوار الشامل ومن دون أية شروط مسبقة بما في ذلك اتخاذ الخطوات الملموسة الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية والتوافق.

أما هذه المهام فهي التي تبذل روسيا الاتحادية جهوداً كبيرة من أجل تحقيقها في التعامل مع الحكومة السورية ومع جميع الأطراف المعنية في الغرب وفي المنطقة على حد السواء.

نعتقد أن قاعدة سياسية متينة قد وُضعت في هذا السياق وهي تتمثل بخطة كوفي أنان من ست نقاط وكذلك بنود بيان جنيف الختامي. ومن هذا المنطلق نولي أهمية كبيرة لمهمة السيد الأخضر الابراهيمي المبعوث الخاص إلى سورية والتي نؤيدها بالكامل.

ويعود الدور الخاص في تحقيق الأهداف المذكورة إلى المعارضة الداخلية الوطنية بما فيها القوى السياسية المتوحدة حول «ائتلاف قوى التغيير السلمي»، الذي يقف بشكل دائب ضد التدخل الخارجي ومن أجل الوقف الفوري للعنف ودعم الحوار البناء مع السلطات. ونرى في التعامل مع وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية عنصراً مهماً لهذه المقاربة.

في الوقت نفسه نثق بأن نهج جميع أطياف المعارضة الداخلية إلى توحيد الجهود المشتركة وليس الانفراد هو الذي من شأنه جعل المعارضة قوة حقيقية ذات نفوذ وقادرة في إطار الحوار مع السلطات على حل القضايا غير السهلة في سبيل منع انحدار البلاد إلى الحافة الخطيرة وإيصالها إلى بر الأمان.


 

السفير الايراني: إن الشعب السوري هو المرجعية الشرعية الأولى والأخيرة لتقرير مصيربلده

 

أكد السفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني أن طريق الحوار هو الحل الأنسب للوصول إلى الهدف المنشود وحل الأزمة في سورية التي نسج خيوطها أعداء الشعب السوري لإضعاف الدولة السورية والقضاء عليها لأنها تشكل أحد الأركان الأساسية والمفصلية في محور المقاومة والممانعة. وجدد السفير الإيراني احترام بلاده لحقوق ومطالب الشعب السوري وضرورة الاستمرار في إجراء الإصلاحات التي بدأت الحكومة السورية بتنفيذها وتوسيع نطاقها.

وقال السفير الإيراني.. «إن الشعب السوري هو المرجعية الشرعية الأولى والأخيرة لتقرير مصير بلده وإن الحل السياسي والحوار الشامل الذي يجمع الحكومة والمعارضة الوطنية بأطيافها هو السبيل الأوحد والأمثل للوصول إلى الإصلاحات المنشودة وتحقيق المطالب الشعبية».

وأضاف.. «إن إيران عارضت منذ البداية وما زالت تعارض أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوري ولاسيما التدخل العسكري لأن الوصول إلى الديمقراطية لن يكون يوما عن طريق فوهات البنادق».

وأكد السفير الإيراني أن بلاده تعارض وبشدة إراقة الدماء وأعمال العنف وتؤمن أن اللجوء إلى العنف يؤجج الأزمة ولا يساهم في أي حل بل يعقد المشكلة ويجعلها أكثر تشابكا وقال.. «بهذه المناسبة أدين باسم الحكومة والشعب الإيراني التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا صباح هذا اليوم واللذين أديا إلى إراقة دماء الأبرياء».

وأضاف السفير الإيراني «إن إيران تدين التدخل غير المسؤول من بعض الدول من خلال تقديم الدعم اللوجستى بكل أشكاله لمجموعات غير مسؤولة» مجددا تأكيد موقف بلاده الداعي إلى احترام والحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها من جميع الأطراف ودعوتها جميع الجهات الوطنية الغيورة على الوطن للإدلاء بدلوها للوصول إلى حوار بناء ودون شروط مسبقة».

ورأى السفير الإيرانى أن «انعقاد المؤتمر اليوم خطوة ايجابية في طريق العمل لوقف تخريب هذا البلد العريق» مؤكدا أن موافقة الحكومة السورية ومواكبتها لانعقاد مثل هذه المؤتمرات دليل على حسن نواياها للوصول إلى تحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية.


  القائم بالاعمال الصيني: الأولوية الآن هي تحقيق وقف إطلاق النار وأعمال العنف وبدء العملية السياسية

 

السيدات والسادة، الأصدقاء الأعزاء؛

إنه لمن دواعي سروري وشرفي الكبير أن أحضر مؤتمر اليوم نيابة عن الجانب الصيني، بهذه المناسبة أود أن أشكر منظم المؤتمر على توجيه الدعوة وإتاحة الفرصة لي لإلقاء كلمة.

إن الوضع السوري الراهن يزداد حدة وخطورة حيث تستمر الاشتباكات العنيفة وتتعرض البنية التحتية لأضرار جسيمة ويشرد عدد كبير من المواطنين السوريين، ما يؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية. وحدث انفجارات ضخمان في مركز العاصمة دمشق قرب هذا الفندق بذاته صباح اليوم.

ترجع جذور الصداقة والتواصل الودي بين الشعبين الصيني والسوري إلى أعماق التاريخ، فظل الشعب الصيني يتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في سورية منذ بدء الأحداث آملاً إنهاءها بشكل سريع، نجتمع اليوم تحت سقف واحد لمناقشة كيفية حل الأزمة السورية من أجل تجنيب سورية مزيداً من المعاناة. إذا أوجه أطيب تحياتي إلى المشاركين  الحضور نيابة عن الشعب الصيني متمنياً استتباب السلام والاستقرار في سورية في أقرب وقت ممكن من خلال جهودكم الحميدة.

الأصدقاء الأعزاء؛

إن الصين ليست لها مصالح شخصية في المسألة السورية وظلت تقف موقفاً موضوعياً وعادلاً ومسؤولاً من هذه المسألة انطلاقاً من حماية المصالح الأساسية للشعب السوري، كما ندعو إلى ضرورة ترك الشعب السوري يقرر مصير ومستقبل سورية بإرادته المستقلة ومواصلة التمسك بالحل السياسي للأزمة السورية كالاتجاه العام، وصيانة مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية والالتزام بخطة عنان ذات الست نقاط وبيان اجتماع جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. نعتقد أن الأولوية الآن هي تحقيق وقف إطلاق النار وأعمال العنف وبدء العملية السياسية.

إن الصين، بصفتها صديقاً لسورية، تشارك في عملية تسوية الأزمة السورية بموقف إيجابي وبناء، وتؤيد كافة الجهود التي تحظى بقبول واسع النطاق وتساهم في حل الأزمة حيث تدعم أن تلعب الأمم المتحدة والجامعة العربية دوراً هاماً، وقدمت كل التأييد والتعاون لأعمال المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية. كما تبذل جهودا ًجبارة لدى الأطراف المعنية السورية بشكل متوازن وتولي بالغ الاهتمام لتخفيف معاناة الشعب السوري. لقد قدمت الصين مساعدات إنسانية نقدية قدرها مليونا دولار أمريكي للشعب السوري عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالإضافة إلى مساعدات إنسانية عينية بقيمة 30 مليون يوان للاجئين السوريين في الأردن ولبنان، وتستعد لمواصلة تقديم مافي وسعها من المساعدات في المستقبل.

السيدات والسادة، الأصدقاء الأعزاء؛

إن مؤتمر اليوم الذي يهدف إلى إيجاد حل للأزمة السورية يدل بذاته على أن أمل الحل السياسي ما زال موجوداً رغم صعوبات كثيرة، ويعكس بشكل كامل عزم وإرادة الأطراف المعنية السورية في رفض التدخل الخارجي ودعم الحل السلمي. فإننا مرتاحون تجاه ذلك راغبين في مواصلة البقاء على الاتصالات المكثفة مع الأطراف المعنية السورية ونأمل من المجتمع الدولي التحلي بالصبر الكامل وحشد القوة ولعب دور إيجابي وبناء ومشترك لإيجاد حل عادل وسلمي وسليم للأزمة السورية. في الختام أتمنى لهذا المؤتمر كل التوفيق والنجاح.