طارق الأحمد: التمايز بين مفهوم النظام ومفهوم الدوله

طارق الأحمد: التمايز بين مفهوم النظام ومفهوم الدوله

تحيا سورية، وستحيا سورية حقاً رغم كل الآلام لأن هذا هو قدرها، وبأيدي أبنائها وبأيدي شعبها سوف تحيا سورية.

لن يكون كلامي خطاباً وإنما سيكون بعضاً مما عملناه مع كل الإخوة الذين هم أمامكم الآن، وهو نوع من وضعكم بشكل بسيط وعملي أمام كل ما وصلنا من الآخرين وكل ما عملنا عليه لكي يعقد هذا المؤتمر.

هناك مجموعة من المفاهيم التي سادت الأزمة السورية منذ بدايتها، هناك مجموعة من القوى تصدرت المشهد وتصدرت الساحة، بعض هذه القوى صنّع تصنيعاً ولكن بعضاً آخر هو قوى حقيقية وفاعلة وموجودة على الأرض ومتجذرة، الاستقطاب الذي جرى في المجتمع كان جزءاً أساسياً من هذه اللعبة، علينا نحن من خلال هذا الحشد الكبير الكريم أن نعرف بأن الحل هو حل سوري وبأيدي السوريين، وبالتالي فقد كانت خياراتنا بسيطة وواضحة، الخيار الأساسي لعقد مؤتمر للمعارضة السورية هو مد اليد وفتحها لكل من يشترك معنا بالرغبة بالتغيير السلمي والديمقراطي.

ليس لدينا مخبر للتحاليل لنحلل دم كل شخص وفكره، وبالتالي فإن مجموعة المفاهيم التي سادت منذ بداية الأزمة هي سبب أساسي في ما نشاهده من انسداد للحل، وما نشاهده أيضاً من الدم ودورة العنف الموجودة، لماذا؟ لأن هناك تغريباً للمجتمع السوري؛ اللبنة الأساسية والمتحد الأساسي السوري، هناك طعون في جسد هذا المجتمع، وهناك دماء تسيل في جسده وفي فكره أيضاً، أريد أن أطرح ببساطة ما هو موجود حتى في طاولاتنا وكواليسنا وليس أن نلقي خطباً.

ماذا يعني قتل العوايني مثلاً؟ هذا يعني قتل كل من يتعامل مع الدولة، نحن قوى معارضة تريد تغيير النظام تغييراً بنيوياً شاملاً وعميقاً، ولكن الدولة السورية هي المكون الحاضر الرئيسي الذي يجمعنا كلنا، ويجب علينا نحن من هذه القاعة من المؤتمرين ومن المفكرين أن نعيد خلق التمايز الحقيقي أمام المواطن والإنسان، بين مفهوم النظام ومفهوم الدولة؛ مفهوم النظام باعتباره برنامجاً للحكم السياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي الذي نعتقد بأنه فشل بإدارة الأزمة كما كان مستأثراً بإدارة الحياة السياسية، نعتقد بأنه بحاجة إلى تغيير ونفتح يدنا أمام كل من يريد هذا التغيير، لكن لا يمكن القبول إطلاقاً كما رأيتم الآن في المشهد الذي شاهدناه منذ قليل، ليس هناك برهان أكثر من هذا البرهان من أناس عاشوا هذه التجربة، بأنه لا يمكن القبول بقتل الدولة والمجتمع بنفسه، وبالتالي علينا أن نأتي إلى ساعة الحقيقة لإزالة الالتباسات في هذه المواضيع، وهنا يكون الحل الذي سيكون سورياً.

أريد أن أعطي مثالاً لكل حالة التضليل التي نعيشها حتى في المعارضة السورية، نقول إن التفجيرين اللذين وقعا صباح هذا اليوم هما ضد المعارضة كما هما ضد الدولة وضد الموالاة، وهو ضد المعارضة أولاً ونحن نعقد في هذا  المكان الذي يبعد أمتاراً عن مكان التفجيرين، البارحة على سكاي نيوز كنت مع أحد قادة مجلس اسطنبول في حوار قال إن كل من هو يسمي نفسه معارضاً في الداخل هو صنيعة المخابرات السورية، فقلت له: هل السيد حسن عبد العظيم صنيعة المخابرات السورية؟ هل الأستاذ عادل نعيسة كذلك؟ هل الأحزاب والشخصيات هي صنيعة المخابرات السورية؟ فلنخرج من هذا المنطق الإقصائي.