أبو أحمد فؤاد: نؤيد فتح كل الجبهات العربية بما فيها جبهة الجولان المحتل

أبو أحمد فؤاد: نؤيد فتح كل الجبهات العربية بما فيها جبهة الجولان المحتل

أيها الرفاق، باسم اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومكتبها السياسي، نتقدم منكم بأحر التهاني بمناسبة عقد مؤتمركم الأول بعد الترخيص، وفي رأيي أنه المؤتمر الحادي عشر لأن ما كان قبله كان شرعياً. ونتمنى لكم النجاح والتوفيق في تحقيق ما تصبون إليه من أهداف

لقد طرح حزبكم والرموز القيادية التي تقوده- والتي نعرفها جيداً– أراءً وأفكاراً وسياساتٍ تركت آثارها لدى الجماهير السورية وأيضاً الجماهير الفلسطينية، وما زال جزء لا بأس به منها قيد الإنجاز. والأمل كبير في أن تنجز كل المشاريع والسياسات التي طرحها هذا الحزب لمصلحة سورية وشعبها ودولتها.
أيها الرفاق أيتها الرفيقات، الوقت المتاح لا يسمح لي إلا أن أتناول بعض القضايا الرئيسية، وتوضيح مواقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمواقف الفلسطينية بشكل عام.
إن الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني يستغلون الوضع العربي الراهن والفوضى والصراعات التي تسود العديد من البلدان العربية كذلك التطورات على الصعيد الدولي رغم التحسن النسبي لمصلحة الشعوب المضطهدة والمظلومة والمحتلة أوطانها، إلا أن هذه الأطراف ماضيةٌ في مخطط تصفية القضية الفلسطينية بالوسائل والأساليب المختلفة. لذلك أود في هذا اللقاء الهام أن أؤكد على ما يلي :
أولاً، لقد كانت القضية الفلسطينية ومازالت وستبقى القضية المركزية للأمة العربية بأسرها. ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للأنظمة العربية التي ارتبطت بالمخططات الأمريكية وخاصةً أن هناك الآن دولاً تقود حرباً بالوكالة لمصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والبرنامج التدميري الذي يستهدف منطقتنا وأوطاننا.
ثانياً، إن تحرير فلسطين، كل فلسطين من النهر إلى البحر هو هدف استراتيجي لن يتحقق بسواعد الفلسطينيين فحسب، بل بجهود وتضحيات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج، وسيتحقق ذلك قريباً وقريباً جداً.
ثالثاً، لا بد من إعادة الاعتبار إلى المقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها الكفاح المسلح ورفض التسويات والحلول التصفوية والمفاوضات وسياسة التنازلات، والتأكيد على أن الصراع مع العدو الفلسطيني هو صراع وجود وليس صراع حدود.
وفي هذه المناسبة، نحن نرفض رفضاً قاطعاً ما تقدمت به لجنة من الجامعة العربية ومن ضمنها وزير الخارجية الفلسطيني بالتنازل عن بعض الأراضي، فكيف لنا أن نوافق على تبادل أرض فلسطينية بأرض فلسطينية. وهذه جريمة أضيفت إلى الجرائم السابقة بدءاً من اتفاق كامب ديفيد مروراً بأوسلو إلى آخره.
رابعاً، نؤكد على أهمية وضرورة استعادة الوحدة الوطنية فوراً، وإنهاء حالة الانقسام الحاصلة الآن، لأن استمرار هذه الحالة سيكلف القضية الفلسطينية الوطنية والشعب ثمناً غالياً. حيث لا يمكن لأي شعب من الشعوب أن يحقق انتصاراً على الاحتلال إذا كان منقسماً، لذلك نحن ندين أطراف الانقسام وبشكل خاص الطرفين الرئيسيين في هذه الجريمة. وندعو باستمرار للوحدة الوطنية على أساس برنامج الحد الأدنى وعلى برنامج مقاومة الاحتلال، ولا ينتظر أحد من الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني أو الأنظمة العربية الضالعة في هذا الانقسام أن تبارك استعادة الوحدة الوطنية. لذلك علينا نحن أولاً كفلسطينيين والجماهير العربية أن تقول لهذه القوى المنقسمة : عليكم أن تتوحدوا، لأنه من دون الوحدة لن يتحقق النصر ولن نستعيد حقوقنا في العودة والحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وفي هذه المناسبة أيضاً، نحن ندعم ونؤيد فتح كافة الجبهات العربية بما فيها جبهة الجولان المحتل، وليس هذا فحسب، بل سنشارك إذا فتحت أية جبهة عربية فنحن مقاومة واحدة موحدة ونحن جزء من المقاومة العربية لأن هذا العدو هو عدو الأمة كلها. لذلك نحن نقف إلى جانب إخواننا في المقاومة الشعبية السورية وأية مقاومة تنطلق ومن أية حدود عربية لفلسطين.
إن الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه يتألم لما يحصل لسورية الشقيقة، ونتمنى أن تنتهي الأزمة بأقرب وقت لتستعيد سورية دورها الريادي في مواجهة المخططات المعادية ودعم وإسناد المقاومة الفلسطينية واللبنانية والسورية بمختلف أشكال الدعم، لتحقيق الأهداف التي سقط من أجلها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى من أبناء أمتنا.

وعلى هذه القاعدة، اتخذت الفصائل الأربعة عشر تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبالإجماع القرارات التالية المتعلقة بالأزمة السورية :
1) موقف واضح وقاطع ضد التدخل الخارجي المباشر وغير المباشر في الشأن الداخلي السوري.
2) تأييد ودعم الحوار الوطني الشامل بوصفه السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة على قاعدة وحدة سورية ومنع تقسيمها أو النيل من سيادتها.
3) ضرورة تحييد الفلسطينيين في سورية وعدم إدخالهم في الأزمة وإبقاء مخيماتهم آمنة وخالية من المسلحين والسلاح وإعادة أوضاعها إلى ما كانت عليه سابقاً.
ونحن على يقين بأن سورية ستخرج من هذه الأزمة وستستعيد دورها الريادي على الصعيدين العربي والدولي.
أخيراً، التحية كل التحية لمؤتمركم قيادةً وكوادر وأعضاء، والتحية لشهداء سورية، وللأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الصهيوني والسلام عليكم.