بلاغ عن اجتماع المجلس المركزي للإرادة الشعبية
عقد المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية اجتماعه الدوري بدمشق السبت 1/3/2014 وكان على جدول أعماله جملة من النقاط في مقدمتها مستجدات الوضع السياسي والميداني في سورية وفي المنطقة والعالم، وتحضيرات المؤتمر الحادي عشر للحزب، وكذلك القضايا المتعلقة بجريدة الحزب المركزية «قاسيون»
توجه الاجتماع بالتعازي لجميع أعضاء الحزب وخاصة في حلب والى عائلة الفقيد الرفيق سالم الدهش عضو المجلس والرئاسة.
وتم التأكد من وجود النصاب المطلوب، وبحضور غالبية أعضاء المحكمة الحزبية، تم الانتقال لعرض النقاط المتعلقة بتطورات الأزمة السورية ولاسيما مع مرحلة جنيف2.
رأى الاجتماع أن التطورات الجارية بعد انتهاء الجولة الثانية من جنيف بانتظار الجولة الثالثة في وقت لاحق من الشهر الجاري تشير إلى أن واشنطن وحلفاءها لايزالون يراهنون على عرقلة جنيف بهدف إفشاله وإحياء التلويح بالتدخل العسكري الخارجي الذي لا تسمح به موازين القوى الدولية القائمة، وهو لذلك لا يتجاوز حرب الأعصاب، إلا إذا أرادت واشنطن القيام بمغامرة غير محسوبة النتائج والتداعيات.
وشدد الاجتماع على أهمية تعديل بنية الحضور في جنيف لتصويب جدول أولويات المؤتمر ووجهته بغية الوصول إلى نتائج وحلول حقيقية للأزمة تكون كفيلة بإنهاء الكارثة الإنسانية الفادحة في البلاد عبر وقف التدخل الخارجي ووقف العنف وإطلاق العملية السياسية السورية، بما يضمن قيام مكافحة جدية للإرهاب التكفيري الوافد على سورية والذي يهدد وجودها وبنيتها مثلما يهدد دول العالم أجمع.
وفيما يتعلق بمقولة العملية السياسية السورية أكد المجتمعون على أنه في ظل درجة التدويل القائمة حالياً للأزمة السورية، فإن جنيف بات بوابة إلزامية وحيدة للتوجه نحو الحل السياسي في سورية ليتمخض عنها حوار سوري- سوري وعلى الأرض السورية، وليس العكس أو النقيض أو البديل كما تحاول بعض وسائل الإعلام شبه الرسمية السورية المرتبطة بقوى الفساد الكبير أن توحي به وتردده.
كما أشاد الاجتماع بقرار جزء من المعارضة الوطنية السورية المتمثلة بائتلاف قوى التغيير السلمي وحزب الإرادة الشعبية أخذ زمام المبادرة للتوجه إلى جنيف بوفد معارضة مواز لانتزاع حق الحضور فيه على اعتبار أن ما يجري مناقشته هناك هو مستقبل سورية ولا يجوز السكوت عن استمرار تغييب القوى الحقيقية السورية القادرة على الإسهام بحل حقيقي للأزمة، ولاسيما مع ثبوت عقم منطق وبرامج عمل أصحاب مقولات «الثورة» و«المؤامرة» أو «الإسقاط» و«الحسم» على حد سواء، وسط قيام استقطاب جديد في أمزجة ومواقف مختلف القوى السياسية والشرائح الشعبية، ليس أقلها قيام الهدن والتسويات في أكثر من منطقة ومدينة سورية والتي ينبغي تحويلها لمصالحات حقيقية عبر تثبيت فتح الأفق السياسي، وبالتالي ضرورة الفرز بين المسلحين ضمن إمكانية استقطاب السوريين منهم للانخراط فيما سيصبح معركة وطنية بوجه الإرهاب الوافد، بعد توفير وتكريس إجراءات بناء الثقة المطلوبة مرحلياً، وبما يشكل رداً مباشراً على محاولات واشنطن البائسة لعقد صفقة دولية في جنيف على حساب استمرار نزيف الدم والاستعصاء في سورية.
وأكد الاجتماع في الوقت ذاته على أهمية إخراج مسألة المساعدات الإنسانية في سورية من دائرة التسييس والتسييس المضاد.
ورأى الاجتماع أن مايجري في المنطقة والعالم، بما فيها التطورات في العالم العربي وأوكرانيا وحتى تركيا وتايلاند وفنزويلا، وعلى الرغم من التهويل والضخ الإعلامي والعمل على إيجاد «خارطة حريق» متنقلة، لايزال تحت تأثير تناقضات ومفاعيل الأزمة الرأسمالية العالمية يدلل على قيام حركة شعبية واسعةتواصل قوى العالم القديم محاولة ركوب موجاتها، سواء عبر حرفها عن مسارها أو مصادرتها بقوى الفاشية الجديدة، أو حصر التغييرات على مستوى السلطة وليس على مستوى النظم سياسياً واقتصادياً اجتماعياً وديمقراطياً ككل، لتبقى مهمة القوى الوطنية الحفاظ على زخم وتوجه هذه الحركات وطنياً واقتصادياً- اجتماعياً. وبالنسبة لاوكرانيا راى الاجتماع أنها لن تكون لقمة سهلة على الاوربيين والامريكيين المتدخلين قي شؤونها وأن هذا التدخل سوف يرتد على أصحابه وبالا عليهم .
تنظيمياً، استمع الاجتماع إلى تقريري اللجنتين المكلفتين بإنجاز وثيقتي البرنامج والنظام الداخلي المقدمتين للمؤتمر المقبل للحزب ووجه لضرورة إنجاز مختلف الوثائق المطلوبة بأسرع وقت ممكن، بالتزامن مع الإنتهاء من عمليات تسجيل الناخبين وإنجاز الانتخابات التحضيرية للمؤتمر الذي تم تفويض الهيئات القيادية للحزب بتحديد موعده النهائي في الفترة المقبلة.
كما ناقش الاجتماع واقع جريدة قاسيون بما فيها الجوانب التحريرية والاشتراكات وبدء إطلاق الجريدة في الأسواق. وتم الطلب من المنظمات الانتهاء من حملة الاشتراكات، وإيلاء المزيد من الاهتمام بمواصلة رصد مختلف التطورات والأحداث والهموم في مختلف مناطق البلاد، لعكسها في الجريدة تثبيتاً للخط السياسي والبرنامجي لحزب الإرادة الشعبية الذي تأتي الأحداث لتثبت صوابيته، ويشق طريقه أكثر فأكثر على أرض الواقع وفي عقول أعداد متزايدة من عموم السوريين.
كما قرر الاجتماع تكليف لجان المحافظات بتكثيف صلاتها ونشاطها مع مختلف القوى المحلية القائمة في مناطقها بما ينسجم مع خط الحزب وموجبات الخروج من الأزمة الراهنة في البلاد. وأوصى الاجتماع مختلف هيئات الحزب ولاسيما المركزية والإعلامية منها العمل على تطوير الرؤية والخطاب لمواكبة مختلف التطورات الداخلية والإقليمية والدولية.
دمشق 1/3/2014
المجلس المركزي لحزب الإرادة الشعبية