جميل: جولة واحدة من وجودنا في جنيف ستكون مجدية أكثر من 10 جولات من شكل التمثيل في الحوار الحالي

جميل: جولة واحدة من وجودنا في جنيف ستكون مجدية أكثر من 10 جولات من شكل التمثيل في الحوار الحالي

حل د.قدري جميل، عضو قيادة ائتلاف قوى التغيير السلمي ورئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، خلال الأيام الماضية ضيفاً على عدد من اللقاءات الصحفية والبرامج التلفزيونية والإذاعية، فيما ستعرض قناة روسيا اليوم مساء الأحد 23/2/2014 ببرنامجها «بانوراما» لقاءً يجمعه مع د.هيثم مناع منسق هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر

الإطلالة الأولى للرفيق «أبي حازم» كانت في مؤتمر صحفي استضافته وكالة أنباء نوفوستي في موسكو يوم الثلاثاء 18/2/2014، والتي سنفرد لها فيما يلي المساحة الأكبر، ليحل في اليوم التالي ضيفاً على قناة الميادين ببرنامج لعبة الأمم لسامي كليب مع د.جورج قرم الوزير اللبناني السابق، ود. أميرة الشنواني أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، فيما اتصلت به مساء الخميس 20/2/2013 إذاعة شامFM مع قصي عمامة لتدور كل المحاور والأسئلة بطبيعة الحال في تلك اللقاءات حول تطورات الأزمة السورية وموقعها في سياق التحولات الجارية في المنطقة والعالم، ووقائع وآفاق مؤتمر جنيف، ومسألة استبعاد المعارضة الوطنية السورية عنه.

وفد المعارضة الداخلية يستعد للمشاركة بـ«جنيف»

في المؤتمر الصحفي بموسكو حث د.جميل قوى المعارضة الداخلية في سورية لتشكيل وفد مشترك والذهاب إلى سويسرا للمشاركة في محادثات الجولة الثالثة من مؤتمر جنيف2.
وقال إننا في المعارضة الداخلية فكرنا طويلاً واليوم قررنا التوجه لتشكيل وفد موحد وإنني أدعو قوى المعارضة الداخلية للإسراع بتشكيل وفدها للمشاركة في الجولة الثالثة من المحادثات سواء وجهوا أو لم يوجهوا لنا الدعوة بالحضور، مشيراً إلى أهمية مشاركة المعارضة الداخلية من أجل الإسراع في إيجاد الحل للأزمة في سورية.
وأكد جميل أن المعارضة الداخلية التي تحمل برنامجاً متكاملاً لوقف العنف في سورية يمكن لها أن تدخل في حوار مع جميع الأطراف بما فيها وفد الحكومة السورية وكذلك وفد الائتلاف إن رأى في نفسه القدرة والشجاعة السياسية التي تسمح له بالدخول في حوار معنا بالإضافة إلى فتح حوار مع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي والرعاة الدوليين لمؤتمر جنيف، معرباً عن أمله في أن وفد المعارضة الداخلية يمكنه التوصل إلى تقدم ملموس، بدءاً من المشاركة الأولى له في المحادثات، وحث الأمم المتحدة لتوجيه الدعوة لهذه المعارضة الداخلية، ودعا الحكومة السورية والرعاة الدوليين إلى التعامل بجدية معها.

مباحثات في دمشق..

وأشار جميل إلى أن مباحثات بهذا الصدد تجري اليوم في دمشق في إطار المعارضة الداخلية وقال إنني وجهت الدعوة للإسراع في إنجاز هذه المسألة، مضيفاً أن بعض الدول وضع منذ البداية الفيتو على مشاركة المعارضة الداخلية في جنيف2. واستبعد جميل أن يكون هناك الآن أي إمكانيات للتدخل العسكري الخارجي في سورية، مؤكداً على الإسراع في التوصل إلى حل «لأن الشعب السوري هو من يعاني اليوم».
وقال جميل إننا منذ البدء قلنا في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير وفي ائتلاف قوى التغيير السلمي إن مجرد انعقاد مؤتمر جنيف هو انتصار للشعب السوري بغض النظر عن الإشكالات الحالية، لأن جنيف يفتح أفقاً جديداً حيث كان القتال هو الخيار قبل جنيف أمام الجميع.
وأضاف إن هذا الأفق يفتح المجال لإعادة تكوين الفضاء السياسي السوري ومن حول سورية وسيفضي إلى اصطفافات جديدة، ومن أجل نجاحه يجب حل بعض الإشكالات، مؤكداً أن طاولة المحادثات تتشكل من وفدين، فالحكومة أرسلت وفدها ولكن المعارضة لم ترسل وفدها حتى الآن، فالوفد الحكومي السوري في حواره مع وفد «الائتلاف الوطني» يعتبر نفسه أنه يحاور من هم وراء هذا الائتلاف من قوى دولية وإقليمية، وهذه القوى بالنسبة له هي قوى عدوة لسورية، وهو في حواره معها لا يمكن أن يقدم أي تنازلات جدية.

سيناريوهات التدخل العسكري وصعوباتها

واعتبر جميل أن هذه التنازلات يبدأ الحديث عنها حينما يتكون وفد المعارضة من كافة أطياف المعارضة السورية التي تمثل جزءاً هاما من الشعب السوري، مشيراً إلى أن بعض الاستعصاء في جنيف جعل البعض يكرر نغمة التدخل العسكري الخارجي بأشكال مختلفة، معتبراً أن هدف هذه النغمة هو الضغط على طاولة المفاوضات بذاتها ولفت إلى أن التدخل العسكري غير المباشر جار ومستمر ولكن الحديث عن التدخل العسكري المباشر في سورية صعب بسبب الأوضاع الدولية المستجدة التي لا تسمح ولن تسمح- وتبين ذلك خاصة من مسألة السلاح الكيميائي السوري- بالقيام بتوجيه ضربة عسكرية خارجية ومع الوقت سيصبح الأمر أصعب وأصعب للقيام بمثل هذه المغامرة.
واعتبر جميل أن أولئك الذين راهنوا على التدخل العسكري الخارجي غير المباشر وعلى الضربة العسكرية الخارجية وهم في ظل الاستعصاء في جنيف يعتبرون أنفسهم أنهم ازدادوا قوة يحاولون اليوم أن يزيدوا من هذا التدخل الخارجي غير المباشر في الظروف الحالية.

سورية مغناطيس الإرهاب التكفيري..

وأشار جميل إلى أن الوضع القائم في سورية سمح بازدياد خطر الإرهاب التكفيري فيها وأصبحت سورية محجاً لكل الإرهابيين والتكفيريين في العالم والذين جاؤوا من أكثر من ثمانين دولة حيث قال أحد المسؤولين الغربيين إن سورية أصبحت مغناطيساً للإرهاب، ولكنه نسي قضيتين، الأولى من الذي صنع هؤلاء الإرهابيين التكفيريين في كل أنحاء العالم؟ وهل سورية صنعت التكفيريين في أفغانستان وباكستان والعراق وغيرها؟ وثانياً من الذي عقّد الأمور في سورية بحيث أضعف سيادة الدولة السورية وأصبحت حدودها مفتوحة لكي يتدفق إليها كل هؤلاء المسلحين؟ وقال إن المواقف المنافقة في الأزمة السورية لن تساعد في الاتفاق على حل ويجب النظر إلى الحقيقة بعينها، إذ أن هناك خطراً إرهابياً تكفيرياً كبيراً في سورية، وإذا فتح الطريق له فإنه سينتشر ليس في دول الجوار والمنطقة فحسب بل ولا أحد يدري أين تتوقف حدود انتشاره، لذلك يجب القضاء عليه في بؤرته في سورية.
«التمثيل الجزئي» لإجهاض جنيف
وأضاف إن التصريحات الغربية الأخيرة باتهام الحكومة بأنها المسؤولة عن تدهور الوضع الإنساني في سورية هي تصريحات لا تساعد على إيجاد الحل السلمي للأزمة فيها، وقال جميل إن الوفد الحكومي السوري لا يجد مفاوضاً حقيقياً في مواجهته، ونحن قلنا للأمريكيين إن تمثيل المعارضة تمثيلاً جزئياً سيؤدي أخيراً إلى إجهاض فكرة جنيف2، وإن الخروج من هذا المأزق يتطلب وجود وفد معارضة متوازن، موضحاً أن روسيا تحاور اليوم جميع أطراف النزاع والمطلوب من الغرب أن يفعل الشيء ذاته، والغرب لا يحاور النظام مباشرة، ولا يحاور جزءاً هاماً من المعارضة السورية، وبالذات الوطنية الداخلية، فكيف لمثل هذا الراعي الدولي أن يلعب دوراً فعالاً في حل المشكلة السورية إذا كان لا يحاور الأطراف التي تمثل الجزء الأكبر من الشعب السوري والتي لها علاقة بالمشكلة السورية، مشدداً على ضرورة تمتع أطراف الحوار بعقلية وذهنية المصالحة الوطنية فعلياً والتي تؤدي إلى تنازلات وتوافقات من أجل مصلحة سورية والشعب السوري.

اعتصام بجنيف..!

وأضاف جميل إن من يذهب إلى جنيف من أجل الانتقام وتصفية الحسابات لن يصل إلى نتيجة، واليوم مطلوب من ممثلي الجبهة الشعبية وائتلاف قوى التغيير السلمي، ونأمل أن ينضم ممثلو هيئة التنسيق أيضاً إليهم، أن يشكلوا وفداً مشتركاً ليذهبوا إلى جنيف وأن يعتصموا في جنيف لكي يطالبوا بحقهم وهو حق الشعب السوري للوجود على طاولة المفاوضات وخلق اختراق أساسي في هذا الحوار والتفاوض مع وفد الحكومة السورية. وأعرب عن اعتقاده بأن وفد النظام عندما يجد أمامه محاوراً رسمياً يمثل فعلياً جزءاً من الشعب السوري لن يكون أمامه حل آخر غير الذهاب إلى نقاش يؤدي إلى حلول وتنازلات متبادلة.
وقال جميل إن القوى التي اضطرت للذهاب إلى جنيف تعمل اليوم من أجل إفشال جنيف لأنها تفكر بعقلية كسب الغنائم بعد جنيف، وكما أُجبرت هذه القوى على التراجع عن موقفها السابق يمكن إجبارها اليوم على التخلي عن العمل لإفشال جنيف، مشيراً إلى أن المعارضة الممثلة في جنيف تفكر بعقلية القوة القائدة الوحيدة بينما قوى المعارضة مختلفة في برامجها وسياساتها ولا يمكن أن يأتوا إلى جنيف تحت راية واحدة مكرهين، وسورية تخلت عن موضوع «الحزب القائد» ولكن بعض الغرب الذي لديه تقاليد ديمقراطية يريد في تعامله مع سورية أن يفرض هذه العقلية من خلال معارضة قائدة واحدة وهذا لن يمر لأنه يعني إفشال جنيف، ونحن نريد تعديل وفد المعارضة من أجل إنجاح جنيف لأنه الحل الوحيد والأوحد للقضية السورية.
وأكد جميل على المستوى المهني العالي لوفد الحكومة السورية، لافتاً إلى المستوى المهني المتواضع لوفد الائتلاف الذي يجب  أن يتحسن أكثر بكثير، وقال إن المشكلة ليست بنوعية الأشخاص بل هي في نوعية البرنامج، لذلك لن يحدث أي اختراق في جنيف ما لم تشارك المعارضة الوطنية الداخلية حول طاولة المفاوضات لأن لديها برنامجاً، والنظام سيناقش برامج وأفكاراً وآراءً، ولا يمكن التعنت في التوقف عند فكرة الهيئة الانتقالية فقط.

سورية في «لعبة الأمم»

برنامج «الميادين» انقسم إلى محاور متعددة لم تركز على الأزمة السورية بعينها بقدر ما حاولت رؤية بعض تفاصيلها بارتباطها بصراع المحاور المتشكلة عالمياً والتحولات في المشهدين الدولي والإقليمي، حيث شهد الحوار بعض التباينات في قراءة مختلف الضيوف للمشهد برمته

القوي سابقاً أقل قوة اليوم..

وفي هذا السياق قال د.جميل: أرى أنه يجب عدم إسقاط الوضع في القرن الماضي على الوضع اليوم، هنالك عناصر جديدة يجب أخذها بعين الاعتبار، ملخص استنتاجي الخاص أننا في مرحلة تحول، هنالك قوى قوية هي قوى هابطة اليوم وهنالك قوى كانت ضعيفة سابقاً هي قوى صاعدة اليوم، لذلك القوي سابقاً لم يضعف بعد ولكنه أقل قوةً، والضعيف سابقاً لم يقو بعد ولكنه أصبح أقل ضعفاً، هذه المرحلة أنا سميتها التوازن الصفري التي أدت إلى الوضع في منطقتنا وإلى منع التدخل العسكري المباشر الأمريكي في سورية على نسق نموذج التدخل في العراق وليبيا ويوغسلافيا سابقاً. لذلك أعتقد أن عناصر القوة الأمريكية يجب إعادة ترتيب رؤيتنا لها لأن أولوياتها تغيرت، كان عنصر القوة الأمريكي الأول بعد الحرب العالمية الثانية هو العنصر الاقتصادي، و«صاحب الجلالة» الدولار كان هو الحاكم بأمره وهو الذي أنتج القوة العسكرية والسياسية للولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الوضع ليس هكذا تماماً، اليوم العامل الاقتصادي في القوة الشاملة الأمريكية أصبح عاملاً ثالثاً، العامل الأول هو العامل السياسي ومن ثم العامل العسكري، وبالتالي إذا أردنا أن نقوم بإسقاط على المستقبل أي أن نرى الأمور جدلياً يمكن أن نتوقع نتيجة الأزمة المعقدة والعميقة والتي لا حل لها فعلياً يمكن أن نتوقع استمرار هذه الأزمة واستمرار الضعف الأمريكي واعتقد أن أفضل من يفهم ذلك هم الأمريكيون أنفسهم الذين يحاولون اليوم التأقلم مع هذا الوضع الجديد وكل التغيير لاستراتيجيتهم بإعادة ترتيب أولوياتهم سببه أنهم يعلمون تماماً المشكلة التي يعيشونها.

خيارات ملزمة لروسيا

وبخصوص روسيا قال د.جميل: أنا كنت أقول منذ 2005 إن روسيا وكل ما يجري فيها رغم التوجه بالاقتصاد نحو السياسات اللبرالية ولكن أمامها قدرٌ لا راد له، سببه الضغط الجيوبوليتيكي والجيوستراتيجي الأمريكي عليها الذي هو نتيجة الثروات الكبيرة الموجودة في روسيا. وكان الاستنتاج منذ ذلك الحين أن هذا الأمر سيدفع الروس إلى البحث عن موارد للدفاع عن أنفسهم وهذه الموارد في ظل شكل توزيع الثروة المافيوي الذي كان موجوداً سابقاً لا يمكن أن يستمر على الشكل السابق، لذلك دعنا نر الأمور بحركتها وننتظر قليلاً، روسيا هي قوة كامنة هائلة جداً، روسيا هي 40% من الثروة الكامنة في باطن الكرة الأرضية، روسيا هي 25% من علماء العالم، روسيا هي المعادل الذري الوحيد للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك روسيا ليست دولة ضعيفة من حيث إمكانياتها ولكن من حيث تحقيق هذه الإمكانيات ومن حيث الاستفادة من هذه الإمكانيات، لذلك نرى تحولاً جدياً في الأداء الروسي وفي القوة الروسية على الساحة العالمية.

«وجودي بالخارج تكليف سياسي»

وحول وجوده في الخارج أوضح د.جميل أنه «مكلف بمهمة من قيادتي السياسية لآننا قوة معارضة داخلية ولا يوجد عندنا أي بنية خارجية، بينما (ماشاءالله) المعارضة الخارجية كلها خارج البلد، اليوم مع انتقال مركز الثقل إلى الخارج في الأزمة السورية رأت قيادتي أنه من المفيد أن أكون في الخارج ليلعب اتجاهنا الدور المطلوب، ولذلك الخيار لم يكن خياراً شخصياً بل خياراً تنظيمياً سياسياً». وأوضح أنه لا يوجد أي علاقة حالياً بالسلطة السياسية في سورية، منذ إعلان إقالتي لم يجر أي اتصال بيني وبينهم، وهو يعبر عن شيء ما لا داعي للتطرق له حالياً.

طروحات ضارة

وقال جميل إنه بغض النظر عن زيارة بندر بن سلطان رئيس مجل الأمن الوطني السعودي إلى روسيا فهو الآن يخضع لعلاج في أمريكا أي خارج العمل السياسي عملياً، موضحاً في الوقت ذاته أن موسكو بمواقفها وسياساتها تجاه الأزمة السورية وتشديدها منذ البدء على الحل السياسي إنما تدعم الدولة السورية وبقاءها أكثر منها أنها تدعم وتتمسك بالنظام السوري.
وشدد جميل على أهمية عدم ابتسار الأزمة والكارثية الإنسانية الخطيرة بسورية واختصارها على نحو تسطيحي ومبتذل إلى مسألة الرئاسة والاختلاف منذ اليوم على من سيكون الرئيس المقبل للبلاد، مشدداً على أن ذلك غير مفيد حالياً لأنه لا يضع الأولويات بسياقها الصحيح لجهة ضرورة وقف التدخل الخارجي ووقف العنف وإطلاق العملية السياسية التي يقرر فيها السوريون مستقبلهم وخياراتهم السياسية.

فتح ملفات الفساد يتطلب بنية سياسية ـ ديمقراطية سورية أخرى

أما الاتصال الذي أجرته إذاعة شام FM فقد تناول قضايا سياسية واقتصادية وتتعلق كذلك بالائتلاف والجبهة ومؤتمر جنيف، حيث قال د.جميل إن لا مشكلة في عدم وجودنا في الجولتين السابقتين من جنيف، بل المهم أن جنيف قد انطلق، وسيتم تصحيح ذلك خلال سيره، موضحاً أنه لنا حق كامل في أن نكون ممثلين في جنيف، لأننا المعارضة الوطنية الداخلية التي تريد التغيير الديمقراطي الوطني الجذري الشامل والتي باستطاعتها أن تتحاور مع النظام، وأن تصل إلى نتائج، ونحن لذلك كنا نصر على إعادة تشكيل وفد المعارضة بحيث يمثل كل أطياف المعارضة السورية التي هي جزء من الطيف الوطني الشامل، ومن هنا أعتقد بأن الحديث بيننا وبين النظام في جنيف سيكون أسهل، وممكن أن نصل إلى نتائج، ونحن سنذهب إلى جنيف  من أجل فرض وجودنا وانتزاع الاعتراف بنا انتزاعاً ولن ننتظر مكتوفي الأيدي أمام المحنة والمأساة التي يعيشها الشعب السوري. ففي كل يوم يمر هناك المئات من الضحايا بأشكال مختلفة ولأسباب مختلفة (الجوع، البرد، المرض، القتل... إلخ)..

لن نسمح بإفشال «جنيف»

ورداً على سؤال «هل وجودك حيث أنت الآن أفضل من أجل حل الأزمة السورية؟»، قال د.قدري إن الأمور تقاس بنتائجها. وأعتقد أن الأمر هكذا أحسن لأننا لعبنا دوراً في تثبيت انعقاد جنيف والآن نلعب دوراً في تصحيح مساره، فقبل المؤتمر كان الخيار أمام الجميع: القتال وأما القتال، بينما فتح جنيف اليوم أفق الحل السياسي والخيار السياسي، وهذا الخيار السياسي بالمعنى الاستراتيجي، بغض النظر عن الإشكالات التي رافقت بدء جنيف، سيفتح أفقاً جديداً يعيد اصطفاف جميع القوى السياسية بالمعنى الاستراتيجي، وباقي الأمور الأخرى هي تفاصيل سنحلها خلال الحركة.. ونحن لن نسمح بإبقاء «القتال وإما القتال» وبإفشال جنيف الذي يتمثل بالنسبة لنا هو إيقاف التدخل الخارجي، إيقاف العنف في الداخل، وبدء عملية سياسية جدية.
وأضاف د.جميل أن الحوارات التي ينوي وفد المعارضة الوطنية الداخلية فتحها بجنيف مع وفد النظام والإبراهيمي والرعاة الدوليين وائتلاف الدوحة- إن امتلك الشجاعة السياسية- ستكون علنية وتحت نظر الكاميرات ونحن سنعلن أولاً بأول عن كل ما ستتمخض عنه هذه الحوارات، مجدداً التأكيد على أن المعارضة الوطنية الداخلية لديها برنامج سياسي واقتصادي اجتماعي، خلافاً للائتلاف الوطني الذي ليس لديه إلا نقطتان فقط (هيئة حكم انتقالي والرئيس)، والتي لا يجوز حصر الوضع السوري خلال الأزمة وقبلها بهما، إذ هناك عشرات الملفات التي يجب حلها: التدخل الخارجي، والإرهاب التكفيري، المعتقلين، المختطفين، المهجرين، تأمين المواد الضرورية لكل المناطق، المساعدات، البنية السياسية القادمة، وتخفيض العنف وإيجاد مناخ مناسب لوقف القتال وللمصالحات الوطنية، وأيضاً حول الشكل المطلوب للإدارة حتى تتم هذه العملية ومن ثم ننتقل إلى صندوق اقتراع ديمقراطي وشفاف يستطيع عبره الشعب السوري تقرير مصيره بكل الاتجاهات من حيث الدستور والبنية السياسية والبرلمان وأخيراً من حيث الرئيس.

مشاركتنا بالحكومة سابقاً حققت هدفها

ورداً على سؤال حول احتمال مشاركة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير التي لا تزال حتى الآن ممثلة في الحكومة السورية ضمن الوفد الحكومي في جنيف، أجاب د.جميل إن الجبهة الشعبية غير ممثلة في الحكومة، بل إن حزب الإرادة الشعبية والحزب السوري القومي الاجتماعي هما من أخذا كل منهما على حدة قرار المشاركة بما يمثل رأي حزبيهما، لذلك وجود الدكتور علي حيدر اليوم في الوزارة يمثل رأي حزبه. ونحن لدينا تعددية في الجبهة الشعبية وفي ائتلاف قوى التغيير السلمي. وهناك قوى داخل هذا الائتلاف كانت ومازالت ضد الوجود ضمن الحكومة ولكنها احترمت رأي من رأوا أن محاولة المجازفة والمغامرة يجب القيام بها من أجل محاولة السير نحو الحل السياسي. وأعتقد أن دخولنا إلى الحكومة حقق هدفه واستطعنا أن نسرع عملية الذهاب باتجاه هذا الحل، من خلال وجودنا وحديثنا المستمر ونقاشاتنا التي أدت إلى صدور البرنامج الحكومي الذي يقول بالمصالحة الوطنية، حيث عمل الإعلام السوري على هذا النَفَسْ أيضاً. وأعتقد أن هذا الشيء كان هاماً في حينه والتاريخ سيقدّره لاحقاً.
وأضاف د.جميل نحن لم ندخل في الحكومة على أساس البرنامج الاقتصادي الاجتماعي لأننا مختلفون 100% وهذه الخلافات ظهرت ويمكن اعتبار خروجي من الحكومة تعبيراً عن ذلك.

قوى الفساد لا تريد تخفيض الدولار

وحول ما أشيع في حينه من أن سعر صرف الدولار انخفض بعد مغادرة د.قدري جميل لمنصبه نائباً اقتصادياً، وثبت عند 150 ل.س، قال عندما سافرت كان سعر صرف الدولار بهذه الحدود وعملية انخفاضه كنت قد تنبأت بها منذ أن كانت حواراتنا على شام FM أيام الخميس وقلت في حينه سنعمل على تخفيضه. وبرأيي يمكن تخفيضه أكثر من ذلك الآن لحدود 120 ليرة سورية ولكن قوى الفساد الموجودة في الجهاز الحكومي لا تريد تخفيضه ببساطة، البعض من المسؤولين ارتعبوا حين بدأ الدولار بالانخفاض نتيجة الأوضاع المستجدة بحينه، لم يكونوا يريدون تخفيضه أبداً. ثانياً كان هناك صراع وآراء مختلفة. ونحن كنا ملتزمين بالقرارات التي كانت تصدر بغض النظر عن رأينا خلال النقاش.
وحول ما إذا كان سيكشف عن تفاصيل ملفات الفساد في سورية التي اطلع عليها عن قرب شديد بحكم موقعه السابق، للرأي العام السوري، قال د.جميل إنه سيقوم بذلك بعد انتهاء الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الذي يريد أن يأكل وأن يعيش، موضحاً أن هذا الكشف هو مهمة كبيرة وأساسية ولكن لكي نحلها يجب أن تبقى سورية موجودة اليوم، فثمة خطر على سورية والشعب السوري، ويجب الخروج من دائرة الخطر وبعد ذلك لكل حادث حديث. وإن حل هذه المهمة يتطلب بنية سياسية جديدة وتوافر مستوى آخر من الديمقراطية.
ورداً على سؤال متى سنراك في دمشق، أجاب د.جميل: قريباً من حيث لا تتوقعون، عندما يسير جنيف فعلياً- فهو إلى الآن لم يسر فعلياً. فالنظام كما قلت سابقاً أرسل وفده ولكن المعارضة إلى الآن لم ترسل وفدها وكذلك نحن نشكّل وفد المعارضة الداخلية الآن من أجل أن نشغل مواقعنا الحقيقية حتى نستطيع المشاركة في حل الأزمة.