لافروف في ميونيخ: "الناتو" مؤسسة من الحرب الباردة

لافروف في ميونيخ: "الناتو" مؤسسة من الحرب الباردة

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن حلف الناتو لا يزال مؤسسة تعود للحرب الباردة، وأعرب عن أمله في علاقات بين بلاده والولايات المتحدة تقوم على الاحترام المتبادل.

وفي كلمة ألقاها اليوم السبت 18/شباط خلال مؤتمر ميونخ للأمن، قال: "روسيا لا تبحث عن النزاعات مع أحد، لكنها قادرة على حماية نفسها على الدوام. هدفنا المطلق يتمثل في حماية مصالحنا عبر الحوار والتوافق القائم على النفع المشترك. بلادنا تريد علاقات براغماتية تقوم على الاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، والتوتر في العلاقات بين روسيا والغرب ضرب من الشذوذ".

وأضاف: "موسكو ترفض اتهامها بمحاولة نسف النظام اللبرالي العالمي، والحروب كما يقال تندلع في العقول لتخمد فيها حسب المنطق، إلا أنه واستنادا إلى التصريحات الصادرة عن بعض الساسة الأوروبيين والأمريكيين، وتلك التي سمعناها يوم أمس وفي مستهل مؤتمرنا هذا، فإن الحرب الباردة لم تنته بعد".

ومضى يقول: "روسيا لم تخف مواقفها أبدا وما انفكت وستبقى متمسكة بالعمل المتكافئ على صياغة فضاء أمني موحد، وعلاقات تقوم على حسن الجوار والتنمية من فانكوفر حتى فلاديفوستوك" في أقصى شرق روسيا.

وتابع: "العلاقات التي نريدها مع الولايات المتحدة، يجب أن تقوم على البراغماتية والاحترام المتبادل وإدراك المسؤولية الخاصة عن الاستقرار العالمي، وبلدانا لم يشهدا أي نزاع مباشر بينهما، وعلاقاتهما اتسمت بالصداقة عوضا عن المواجهات".

وأضاف: "قيام العلاقات البناءة بين بلدينا يصب في صالحهما، لاسيما وأن قرب الولايات المتحدة منا لا يقل عن قرب الاتحاد الأوروبي من روسيا، حيث لا يفصل بين بلادنا والولايات المتحدة في مضيق بيرنغ سوى أربعة كيلومترات فقط، ونحن سنستعد للتعاون السياسي والاقتصادي والإنساني مع الولايات المتحدة بقدر ما هي ستكون مستعدة للتعاون معنا".

 

**لا دليل على تدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية أو الفرنسية أو الألمانية**

وأكد لافروف في كلمته على انعدام وجود أي دليل لدى واشنطن أو باريس أو برلين يثبت التدخل الروسي في انتخاباتها. وتابع: عندما تكال الاتهامات للحزب الديمقراطي الأمريكي تقول قيادته، أعطني دليل يثبت ما تتهمني به، ولكنه وحينما تنسب الاتهامات إلينا، تلقى جزافا ولا يطالب أحد بأدلة إثباتها. لم أر أي دليل يثبت أننا اخترقنا مواقع الحزب الديمقراطي أو يؤكد تدخلنا في فرنسا وألمانيا".

 

**الغرب مهووس بمسألة التجسس المعلوماتي الروسي**

وعلى صعيد مستقبل العلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، قال لافروف: "سوف نرى كيف سيسير الحوار مع الاتحاد الأوروبي والناتو. وعموما، بمقدورهم العمل على تخطي مرحلة المجابهة المختلقة معنا إذا ما أرادوا".

وذكّر لافروف في هذه المناسبة بنية برلين العودة إلى الحوار البناء بين روسيا والناتو، وأضاف: "يمكن استنادا إلى ما أعلنته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن ضرورة استئناف مجلس روسيا الناتو معالجة مسائل الأمن المعلوماتي، يمكن اعتبار أن برلين تريد على الأقل استئناف الناتو وروسيا التعاون الكامل، لا التظاهر باستئنافه".

وختم بالقول: "سوف نعمل قدر الإمكان على توضيح موقفنا في ظل هوس الزملاء الغربيين بضرورة أن تعمل روسيا بمفردها على حل الأزمة الأوكرانية، وهوسهم غير الواضح حيال الأمن والتجسس الإلكتروني. بوسعي القول إن الكثير الكثير من شركائنا الغربيين يعربون لنا خلال المحادثات الخاصة معنا عن تفهمهم لتقييماتنا".