بيان حزب إعادة تأسيس الاشتراكية من جديد: لا يمكن لكم التغلب على الشعب
حزب إعادة تأسيس الاشتراكية من جديد حزب إعادة تأسيس الاشتراكية من جديد

بيان حزب إعادة تأسيس الاشتراكية من جديد: لا يمكن لكم التغلب على الشعب

إن رئيس الوزراء أردوغان بات على وشك الغرق في أعماق كبريائه وغروره . فحكومة حزب العدالة والتنمية حولت شوارع تركيا مؤخراً إلى عنوان للعنف والشدة ومقراً للظلم والضغوط وأثارت بذلك انطلاق أكبر عصيان مدني في تاريخ الجمهورية .

إن أردوغان يسعى لمخادعة الشعب وقـمعه مستعيناً بشتى أنواع الإمكانيات الإعلامية وعلى الرغم من محاولاته فلم يتمكن من عرقلة نزول الشعب إلى الشوارع . إنه هدد الشعب علناً من خلال الصحف وشبكات التلفزة في إطار محاولة للتخويف والقـمع إلا أنه لم يفلح.
لقد تشبث الشعب بحديقـته وبطبيعته  ومدينته  ومشيئته في العيش وبحرياته  دون أي تراجع أمام التهديدات مما أثار كوابيساً تراود حكومة العدالة والتنمية .
إن إرهاب الدولة المستمر منذ عشرين يوماً قد أكتسب بعداً مميزاً من خلال الاعتداءات الأخيرة. فالدولة تعلن حرباً علنياً على الشعب وتهاجم المئات من الناس دون التمييز بين الأطفال والشباب والمسنين. فالمشاهد التي نقشت نفسها في ذاكرتنا عبر الصور والشاشات لا تعبر عن الخوف أو التراجع والانسحاب بل أصبحت بمثابة انعكاس يعبر عن الشجاعة والاندفاع نحو الأمام .
إن الإعتصامات والاحتجاجات التي تعم كافة أرجاء البلاد تحت شعار " كل الأماكن تقسيم...و المقاومة في كل مكان " قد احتلت مكانتها في تاريخ المقاومة لشعبنا من خلال تقديم الشهداء وسقوط الجرحى فضلاً عن حملات الاعتقال والتوقيف .

نحن انتصرنا
 
يمكن للدولة أن تسيطر على زمام الأمور في ساحة تقسيم والمنتزه بإستانبول وفي ساحة كيزيلاي بأنقرة مستعينة بشتى وسائل العنف المتوفرة لديها عبر قوات الأمن والجيش . بل ويمكنها أيضاً أن تبعد الشعب عن الشوارع باستخدام الطلقات البلاستيكية والغازات المسيلة للدموع . ولكن مهما قامت الدولة بممارسات فإنها لن تتمكن من إزالة ذلك الشعور الذي برز لدى وعي الناس والشـرائح ومفاده " نحن انتصرنا " . إن اضطرار الدولة لسـحب قوات الأمن من سـاحة تقسيم والمنتزه بعد الصمود مابين 31 أيار و 1 حزيران هي ظاهرة تأبى النسيان فضلاً عن نزول الشعب إلى الميادين .
إن المكتسبات التي حققتها شعوبنا من خلال الصمود والمقاومة قد احتلت مكانتها في الأذهان بصورة متعمقة. وعلى الرغم من العنف الذي لجأت إليه الدولة بشكل لا مثيل له فإن الشارع لم يهدأ مهما كلف الأمر مع الاستمرار بإبداء عزم صارم بهذا المستوى  مما يشير إلى أن الحقيقة الكامنة وراء هذه الظاهرة مفادها : إننا انتصرنا وقد خرجنا من هذا العصيان بمكتسبات كبيرة وإننا عازمون على الحفاظ على ما اكتسبناه .
إن عصيان الشعب قد اسقط قناع " الديمقراطية المتقدمة " الذي يستتر وراءه وجه ديكتاتورية حزب العدالة والتنمية ؛ وحطم كافة الموازين السياسية وفتح الطريق لإعادة صياغة هذه الموازين من جديد وأثبت أن أزمة النظام ما تزال راهنة لم تنته بعد وأنها تستمر بأشكال مختلفة تعم القاعدة الشعبية .
ومن أهم مكتسبات شعوبنا هو جو الحرية الذي ساد المنتزه طوال 15 يوماً حيث أمضى أهالي إستانبول  في المنتزه وبجوار ساحة تقسيم 15 يوماً بحرية تامة بعيداً عن الدولة والقانون والمحظورات دون أي تمييز بين شرائح المجتمع من مختلف وجهات النظر والعقائد والميول . إنها كانت أياماً تضامنية تكتلت فيها الصفوف بحياة مشتركة . فالأمور بعد الآن لن تكون على ماكانت عليه في الماضي .

مكتسباتنا هي ذخائر لنا                                                                                                  
لاشك أن حكومة العدالة والتنمية ستعاني من أيام صعبة وقد أصبح هذا الشعب يدرك الصمود ويتذوق الانتصار وصار يتعلم الخوض والنزول إلى الشارع . وقد أدركنا من خلال هذا العصيان بكل وضوح ما أنجزناه وما لم نتمكن من تحقيقه وكما أدركنا إمكانياتنا ونقاط الضعف في صفنا . واكتسبنا معاً تجربة أثبتت لنا مدى إمكانية قيام شعبنا بتحقيق مطالبه في إطار الصمود والتضامن . واستنتجنا من العصيان العديد من دروس العبرة فالمكتسبات التي أحرزناها من صمودنا في تقسيم تعتبر بمثابة ذخائر لنا للاستعانة بها في الصمود والتصدي لاحقاً. هذه المكتسبات عززت مسيرتنا وأكسبتها سرعة فائقة .

النضال مستمر مع الصمود                                                                      

لقد شارك المجتمع في هذا العصيان بمختلف شرائحه وتنظيماته ومعنوياته منادياً بمطالبه. وقد عبرت هذه الانطلاقة بشكل بارز عن الغضب المتراكم في صفوف المجتمع ضد ديكتاتورية حزب العدالة والتنمية كدليل ملموس وواضح للوقوف ضد الاضطهاد والقمع ونهب الطبيعة والنهج الرأسمالي القائم على تحويل كل اللمور إلى سلعة. إن الخروج التلقائي العفوي للعصيان دليل على مدى العمق الاجتماعي التاريخي .
قد يتراجع العصيان مع مر الزمن إلا أن المهم هو أن يكتمل هذا التراجع بأقصى درجة من المكتسبات والتكتلات التنظيمية بدعم شعبي مستمر واسع النطاق في إطار محاولة لتلبية المطالب . وتم قطع أشواط كبيرة في خلال عشرين يوماً وأصبح الشعب يردد هتافاته معاً " نتكتف في صف واحد ضد الفاشية "  وقد حان الوقت لتقترن هذه الهتافة برفع مقولات مفادها "عاشت الأخوّة بين الشعوب" و "الكلمة والصلاحية والقرار للرعاع" و "الحكومة إلى الاستقالة والشعب إلى السلطة."
إن الشعب المناهض يحتاج اليوم لتخطيط من شأنه الخروج بانطلاقة اندفاعية جديدة لذا فالصراع الذي سنخوضه في هذه المرحلة ستأخذ هذه الحاجة بعين الاعتبار. كما تحتاج الحركة الاشتراكية لتنسيق فاعل من أجل إبداء قيادة ناجحة . لذا لا بد من الحفاظ على التكوين الذي نجم عن "وقفة  تقسيم التضامنية ".

إننا نحذر حكومة العدالة والتنمية         
        
على طيب أردوغان أن يدرك من الآن فصاعداً أن العصيان هو حق أساسي للشعب حيث يلجأ إليه لمواجهة الظلم والاستبداد. وعلى حكومة العدالة والتنمية أن تقوم على الفور بوقف هجماتها وأن تعلن على الملأ أنها عدلت عن تنفيذ كافة مشاريعها المتعلقة بالمنتزه في تقسيم. ولاشك أنها ستكون المبادرة الأولى لتسجيل الخطوات اللاحقة تلبيةً لمطالب الشعب .
تختلف مراحل العصيان عن المراحل الاعتيادية من الناحية القانونية لذا فإن حركات العصيان الشعبية المليونية تدحض القواعد المطبقة في المراحل الاعتيادية فلا بد من إخلاء سبيل جميع الموقوفين مع العدول عن رفع الدعاوي والتحقيقات والملاحقات. ويجب أن يستقيل ويحاكم جميع المسؤولين عن الممارسة الوحشية لعنف الدولة  ضد الشعب .
وعلى رئيس الوزراء أردوغان وأعوانه أن يكفوا عن مقولاتهم القائمة على الكراهية . إنه يشبه نفسه برئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس ويقول: "إنكم أعدمتموه ولكن ليس في وسعكم أن تعدموني" وبذلك إنه يريد القول : سأسحقكم لحماية نفسي "فعليه أيضاً أن يكف عن إبداء مواقفه القائمة على التمييز في صفوف الشعب .
إن ديكتاتورية حزب العدالة والتنمية سلكت طريقاً خطراً وراحت تحشر قواتها الأمنية وغير الأمنية من العصابات الموالية له إلى الشوارع لتعتدي على الشعب بالسواطير والعصي فعلى أردوغان أن يسحب هذه العصابات النازية من الشوارع وإلا فإنه سيتحمل العواقب الوخيمة. وقد أثبتت التطورات أنه ليس في وسع أحد أن يتغلب على شعب مناهض ونذكر رئيس الوزراء أردوغان مرة أخرى : " ليس بمقدوركم أن تتغلبوا علينا نحن الشعب ".
عاش صمودنا من أجل العدالة والمساواة والحرية والاشتراكية
تسقط ديكتاتورية حزب العدالة والتنمية ونظامكم القمعي المستبد.

27/6/2013
حزب إعادة تأسيس الاشتراكية من جديد