لافروف: لمنصّة أستانا مستقبلٌ عظيم وآفاقٌ لتحوّلها لأداة تعاون إقليمي فعّالة

لافروف: لمنصّة أستانا مستقبلٌ عظيم وآفاقٌ لتحوّلها لأداة تعاون إقليمي فعّالة

نشرت وزارة الخارجية الروسية الكلمة الترحيبية التي ألقاها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في افتتاح جلسة المشاورات الرباعية على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا وإيران وسورية وتركيا، في موسكو، اليوم الثلاثاء 4 نيسان (أبريل) 2023. وفيما يلي نصّها:

زملائي الأعزاء،

يسعدني أنْ أرحّب بكم في موسكو. هذه صيغة جديدة مهمّة.

يرتبط الشعبان التركي والسوري بقرون من التاريخ المشترك، الذي تمتلئ صفحاته بحلقات تغرس الفخر في قلوب كلّ من الأتراك والعرب والأكراد. إنّ القواسم المشتركة الدينية والثقافية، والجغرافيا نفسها، تجعل تطوير تعاون حسن الجوار بين تركيا وسورية متبادل المنفعة بلا منازع. ولا يلبّي الخلاف بين هذه الدول تطلعات كلّ من في المنطقة وخارجها ممن يتمنّون بصدق السلام والهدوء والازدهار في الشرق الأوسط. ليس من قبيل المصادفة أنّ روسيا وإيران، اللتين تحافظان على علاقات جيّدة مع كل من سورية وتركيا، ليستا اليوم مجرد وسيطتَين، بل إنهما مشاركتان مهتمّتان في عملية تفاوضٍ متعددة المستويات تهدف إلى التطبيع الشامل للعلاقات بين أنقرة ودمشق.

لقد كان ردّ فعلنا على المبادرة المقابِلة التي قدّمها رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان ردّاً بنّاءً وسريعًا. بالفعل في 28 كانون الأول (ديسمبر) 2022، عُقد الاجتماع الأول لوزراء دفاع روسيا وسورية وتركيا في موسكو بمشاركة رؤساء الخدمات الخاصة [الأجهزة الأمنية]. مع الأخذ في الاعتبار الرغبة المبرَّرة تمامًا للزملاء الإيرانيين للانضمام إلى هذه العملية، فإننا الآن بصدد إطلاق موازٍ لمسار السياسة الخارجية بالفعل في صيغةٍ رباعيّة الأطراف، والتي تشمل الآن جميع الدول الضامنة لمسار أستانا والجمهورية العربية السورية.

نحن مقتنعون تمامًا بأنّ منصة أستانا، التي عملنا جميعًا بجدّ من أجل إنشائها، لها مستقبل عظيم. تتفتّح الآفاق لتحويل هذه المنصة، التي أثبتت بالفعل أهميتها، من آليةٍ لتحقيق الاستقرار العسكري السياسي إلى أداةٍ فعالة للتعاون الإقليمي، مع مراعاة إمكانات بلداننا والطلب على الجهود المبذولة لتعزيز إعادة الإعمار ما بعد الصراع في الجمهورية العربية السورية، وخلق متطلبات مادية لعودة ملايين اللاجئين السوريين إلى وطنهم، والذين وجد معظمهم مأوى في تركيا المجاورة.

وبشكل منفصل، أودّ أن أخاطب المشاركين الأتراك والسوريين في المحادثات؛ نتوقع منكم أن تكونوا مرنين وبنّائين قدر الإمكان. من الأفضل ترك خطاب المواجهة وذاكرة المَظالم الماضية خارج غرفة المفاوضات. إنني أحثّكم بصدق على إجراء مناقشات على أساس مبدأ واضح ومفهوم من الاحترام المتبادل لسيادة سورية وتركيا ووحدتهما وسلامتهما الإقليمية، مسترشدين بالرغبة في التغلب بسرعة على المشكلات المتراكمة واستعادة علاقات حسن الجوار.

تشير التجربة التاريخية، بما في ذلك الأوكرانية، إلى أنّ السيادة تتعزّز مع تطوّر العلاقات مع الجيران، في حين أنها تضعف، أو حتى يتمّ فقدانها تمامًا، في تلك الحالة التي تقام فيها الحواجز بشكل مصطنع على مسار تقليديٍّ للتعاون المتبادل، وهو الأمر الذي لا يخلو، كقاعدة عامة، من التأثير الخارجي، ويتم خلق تهديدات استفزازية لأمن الدول المجاورة.

من الواضح أنّ كل هذه القضايا لا يمكن حلها في اجتماعين أو ثلاثة، أو كما نقول «في جلسة واحدة». ستستغرق عملية جعل العلاقات طبيعيةً وقتًا طويلاً. ولكن، كما يعتقد الأصدقاء الصينيّون الحكيمون «الرحلة العظيمة تبدأ بخطوة أولى صغيرة». الأمر الرئيسي هو البحث عن أرضية مشتركة لتشكيل توازن في المصالح وتجنب الشروط المسبقة. علاوة على ذلك، تراكمت العديد من المَطالب المتبادلة من قبل جميع الأطراف العديدة المشاركة في هذا الصراع لسنوات عديدة.

أعلم أنه على طاولة اجتماعكم توجد نصوصٌ قدَّمتها وفود فردية. أنا متأكد من أنه على أساس هذه المقترحات سيكون من الممكن التوصل إلى موقف جماعي.

سنبذل قصارى جهدنا مع زملائنا الإيرانيين لتوفير الظروف الملائمة لعملكم المنتج.

أتمنى لكم ولنا التوفيق معاً. إنني أتطلع إلى موافقتكم على موعد الاجتماع في موسكو على مستوى وزراء الخارجية مع أصدقائي وزملائي حسين أمير عبد اللهيان، مولود تشاووش أوغلو، وفيصل المقداد. تم اقتراح بعض التواريخ التي يمكن قبولها بشكل عام كنتيجة لجولة المفاوضات الخاصة بكم.

أتمنى بإخلاص أنّ تتوصّلوا إلى اتفاقيات مقبولة بشكل عام.

معلومات إضافية

المصدر:
موقع وزارة الخارجية الروسية
آخر تعديل على الثلاثاء, 04 نيسان/أبريل 2023 22:30