ألمانيا مهددة بروائح جثث الموتى لانقطاع الغاز الروسي

ألمانيا مهددة بروائح جثث الموتى لانقطاع الغاز الروسي

قد لا يكون لدى ألمانيا ما يكفي من الغاز لإحراق جثث موتاها بسبب النقص الناجم عن حرب أوكرانيا، حسبما ما أفادت صحيفة «ذي صن» البريطانية نقلاً عن صحف ألمانيّة، تداولت الأنباء عن هذه المشكلة منذ مطلع الأسبوع الحالي.

وتأتي هذه المخاوف بعد عواقب ما بات يعرف «بالأذية الذاتية» التي تمارسها أوروبا على نفسها عن طريق إصرار قادتها على مواصلة عقوباتهم على روسيا، كما تأتي في أعقاب العمل التخريبي لخط نورد ستريم.

أدى هذا إلى ارتفاع الأسعار، وتقنين الطاقة في بعض المناطق في ألمانيا مع المخاطرة بفرض المزيد من هذه الإجراءات.

وباتت ألمانيا ضمن المرحلة الثانية من خطة طوارئ المؤلفة من ثلاث مراحل للتقشف باستخدام الغاز لمواجهة الشتاء.

ولكن وفقًا لمدير مقابر بلدية دريسدن، روبرت أرنريتش، 53 عاماً، فإنّ محارق الجثث في المدينة لا تندرج ضمن فئة التوريد «ذات الأولوية رقم 1» مما يعرّضها لخطر نقص الوقود.

وأضاف: «حتى أننا لا نحصل على المزيد من البنزين»، قال لصحيفة بيلد الألمانية.

أوضح أرنريتش أنّ عمليات حرق الجثث المخطط لها في منطقة تولكيفيتس ودريسدن وساكسونيا لن تحدث.

وقال: «حتى لو لم يعمل نصفهم، ستظل لدينا مشكلة - تمامًا مثل جميع محارق الجثث الـ 160 الأخرى في ألمانيا».

كما قال أنّ مقابر المدينة لا تحتوي على مساحة كافية للتعامل مع الجثث التي تحتاج إلى دفن.

بصرف النظر عن حقيقة أنّ الجنازة أغلى بكثير من حرق الجثة، «فالأمر يتعلق أيضًا باحترام وصيّة المتوفّى الأخيرة»، وذلك لأنّ 90% من المتوفين في ألمانيا عادةً ما يكونون قد تركوا وصية بأنهم يفضلون حرق جثثهم بعد الموت، و"تجاهل هذه الرغبة ببساطة سيكون مهينًا"، بحسب مدير مقابر دريسدن.

عندما دخلت قيود الغاز حيز التنفيذ في آب/أغسطس، استمرت محارق الجثث في ألمانيا في العمل بدلاً من خفض درجات الحرارة.

إنهم يغلقون بعض أفران حرق الجثث بينما يترك بعضها الآخر لتعمل بكامل طاقتها حتى لا تبرد لأنها إذا بردت تصبح بحاجة إلى استهلاك مزيد من الغاز للتسخين من جديد.

وقال أحد المسؤولين عن هذا القطاع، كريستيان جريف، إنّ خفض درجة حرارة محرقة الجثث إلى أقل من 850 درجة مئوية ليس خيارًا. وأضاف: «إذا انخفضت درجة الحرارة إلى ما دون هذا، فإن الروائح والانبعاثات تنطلق في الهواء كسموم بيئية». وبالتالي «لا يمكنك القول بصراحة إن تقليل الغاز يوفر الغاز في نهاية اليوم».

وأوضح بأنّ: «التشغيل المستمر لمحرقة الجثث أكثر صداقة للبيئة بشكل ملحوظ من خفض درجة حرارتها. مع التشغيل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، يكون الاستهلاك قريبًا من الصفر» بحسب قوله.

يمكن لخطي أنابيب غاز نورد ستريم 1 ونورد ستريم2 (الذي لم يتم تشغيله) والبالغ طولهما 800 ميل نقل 110 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا من روسيا عبر بحر البلطيق إلى أوروبا الغربية.

ويوم الإثنين الماضي، تم اكتشاف انفجارين تخريبيين تحت الماء مع التسبب بزلزال صغير.


معلومات إضافية

المصدر:
«ذي صن»