مقتل 42 شخصا في حريق بمقر النقابات في أوديسا أضرمته عناصر متطرفة من "القطاع الأيمن"

مقتل 42 شخصا في حريق بمقر النقابات في أوديسا أضرمته عناصر متطرفة من "القطاع الأيمن"

أكدت وزارة الداخلية الأوكرانية السبت 3 مايو /أيار مقتل 42 شخصا في اشتباكات وحريق بمقر النقابات في مدينة أوديسا جنوب غرب أوكرانيا. وجاء في بيان صدر عن الوزارة أن 125 شخصا بينهم 21 شرطيا أصيبوا بجروح وتم نقلهم إلى المستشفيات.

 وكان عناصر تنظيم "القطاع الأيمن" اليميني المتطرف أضرموا النيران في مقر النقابات مساء السبت، حيث اختبأ مئات من أنصار الفدرلة لحماية أنفسهم من مطاردة العناصر المؤيدة للسلطات الجديدة في كييف.

وقام رجال الإطفاء بإجلاء الناس من المبنى المحترق، بينما انهال مقاتلو "القطاع الأيمن" بالضرب على الأشخاص الذين يخرجون من المبنى دون أن تتدخل الشرطة في الأمر.

وهتف المتطرفون "أوكرانيا فوق كل شيء!" (من المعروف أن النشيد الوطني الهتلري بدأ بعبارة "ألمانيا فوق كل شيء").

وأيدهم في أعمالهم فلاديمير نيميروفسكي حاكم مقاطعة أوديسا المعين من قبل سلطات كييف. ورشق متشددون قوميون يرتدون أقنعة سوداء أنصار الفدرلة بالحجارة وسط المدينة.

وبينت المشاهد التي بثتها قناة "روسيا 24" أن أشخاصا كان بعضهم يرتدي أقنعة سوداء والبعض الآخر يحمل العلم الأوكراني يرشقون أنصار الفدرلة بالحجارة.

وفي وقت لاحق قدمت الشرطة الى المكان حيث فرقت المشتبكين، وبدأت بإبعاد مشجعي كرة القدم العدوانيين والقوميين الأوكرانيين. وأصيب في العراك الجماعي شخص على الأقل.

وحاول المشجعون والقوميون الذين بلغ عددهم عدة آلاف إجراء مسيرة حاشدة وسط أوديسا دعما "لوحدة أوكرانيا" بمشاركة عناصر من تنظيم "القطاع الأيمن"، وقد حاول أنصار الفدرلة قدر عددهم بعدة مئات منعهم من ذلك فنشب عراك سمعت أثنائه أصوات إطلاق نار ومفرقعات.

هذا وعقد حاكم مقاطعة أوديسا اجتماعا طارئا مع قيادات المدينة والنيابة للبحث عن مخرج من الأزمة التي تعيشها المدينة. وأفادت دائرة الداخلية لمقاطعة أوديسا سابقا أن قوات الأمن احتجزت أكثر من 130 شخصا من المشاركين في الاضطرابات.

وكما دعت وزارة الخارجية الروسية كييف إلى نشر معلومات حول ما إذا كان هناك مواطنون روس بين ضحايا الحريق في مدينة أوديسا، مشيرة الى أن موسكو ستعتبر امتناع كييف عن ذلك محاولة جديدة لاتهام روسيا بما يحدث في أوكرانيا.

وكانت قد ظهرت في وسائل الإعلام الأوكرانية سابقا أنباء تقول إن 15 شخصا من القتلى في الاضطرابات التي وقعت في أوديسا مساء أمس الجمعة 2 مايو/أيار هم مواطنون روس شاركوا في الاحتجاجات الشعبية في أوكرانيا، بحسب زعمهاا. ودعت الخارجية الروسية كييف إلى تقديم وثائق تؤكد هذه المعلومات، مشيرة إلى ضرورة نشرها بأسرع وقت ممكن.

وأضاف الوزارة: "إذا لم يتم تحديد هوية الضحايا، ولا توجد هناك أية وثائق، فإن هذه التصريحات محاولة جديدة لإقناع المجتمع الدولي بمشاركة روسيا في الاحتجاجات الشعبية في أوديسا".

وتابعت: ان مثل هذا السعي لاتهام روسيا بكل شيء – بأي ثمن كان – يعود لرغبة السلطات الأوكرانية في عدم تحمل المسؤولية عما يحدث في بلادها.

من جهتها أفادت شرطة أوديسا أن المعلومات حول وجود 15 مواطنا روسيا و10 اشاخص من جمهورية ترانسنيستريا(بيدنيستروفيه) ليست صحيحة.

وقال رئيس القسم الإعلامي للدائرة الرئيسية لوزارة الداخلية الأوكرانية في مقاطعة أوديسا فلاديمير شابليينكو: "يجري الآن التحقيق.

لا توجد أية معلومات عن جنسية القتلى حتى الآن. من الضروري تحديد هوية معظم الجثث".