ما رمزية اللوحة برسالة مدفيدف لقادة أوروبا عن غاز ثمنه 5000 يورو؟

ووفقاً لمدفيدف، فإنه وبحلول يناير/كانون الثاني 2023، سيرتفع سعر الوقود الأزرق إلى 5000 يورو لكل ألف متر مكعب.

يشار إلى أن ميدفيديف افترض في وقت سابق أن سعر موارد الطاقة سيصل إلى 4000 دولار لكل 1000 متر مكعب بحلول نهاية العام.

وكتب مدفيدف على قناته في تلغرام رسالة قصيرة مخاطباً قادة الاتحاد الأوروبي قال فيها: «فيما يتعلق بالزيادة في سعر الغاز إلى 3500 يورو بحلول نهاية عام 2022، يجب أن أرفع السعر المتوقع إلى 5000 يورو».

وأرفق مدفيدف بمنشوره على القناة، لوحة فنية شهيرة للفنان أليكسي كودلين، المعروف بالاسم المستعار فاسيا لوزكين، والتي تصور رجلاً قاسي الملامح يحمل شمعة مشتعلة في الظلام في حين تبدو في خلفية اللوحة أبراج تشبه أبراج الطاقة الكهربائية. وعادة ما كانت لوحة «الغاز-الأب» تقترن بنصف آخر مكمل لها يمثل شخصية «الأم-النفط» وفق تصوّرات الفنان.

يجدر بالذكر بأنّ ميدفيديف قال في وقت سابق أمس في لقاء مع قناة «إل سي آي» الفرنسية: «نحن لم نرفض أبداً توريد الغاز إلى أوروبا. لقد قمنا ببناء خط أنابيب «التيار الشمالي 2»، وأوفينا بجميع التزاماتنا، لكنهم هم من رفض وقالوا إنهم لا يحتاجون الغاز الروسي، وإنهم لن يستطيعوا الدفع باليورو والدولار نظراً لأنهم أوقفوا نظام المراسلات مع بنوكنا. عندها قررنا أن الإمكانية الوحيدة بالنسبة لنا هي استخدام الروبل كوسيلة للدفع. أي أن هذه هي نتائج حرب العقوبات التي أطلقها الغرب. نعم، نحن الآن جاهزون لتوريد الغاز بالكميات المتعاقد عليها».

وحذر بأنّه: «إذا قاموا بلي ذراعنا، وإذا قاموا بحظر الدفع، إذا رفضوا توريد التوربينات التي تم إصلاحها أو إطلاق «التيار الشمالي 2»، فمن المحتمل ألا يكون حجم توريد الغاز بالكميات التي تريدها الدول الغربية».

هذا فيما يمكن أن يفهم من رمزية اللوحة المرفقة برسالة اليوم، نوعاً من السخرية السوداء، على ما يبدو، التي أراد مدفيدف إيصالها تجاه الحال التي أوصل قادة الاتحاد الأوروبي بلادهم إليها، وخاصة بأنه ختم رسالته التي كتبها بالروسية، بالعبارة الإنكليزية الشهيرة "مع التحيات الدافئة" with warm regards وذلك وسط تتابع التطورات السريعة يومياً عن خطط تقشف قاسية بالطاقة نتيجة سياساتهم التابعة لواشنطن فيما يتعلق بتهديد بلادهم الطاقي عبر مواصلة العقوبات على روسيا، ومحاولاتهم المتعثرة وغير المجدية حتى الآن بإيجاد بدائل عن الغاز الروسي.