سورية: سياسات التجويع تنجح بخفض أسعار الخضار بهذه الطريقة!

وحمل تقرير «الوطن» عنوان «السبب… عدم إقبال الناس على الشراء … رئيس لجنة سوق الهال لـ(الوطن): انخفاض ملحوظ في أسعار الخضر والفواكه»، وقالت فيه إنّ رئيس اللجنة أرجع سبب انخفاض الأسعار لعدم الإقبال على الشراء من بائعي المفرق وإحجامهم عن شراء كميات كبيرة وتراجع الطلب على البضاعة وانخفاض الكمية المشتراة من بائع المفرق (مقارنة مع وقت سابق) واقتصاره على شراء صندوق واحد من كل صنف بعد أن كان يشتري 10 صناديق في السابق، وذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين مع ارتفاع أسعار المواد بشكل عام، وهذا الضعف في الطلب يضاف إليه زيادة في العرض، بسبب ما وصف بأن «ارتفاع درجات الحرارة» أدى «لزيادة الرزق في سوق الهال» وفقاً لما وردت في الصحيفة.

وشهدت أسواق محافظة حمص انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الخضار والفواكه خلال اليومين الماضيين بنسبة تتراوح بين 25 إلى 35 بالمئة، وذلك بعد ارتفاعها بشكل كبير خلال الأيام التي سبقت قدوم شهر رمضان المبارك.

كذلك عزا عدد من أصحاب بيع الخضار والفواكه بالمفرق ممن التقتهم «الوطن» انخفاض أسعار الخضار والفواكه بشكل عام إلى عزوفهم عن شراء الأصناف المرتفعة الثمن حين كانت مرتفعة واقتصارهم على شراء كميات قليلة من كل صنف وإغلاق البعض منهم لمحالهم إلى حين استقرار الأسعار وانخفاضها إلى حد مقبول.

يجدر بالذكر بأنّه وفي تصريح رسمي سابق (أول أمس الثلاثاء 12 نيسان)، ولصحيفة «الوطن» أيضاً، أرجع عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه محمد العقاد سبب عدم انخفاض أسعار الخضر يومها لقلة التوريدات التي تأتي إلى سوق الهال من الساحل السوري والتي انخفضت بنسبة 35 بالمئة. ناسباً ذلك لعوامل منها ارتفاع أجور النقل بين المحافظات، تخرب البيوت البلاستيكية بعد الرياح.

وأشار العقاد إلى أن التكاليف مرتفعة حالياً، إذ إن أجرة نقل الشاحنة المحملة بالخضر والفواكه من طرطوس إلى دمشق أصبحت اليوم 550 ألف ليرة بعد أن كانت منذ نحو الشهر225 ألف ليرة وهذه الأجرة ليست ثابتة وتتغير مع تغير أسعار المازوت كما أن سعر الفلينة الفارغة التي تعبأ بها الخضر والفواكه 2500 ليرة.

وأكد بعض التجار أن نسبة لا بأس فيها من المواطنين يشترون الخضر بـ«الحبة» من كل نوع ويكتفون بشراء مستلزمات «طبخة» واحدة، وأن الإقبال على شراء الفواكه ضعيف جداً والتركيز الأكبر على شراء الخضر.

وفي دليل على هزالة أجور السوريين لدرجة أنّ أسعار الخضار السورية مصمّمة لاستهلاكها من غير السوريين، أفاد العقاد في تصريحه عن حركة الصادرات، بأنه منذ نحو أسبوع يتم تصدير ما يقارب 10 برادات يومياً إلى العراق ودول الخليج، حمضيات إلى العراق وبندورة وتفاح تذهب إلى دول الخليج، كاشفاً أنه لم يتم لغاية الآن تطبيق قرار إلغاء المناقلة على الحدود العراقية.

وفي هذا السياق يجدر التذكير بتصريح أحد المسؤولين منذ فترة عن أنّ «السوريين ليس بالضرورة أن يأكلوا البندورة في غير موسمها» والذي أثار انتقادات.

أما العقاد فاعتبر في تصريحه للوطن أن أسعار الخضر في كل الدول المجاورة لسورية «مرتفعة حالياً وليس في سورية فقط» دون أن يتم عند هذا الموضع من الكلام ذكر أي شيء يربط الموضوع بالتدني الشديد للأجور في سورية مقارنة مع الأجور في دول الجوار.

وحسب قول العقاد «وعلى الرغم من ارتفاعها هنا [الأسعار]، إلا أنها تبقى أقل من كل الدول المجاورة، ونتيجة انخفاض أسعارها ازداد الطلب عليها خلال الأيام القليلة الماضية من دول الخليج، مبيناً أن موجة الصقيع الماضية التي اجتاحت البلاد أثرت في كل الدول المجاورة وليس في سورية فقط» وفق التصريح.

وأشار العقاد إلى أن «إنتاجنا من الفول والبازلاء سيكون أقل من للعام الماضي، لأن موجة الصقيع الماضية أثرت في إنتاجهما».

هذا وذكرت «الوطن» اليوم الخميس أسعار بعض الخضار والفواكه في أسواق حمص:

- فقد تراوح كيلو البندورة بين 2000 و2600 ليرة سورية بعد أن وصل سعره إلى ما يزيد على 4 آلاف ليرة خلال الأيام السابقة.
- وكيلو البطاطا بين 1800 إلى 2200 بعد أن كان بما يزيد على 2800 ليرة.
- وكيلو الباذنجان بحدود 2500 ليرة بعد أن كان بحوالي 3500 ليرة وما يزيد.
- وكيلو الخيار بين 2000 إلى 2800 بعد أن وصل سعره بالسابق إلى 4 آلاف ليرة.
- وكيلو الكوسا بين 2000 إلى 2500 ليرة بعد أن تجاوز سعره 3 آلاف ليرة.
- وأما الحشائش فقد سجلت أيضا انخفاضاً كبيراً قد يصل إلى نسبة تزيد على 50 بالمئة فعلى سبيل المثال تباع كل من باقة الفجل والبقدونس والنعناع والجرجير وغيرها بحدود 300 إلى 500 ليرة بعد أن تجاوز سعرها سابقاً الألف ليرة.
- وأما الفواكه فقد انخفضت أيضاً إلى حدود مقبولة نسبياً فقد تراوح كيلو الموز البلدي بين 3000 إلى 3500 ليرة بعد أن تجاوز 4500 ليرة وكيلو الفريز بين 2500 إلى 3500 بعد أن وصل إلى نحو 5 آلاف والعوجا «العقابية» بحدود 3500 ليرة بعد أن كان سعرها بحوالي 6 آلاف ليرة – وفقاً للصحيفة.