سورية: تخبُّط مؤسّساتي بعد دخول قرار الخبز التجويعي حيز التنفيذ

سورية: تخبُّط مؤسّساتي بعد دخول قرار الخبز التجويعي حيز التنفيذ

بحلول يوم أمس الأحد 25 تموز 2021، دخل إلى حيّز التنفيذ القرار الجديد سيّئ الصيت الذي اتخذته الحكومة السورية الأسبوع الماضي بفرض تقشف بكمية «الخبز التمويني والموزع عبر البطاقة الإلكترونية» للمواطنين.

وكانت خلاصة قرار "وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" هي تحديد كميات الخبز المباع على البطاقة "الذكية" على 8 شرائح حسب عدد أفراد الأسرة، ولكن معظم المواطنين وفق حساب أجرته "قاسيون" يوم صدور القرار الأحد الماضي، بالكاد سيحصلون عبر هذه الآلية الجديدة على أكثر من رغيف واحد لكل وجبة (بافتراض 3 وجبات يومياً) الأمر الذي أثار استياءً واسعاً لدى السوريين الذي بات الخبز هو المادة الغذائية الأساسية، وأحياناً شبه الوحيدة، لملايين من فقرائهم.

ويأتي تنفيذ القرار بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى في المحافظات التي تم فيها «توطين الخبز» وهي دمشق، ريف دمشق، حماة، اللاذقية، طرطوس، حلب.

وإحدى المشكلات التي تناولتها الصحافة المحلية مع بدء تنفيذ القرار أمس في إحدى المحافظات، هي أنه بدلاً من التحضير المسبق لآليات تنفيذ القرار فيما يتعلق باعتماد البيع على وزن الربطة وليس عدد أرغفتها الذي يشوبه مشكلات الاختلاف والتلاعب بالوزن، انتظر المسؤولون المعنيون إلى ما بعد دخول القرار حيز التنفيذ، لتتفاقم هذه المشكلة المعروفة سلفاً.

ففي اليوم الأول لتطبيق خطة الخبز الجديدة، أمس الأحد، أعلن مدير المخابز في محافظة اللاذقية سعيد عيسى: "إنه يتم العمل وفق هذا المنحى ليتم بيع الخبز بالوزن، لافتاً إلى أن هذا الأمر يتطلب تسهيلات للمضي به خلال المرحلة المقبلة" وفق ما نقلت عنه صحيفة "الوطن".

وقال أيضاً أنه سوف يتم قريباً "إغلاق منافذ البيع بالأفران" مضيفاً أن ذلك من أجل أن "يتساوى الجميع بطريقة الحصول على المادة" على حد تعبيره.

وابتدأ تنفيذ القرار بظهور مشكلات وفوضى مؤسساتية ملحوظة. فوفقاً لصحيفة "الوطن" المحلية، اشتكى عدد كبير من أبناء محافظة اللاذقية مدينةً وريفاً، من عدم قدرتهم على التسجيل لدى أقرب نقطة بيع للخبز، سواء كانت معتمداً أم فرناً، ومنهم سكان في جبلة والحفة وسنجوان وبسنادا والصليبة والمشروع السابع ودمسرخو وغيرها من مناطق وأحياء المحافظة، مشيرين إلى أن الفرن بجانب منازلهم ومع ذلك لم يتمكنوا من اختياره بسبب «إغلاق سقف الحد الأعلى المسموح له وفق تطبيق البطاقة الذكية (وين)»، في حين أن مواطنين من مناطق بعيدة اختاروا أفراناً من أحياء أخرى لعدم قبولهم بشراء الخبز من معتمد خوفاً من وصول الرغيف رديئاً في حال تكديسه وسوء تخزينه ريثما يصل منازلهم.

كما طالبَ مواطنون باعتماد آلية البيع وفق الوزن بدلاً من العدد، لافتين إلى عمليات غش بقياس قطر الرغيف وبيعه بالعدد يتيح لهم التلاعب بوزنه وأن قطر الرغيف أصغر من الخبز السياحي كما في أحد الأفران في الرمل الشمالي حسبما ذكروا.

وتساءل أحد المواطنين عن إمكانية شراء الخبز في يوم عطلة الفرن أو المعتمد خلال الأسبوع، قائلاً: المخصصات المخفضة مؤخراً لن تكفينا لليوم نفسه فكيف لعدة أيام؟ هل المطلوب تنشيط بيع الخبز بالسوق السوداء أو التوجه لشراء (السياحي)؟ والخياران لا ينفعان مع ذوي الدخل المحدود مع وصول ربطة الخبز العادي بالسوق السوداء إلى ألف ليرة، وضِعفها للسياحي!

وقال مواطن آخر «مخصصاتي وشقيقتي حسب القرار الجديد ربطتان كل ثلاثة أيام، كيف ستكفينا وأنا عامل وأتناول الخبز أكثر من الطعام، ربما سأضطر للتقنين لتكفينا المخصصات أنا وأختي فلا طاقة لنا لشراء «الخبز من السوق السوداء ونحن نعيش بأجر واحد».

وأكد عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية علي يوسف لصحيفة «الوطن» ورود شكاوى من أصحاب أفران حول عدم تمكنهم من التسجيل لدى أفرانهم ومنها في فرن دمسرخو. كما أقر بوجود إشكاليات بطريقة اختيار المعتمدين عبر تطبيق «وين»، مبيناً أنه عند فتح باب التسجيل وتحديد سقف معين لكل منفذ بيع سمح للأسبقية باختيار المعتمد.

 

معلومات إضافية

المصدر:
الوطن + قاسيون