سياسيون ألمان يساراً ويميناً متفقون على فشل حرب الناتو بأفغانستان

سياسيون ألمان يساراً ويميناً متفقون على فشل حرب الناتو بأفغانستان

بالتزامن مع انسحاب آخر جندي احتلال ألماني من أفغانستان، عبر عدد من السياسيين الألمان من كامل الطيف السياسي يصنفون من اليسار والوسط واليمين، عن أنّ حرب الناتو التي شارك فيها جيش بلادهم وبقيادة واشنطن قد فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة.

هذا ودعا توبياس ليندنر، المتحدث باسم السياسة الدفاعية لحزب الخضر، إلى إجراء تقييم شفاف للـ«مهمة» العسكرية في أفغانستان. ورغم أنه تحدث عمّا سمّاه «وضعاً أفضل» لبعض مناطق البلاد مقارنة بالعام 2011، لكنه أقرّ في الوقت نفسه، بأنه «يجب الاعتراف بأن الأهداف الرئيسية – السلام في أفغانستان واستقرار هياكل الدولة – لم تتحقق».

ويتهم سياسي الشؤون الدفاع بحزب الخضر الحكومة الألمانية بالاعتماد على الاشتباك العسكري في الغالب لفترة طويلة جداً، ولكن يبدو أن لا مانع لديه بمشاركة قوات بلاده فيما سماها «بعثات مستقبلية»، قائلاً بأنه «في المستقبل» ينبغي «إيلاء الكثير من الاعتبار مسبقًا للأهداف التي تبدو واقعية قابلة للتحقيق من خلال الوسائل، وقبل كل شيء، أي جدول زمني».

وترى سيفيم داغديلين، المتحدثة باسم السياسة الخارجية لحزب اليسار في البوندستاغ، أن الناتو يواجه هزيمة في أفغانستان. ويقوم حزبها بحملة من أجل خروج ألمانيا من تحالف الحرب الغربي. وقالت «إنه أمر لا يغتفر أن حرب الناتو هذه أودت بحياة الآلاف من المدنيين الأفغان». «نحن بحاجة إلى تحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبها الناتو في أفغانستان».

هذا وصوّت حزب اليسار ضد نشر الجيش الألماني منذ البداية، كما عبرت ممثلة هذا الحزب منتقدةً: «كانت أسباب خوض الحرب التي قدمتها الحكومة الألمانية، مثل الدفاع عن أمن ألمانيا وحماية حقوق المرأة، مجرد ذرائع لتبرير المشاركة في حرب الناتو لدوافع جيوسياسية. وضحى 59 جنديًا من الجيش الألماني قتلوا في أفغانستان بحياتهم من أجل مغامرة حربية لا معنى لها». وأضافت «لا يمكن أن يكون لديك فشل كامل أكثر».

وبدوره يعتقد روديجر لوكاسين، المتحدث باسم السياسة الدفاعية لحزب البديل اليميني الشعبوي لألمانيا، أن المهمة التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان كانت فاشلة تمامًا: «البلد غير مستقر، وليس آمنًا، وليس حاله أفضل بكثير من ناحية التنمية الاقتصادية أيضاً، لم تنجح بالتأكيد أهداف الحكومة الألمانية الإضافية السخيفة، مثل إرساء الديمقراطية على طول الخطوط الغربية. وحتى الهدف الأدنى المتمثل في عدم كون أفغانستان ملاذًا آمنًا للجماعات الإرهابية لم يعد مضمونًا. لا يمكنك الحصول على فشل كامل أكثر من هذا».

ويوصي لوكاسين، والذي كان أيضاً جندياً سابقاً بالجيش الألماني، بتجنب «ما يسمى ببعثات السلام» في المستقبل. وقال إن بناء الدولة مهمة دامت عقوداً: «الديمقراطيات الغربية لا تملك القوة الباقية لتحمل مخاطر الاشتباك العسكري لأجيال».

أما بيجان جير سراي، المتحدث باسم السياسة الخارجية للحزب الليبرالي، فيفضل عدم الحديث عن النجاح أو الفشل. ويعتقد أنه «من جهة، تم التصدي بنجاح لتنظيم القاعدة الارهابي»، على حد زعمه، وأنّه «من ناحية أخرى، ربما تكون الآفاق قد تحسنت بالنسبة للشعب الأفغاني خلال هذه المهمة التي استمرت 20 عامًا» على حد تعبيره، ولكن «وضع هياكل دولة مستدامة في مكانها قد وضع الدول الأعضاء في الناتو أمام تحديات كبيرة لا تزال دون حل».

وأضاف داعياً إلى مراجعة شاملة للسنوات العشرين الماضية: «تناول الناس مسألة بناء الدولة بسذاجة شديدة وأساؤوا بالتأكيد تقدير حركة طالبان، التي حظيت بدعم أكبر من أي وقت مضى بين أجزاء معينة من سكان الريف. أعتقد أن الدروس المستفادة ستكون ذات صلة خاصة بمهمتنا في مالي».

معلومات إضافية

المصدر:
«دويتشه فيلليه» الألمانية