فاوتشي يتنصّل من مسؤوليته عن المشاركة بالفشل الأمريكي في مكافحة كورونا

وقال فاوتشي للصحيفة «في عدد من المرات وعندما كنت أقدم بياناً فيه وجهة نظر متشائمة للاتجاه الذي نسير فيه، كان الرئيس يتصل بي ويقول (مرحباً، لماذا لست أكثر إيجابية؟ عليك أن تتخذ موقفاً إيجابياً. لماذا أنت سلبي جداً؟ كن أكثر إيجابية)». كما تحدث فاوتشي للصحيفة عمّا قال إنها «تهديدات» تلقاها، مشيراً إلى أنّ «المضايقة التي تعرضت لها عائلتي وخاصة زوجتي وأطفالي هو أكثر من أزعجني. كانوا يعرفون أين يعمل أطفالي وأين يعيشون... حتى أن التهديدات كانت تصل مباشرة إلى هواتفهم ومنازلهم»، ووجه فاوتشي اتهامه عن ذلك إلى «أشخاص يعتقدون أنّ تقييمه للجائحة تضرّ باحتمالات إعادة انتخاب ترامب». كما ذكر فاوتشي قصة غريبة عن تلقيه في عهد ترامب «رسالة عبر البريد، فتحتها فتناثر منها مسحوق على وجهي وصدري»، ليتبين فيما بعد أنه مسحوق «غير مؤذٍ».

ومنذ وقت باكر من جائحة كورونا في الولايات المتحدة، اشتهر اسم فاوتشي بشكل أكبر على مستوى العالم، ولا سيما بعد اعترافه في الكونغرس، بتاريخ 13 آذار 2020، بالقول «إن نظامنا فاشل»، وذلك نيابةً عن النظام الصحي الأمريكي عامةً – وليس تحت إدارة محددة.

ومن المعروف أنّ فاوتشي، إلى جانب مناصبه الرسمية، هو أيضاً موظّف لدى بيل غيتس كعضو مجلس إدارة في أضخم حملة كونية للقاحات في العالَم (وهي «خطة عمل اللقاح العالَمي» GVAP). وسبق لصحيفة «واشنطن بوست» في 6 نيسان 2020 أن نشرت انتقادات لنموذج التنبّؤ الرياضي الذي تبنّاه البيت الأبيض آنذاك في عهد ترامب كنموذج وحيد، لأنه الأكثر تفاؤلاً والأقل كلفة. وهو نموذج صمّمه وأطلقه «معهد المقاييس الصحية والتقييم» IHME في 23 آذار 2020 والمعروف أنه مُموَّل من مؤسسة «بيل وميليندا غيتس»، رغم وجود عشرات النماذج التنبّؤية الأخرى الأكثر واقعية آنذاك، حيث كتبت الصحيفة في حينه: «بتمويل من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، يعتنق نموذج IHME مقاربةً إحصائية مختلفة كلّياً، باتخاذ مَيل منحني الوفيات من الصين ثم إلباسه على بيانات وفيات المدن والمقاطعات الأمريكية للتنبّؤ بما هو قادم».

هذا وتأتي اتهامات فاوتشي الجديدة، في وقت يجري فيه الدفع قدماً بملف مساءلة ومحاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب، ومساعي الإدارة الأمريكية الجديدة بزعامة بايدن لتقديم صورة مختلفة عن تعاملها مع الجائحة.