الغارديان: الحكومة البريطانية تدفع باتجاه «اصطفاء طبيعي»!

الغارديان: الحكومة البريطانية تدفع باتجاه «اصطفاء طبيعي»!

سيستمر وباء فيروس كورونا المستجد حتى الربيع القادم في بريطانيا، وقد يؤدي إلى وضع 7.9 مليون شخص في المستشفيات، هذا ما أوضحه موجز سري صادر عن الصحة العامة إلى مركز خدمات الصحة الوطنية البريطاني، وفقاً لما نشرته صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ويشير الموجز بحسب الصحيفة إلى اعتراف الأطباء ضمنه لأول مرة بأنهم يتوقعون استمرار انتشار الوباء في البلاد لـ12 شهراً إضافياً، ويعتقدون بأنّ نحو 80% من البريطانيين سيصابون بالفيروس، حيث يذكر في الورقة التي اطّلعت عليها الغارديان: «من المتوقع أن يصاب 80% من السكان بـ كوفيد-19 في الأشهر الـ12 المقبلة، وقد يستدعي ما يصل إلى 15% « 7.9 مليون شخص» دخول المستشفى».

ويبيّن الموجز ما يدور في الأروقة الحكومية حيال خطر العدوى وتأثيراتها على الصحة العامة والموظفين والعاملين في المراكز الحساسة كخدمات الصحة الوطنية، والشرطة، والإطفاء، والمواصلات.

وبالإضافة إلى ما سبق، تنصّ الوثيقة على ما يلي: - لا يمكن أن تتعامل مراكز الخدمة الصحية مع الكمّ الهائل من الأشخاص الذي يعانون من الأعراض ويحتاجون لإجراء الفحوصات لأن المختبرات «تقع الآن تحت ضغطٍ كبير». من الآن فصاعداً، سيتم فحص المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة والذين هم في المتسشفيات أو بدور الرعاية أو السجون في مناطق الوباء المعروفة. تخضع خدمات الاختبار لضغوط كبيرة لدرجة أنه حتى موظفي خدمة الصحة الوطنية لن يتم مسحهم، على الرغم من دورهم الرئيسي ومخاطر نقل الفيروس إلى مرضاهم.

وفي مقالٍ آخر في «الغارديان» أيضاً، ذكرت الصحيفة بأن خبراء الصحة العامة ومئات من الأطباء والعلماء في البلاد وخارجها يحثّون الحكومة البريطانية على تغيير استراتيجيتها حول فيروس كورونا المستجد، ويقولون بأن بريطانيا تعطي ظهرها للاستراتيجيات التي أثمرت وخفّضت نسب العدوى والموت بنجاح في دولٍ أًخرى.

وجاء في المقال أن أنطوني كوستيلو، وهو مديرٌ سابق في منظمة الصحة العالمية، قد أرسل بنفسه رسالة إلى كريس ويتي، كبير الأطباء في المملكة المتحدة، يطلب فيها استمرار إجراء الفحوص في المجتمع.

وقد أخبر الصحيفة بأن «المبادئ الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية تنصّ على المراقبة المكثفة... تقوم باختبار السكان بشكل حثيث، وتحدد مكان الحالات، وتبدأ على الفور بإجراءات الحجر الصحي عليهم، وتتبع اتصالاتهم السابقة، وتعزلهم عن المجتمع. هذه هي الركيزة الأساسية للسيطرة على هذا الوضع» هكذا استطاعت كل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ وتايوان تقليص تعداد الحالات المصابة عندهم، لذا «يمكنك حقاً إخراج الناس المصابين من المجتمع والتأكد من أنهم معزولون. هذا أمرٌ هام للغاية – قبل أن نصل إلى حالة من الاصطفاء الاجتماعي!».

لكن على الرغم من كل ذلك، تقوم الحكومة البريطانية بإيقاف الفحوصات خارج المستشفيات، وعقّب على ذلك كوستيلو بقوله «بالنسبة لي ولموظفي منظمة الصحة العالمية الذين تحدثت إليهم، فإن هذه سياسة خاطئة تماماً. ولا تدفعنا إلا نحو التمزّق»...

 

مصدر1
مصدر 2