بلاغ عن اجتماع هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية
عقدت هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية اجتماعها الدوري بدمشق بتاريخ 5/9/2015، وناقشت فيه آخر التطورات على المستويات الدولية والإقليمية، واستعرضت أحدث الجهود المبذولة لإحياء مسار الحل السياسي للأزمة السورية، والعراقيل مختلفة الأشكال ولمصادر البارزة أمام تلك الجهود.
رأت هيئة الرئاسة أن الاتجاهات العامة في المشهد الدولي، في ظل تفاقم الأزمة الرأسمالية العالمية، بما فيها اهتزازات البورصات واستمرار تسعير حرب النفط، وفي ظل التحولات في ميزان القوى الدولي والإقليمي، لا تزال تسير في عكس مصلحة واشنطن، المتراجعة على الصعد الاقتصادية والسياسية والعسكرية كافة، وأن مجمل المحاولات الهجومية التي تشنها واشنطن في هذه المحاور هي دفاعية الطابع ومرحلية، بانتظار استكمال تبلور الحجوم والأوزان الدولية والإقليمية الجديدة، في نهاية المطاف. واستشهدت بهذا الصدد بدلالات العرض العسكري الذي جرى في بكين مؤخراً، بمشاركة روسيا ودول بريكس ومصر، كمؤشر إضافي على التحول الجاري، وكذلك بدلالات ووقائع الحالات المختلفة من الحراك الشعبي المطلبي وعودة الجماهير للشارع في العراق ولبنان، وحتى في بعض المدن والمناطق السورية.
وتوقفت هيئة الرئاسة عند تفاوت حالات الإنكار لدى بعض اللاعبين الإقليميين تجاه التحولات الجديدة، مثل تركيا والسعودية، ولاسيما ارتباطاً بملف الأزمة السورية والتطورات المتلاحقة باتجاه وضع قطار الحل السياسي لها على سكته مجدداً، عبر تسارع التحضيرات لعقد مؤتمر جنيف3، على أساس تنفيذ بيان جنيف1، وعمل المبعوث الدولي لسورية ستيفان دي ميستورا على تشكيل مجموعات العمل السورية الموكلة عملياً بوضع حدود التوافق والخلاف بين السوريين على قضاياهم الملحة، بهدف تحضير أرضية النقاش في جنيف، والمساهمة في اختصار الوقت أمامه.
وثمنت هيئة رئاسة «الإرادة الشعبية» عالياً، في هذا الإطار، موقف روسيا الثابت وجهودها الحثيثة لتسريع الوصول إلى حل سياسي ناجز وحقيقي وتوافقي فيما بين السوريين لأزمتهم الكارثية،من خلال جملة الطروحات والاجتماعات والزيارات التي تقدمها وتجريها الدبلوماسية الروسية مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية والسورية المعنية بالأزمة السورية، بما فيها الاجتماع الهام الذي جرى يوم الاثنين الماضي بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف مع وفد ممثلي «لجنة نداء موسكو»، بمشاركة أمين الحزب وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، د.قدري جميل، مشددة على أهمية التوافقات بين الجانبين على أن وقف الكارثة الإنسانية العاصفة بسورية يتطلب الإسراع إلى الحل السياسي، عبر جنيف3، وعلى أساس جنيف1، لامحالة، بما يتكامل مع توفير الشروط الضرورية لقيام مكافحة جدية للإرهاب تستند إلى وجود التنسيق المطلوب سورياً وإقليمياً ودولياً لتحقيق هذه المهمة، ومواجهة هذا الخطر العالمي.
كما توقفت هيئة الرئاسة عند تعاظم التغطية الإعلامية الدولية والإقليمية لمسألة هجرة السوريين، وعند محاولات بعض القوى الأوربية تحويلها إلى ورقة سياسية للدخول على مسار حل الأزمة، مشددة على أن الحل الفعلي لهذه الظاهرة، يتمثل هو الآخر في إطلاق الحل السياسي، وبدء إعطائه لأولى ثماره، بمعنى فتح أفق التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والعميق والشامل، سياسياً واقتصادياً اجتماعياً.
وأدانت هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية التفجيرات الإجرامية الجبانة التي استهدفت محافظة السويداء مساء أمس، بما فيها محيط المشفى الوطني بالمدينة، ما تسبب بسقوط أعداد جديدة من الضحايا من صفوف المواطنين السوريين، ضمن محاولة مشبوهة لإشعال فتيل الاضطراب وإحداث الفتنة في داخل المحافظة ومحيطها.
وأعربت عن ثقتها بقدرة أبناء جبل العرب وأحفاد سلطان باشا الأطرش على ممارسة أعلى درجات ضبط النفس، ووأد الفتنة، وتفويت الفرصة على أعداء سورية في الخارج والداخل، واحتواء المحاولات المحمومة لفتح بؤرة توتر جديدة في البلاد تبعد الحل السياسي، بما يعني تهديد سورية برمتها، أكثر فأكثر.
كما ناقشت هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية جمل من القضايا التنظيمية والنقابية والإعلامية المدرجة على جدول أعمال اجتماعها.
دمشق 5/9/2015
هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية