لافروف: توجيه ضربة إلى سورية سيؤجل "جنيف 2".. وسيقوض الجهود الرامية لعقده

لافروف: توجيه ضربة إلى سورية سيؤجل "جنيف 2".. وسيقوض الجهود الرامية لعقده

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن توجيه ضربة عسكرية إلى سورية سيؤجل عقد مؤتمر "جنيف 2" الدولي إلى وقت بعيد أو سيقوض الجهود الرامية إلى تنظيم هذا المؤتمر تماما.

وشكك لافروف في أن المعارضة السورية بعد توجيه الضربة إلى سورية ستصبح أكثر قابلية للمشاركة في المؤتمر الدولي. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته من جنوب إفريقيا مايته نكوانا-ماشابانه في موسكو يوم الاثنين 2 سبتمبر/أيلول إن أجندة قمة مجموعة العشرين في بطرسبورغ لا تتضمن قضية الأزمة السورية، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى أن أي زعيم يستطيع طرح أية مسألة وأن موسكو مستعدة لمناقشة الأزمة السورية في إطار هذه القمة.
وأكد لافروف أن موسكو متمسكة بالاتفاقات التي توصلت إليها قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية بشأن سورية. وأعاد الوزير الروسي إلى الأذهان أن زعماء الدول الثماني الكبرى أكدوا في قمتهم الأخيرة أن استخدام السلاح الكيميائي في سورية من قبل أية جهة أمر غير مقبول ويجب التحقيق في كافة الأنباء حول استخدامه دون أي انحياز وتقديم نتائج التحقيق إلى مجلس الأمن الدولي.
ودعا لافروف جميع الأطراف، التي وقعت على هذا الاتفاق، إلى احترامه والالتزام به، مؤكدا أن موسكو على قناعة بعدم وجود بديل للتسوية السياسية. وقال إن واشنطن على الرغم من تصريحات الإدارة الأمريكية الأخيرة لم تتخل عن ضرورة عقد مؤتمر "جنيف 2".
وأكد الوزير الروسي أن التسوية السياسية في هذه الأزمة ستتغلب بشكل أو بآخر، مشيرا إلى أن أية مماطلة في ذلك تؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن أية محاولات رامية إلى شرعنة مخالفات القانون الدولي ستؤدي إلى الفوضى وانهيار الشرعية الدولية. وقال لافروف: "إن كان هناك من يرى أن إثارة فوضى منظمة ستكون مفيدة أكثر من احترام القانون الدولي وتعزيز مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة فإننا لا يمكن أن نتفق مع ذلك على الإطلاق".
وأكد لافروف أن موسكو ستفعل كل ما بوسعها من أجل الدفاع عن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وصلاحيات مجلس الأمن الدولي.
وأكد الوزير لافروف أن الوضع في سورية وفي الشرق الأوسط عموما يمس مصالح روسيا القومية بشكل مباشر، لأن روسيا تشعر بالانعكاسات السلبية للأممية الإرهابية، بحسب تعبيره. وأوضح لافروف أن مجموعات إرهابية تتسلل إلى دول آسيا الوسطى وروسيا عبر أفغانستان وباكستان. وأشار الوزير الروسي إلى أن لبنان والعراق واليمن وأفغانستان تشهد تصاعد النشاط الإرهابي، داعيا إلى توحيد الجهود في مواجهة الإرهاب وحماية المدنيين. وشدد لافروف على أن أمن المواطنين يمثل مهمة أولوية للأمن القومي.

سياسة الكيل بمكيالين في الشرق الأوسط
وأعلن لافروف أن الغرب يطبق سياسة الكيل بمكيالين في الشرق الأوسط ويسعى إلى إسقاط النظم غير الصديقة له بينما لا يتحدث عن تغيير الأنظمة الاستبدادية الحليفة له.
وقال لافروف في كلمة ألقاها يوم الاثنين 2 سبتمبر/أيلول أمام طلاب معهد العلاقات الدولية في موسكو إن موسكو تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها والحيلولة دون التحريض على استخدام القوة لتغيير الأنظمة. ودعا لافروف إلى المساعدة على الحوار الوطني وإقناع الأنظمة بإطلاق عمليات المصالحة وضمان وحدة الأراضي.
وأكد الوزير الروسي أن قوى غربية تحاول الاحتفاظ بميزان القوى القديم وتعارض إقامة عالم متعدد الأقطاب أكثر عدالة.

لافروف: لا يجب تقسيم الإرهابيين إلى "أخيار" و"أشرار"
وقال لافروف إن قوات الناتو في ليبيا شاركت في النزاع الداخلي إلى جانب طرف واحد، مشيرا إلى أن زعزعة الوضع الأمني في هذا البلد أدى إلى تدفق الأسلحة إلى دول أخرى. وأكد الوزير الروسي أن الأسلحة التي هربت من ليبيا، وفقا لتقييمات الأمم المتحدة، استخدمت في اشتباكات في 12 بلدا، مضيفا أن الفرنسيين في مالي واجهوا مقاتلين مزودين بأسلحة ليبية. وشدد لافروف في هذا السياق على ضرورة التخلي عن تقسيم الإرهابيين إلى "أخيار" و"أشرار"، لأن هذه السياسة غير بعيدة النظر وغير عقلانية على الإطلاق.

لافروف: معطيات واشنطن حول "الكيميائي" غير مقنعة
وقال لافروف إن المعطيات التي قدمها لروسيا الجانب الأمريكي لا تحتوي على أية معلومات محددة وخرائط جغرافية وأسماء، مشيرا إلى وجود تناقضات كثيرة في هذه المعطيات. وأكد الوزير الروسي: "هناك شكوك كثيرة، ولا توجد وقائع. وذلك أمر غير مقنع بالنسبة لنا".
وأشار لافروف إلى أن الغرب يدعي بأن لديه بالفعل أدلة تشير إلى استخدام السلاح الكيميائي في سورية، إلا أنها سرية ولا يمكن الكشف عنها، مشددا على أنه لا يمكن استخدام ذريعة السرية عندما يدور الحديث عن الحرب والسلام. لافروف: توجيه ضربة إلى سورية لن يشجع المعارضة على المشاركة في "جنيف 2" وشكك وزير الخارجية الروسي في أن توجيه ضربة إلى سورية سيشجع المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر "جنيف 2".
وقال لافروف: "بالطبع نحن نأسف لعدم قدرة شركائنا الأمريكيين على إقناع المعارضة السورية حتى الآن بقبول مبادرة موسكو وواشنطن المشتركة. لا أعتقد أن المعارضة ستبدي قابلية أكثر للتفاوض في حال تنفيذ التهديد باستخدام القوة ضد سورية لمعاقبة دمشق، على حد فهمي، للاشتباه في تورطها في استخدام السلاح الكيميائي".
وأكد الوزير الروسي على ضرورة التحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي وتحديد الجهة المسؤولة عن ذلك، مضيفا أن الخبراء الأمميين يجب أن يقدموا كل المعلومات والأدلة بهذا الشأن إلى مجلس الأمن الدولي.
لافروف: المعارضة السورية تطلب التدخل لأنها ضعيفة
وقال لافروف إن المعارضة السورية تطلب تدخلا خارجيا لأنه تفتقد إلى القدرة، مشيرا إلى أن المعارضة السورية تتأثر بمواقف دول بالمنطقة لا تسعى إلى عقد أي مؤتمر وتراهن على الحل العسكري للأزمة السورية. من جهة أخرى أشار الوزير الروسي إلى أن النظام السوري ارتكب أخطاء كثيرة وكان يمكن ويجب بدء الحوار، مؤكدا أن موسكو أقنعت الأسد بدعم مبادرة الجامعة العربية وخطة كوفي عنان، وكذلك إرسال وفد إلى "جنيف 2" دون شروط مسبقة، بينما لا يوجد هناك حتى الآن ما يدل على وجود إشارات مشابهة من جانب المعارضة السورية.
وقال سيرغي لافروف إن روسيا تسعى إلى تحديد موعد عقد مؤتمر دولي خاص بإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن سورية كانت إحدى الدول التي بادرت إلى عقد هذا المؤتمر. وأكد الوزير الروسي أن موقف واشنطن عرقل تحديد موعد عقد هذا المؤتمر، مضيفا أن تأجيل المؤتمر بحجة صعوبة مهمة تنظيمه غير صحيح ويعني التنازل عن القرارات المتخذة بهذا الشأن.

لافروف: روسيا والصين تتمسكان بضرورة الحلول التفاوضية
وقال لافروف إن روسيا والصين تتمسكان بضرورة إيجاد حلول سياسية من خلال المفاوضات للأزمة السورية والقضية النووية الإيرانية وكذلك الملف النووي الكوري الشمالي. وأشاد وزير الخارجية الروسي بتطوير العلاقات الروسية الصينية، مؤكدا أن علاقات التعاون الاستراتيجي والشراكة المتكاملة تشهد أطول وأفضل مرحلة في تاريخها. وأكد لافروف أن موسكو وبكين تعارضان محاولات بعض القوى للعودة إلى لغة الإملاءات ورفض المفاوضات..