جميل: من الأولى لمن يريد وضع شروط مسبقة ألا يشارك في «جنيف» أصلاً..!
قدري جميل

جميل: من الأولى لمن يريد وضع شروط مسبقة ألا يشارك في «جنيف» أصلاً..!

 أكد د.قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، رئيس منصة موسكو للمفاوضات السورية- السورية في جنيف، أن المماطلة في المحادثات تصب في مصلحة تلك القوى التي تريد حلاً عسكرياً للوضع في سورية، مضيفاً أن الأمريكيين مهتمين بإطالة أمد الأزمة ولكن لم يعد أمامهم مخرج آخر الآن، وأنه على من يريد فرض شروط مسبقة في مفاوضات جنيف ألا يشارك فيها أساساً

 

تصريحات جميل نقلتها صحيفة «أزفستيا» الروسية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 16 آب 2016 في سياق مقالة نشرتها تحت عنوان «وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون لا يسمحان لأوباما بالإقدام على تسوية في سورية.. مراكز القوة في الولايات المتحدة مهتمة بمجابهة عسكرية طويلة في الشرق الأوسط».

وقال جميل: «إن المماطلة في المحادثات تصب في مصلحة تلك القوى التي تريد حلاً عسكرياً للوضع، ولقد كان الأمريكيون مهتمون بإطالة أمد الأزمة ولكن لم يعد أمامهم مخرج آخر الآن، إذ أن نتائج الأزمة باتت تمس المنطقة كلها وأوربا بأسرها، ويتوجب وضع نهاية لذلك». وأضاف أن «المحادثات أصبحت ضرورية اليوم أكثر مما في السابق، وكان يجب أن تبدأ البارحة، ومع ذلك من الأفضل أن تصل متأخراً من ألا تصل أبداً. يقول دي ميستورا إن المحادثات ستستأنف في نهاية آب ونحن بانتظار الدعوة، وإذا لم تستأنف المحادثات في هذا الموعد فسيجري تأجيلها إلى الشهر القادم ولكنها ستجري في الأحوال كلها لأنه ليس هناك مخرج  آخر».

وأوضح جميل، في التصريحات التي نقلتها عن الصحيفة الروسية وكالة «سانا» أيضاً، أن «وفد منصة موسكو للمعارضة السورية يصر على ضرورة إجراء محادثات مباشرة مع الوفد الحكومي، وتشكيل وفد واحد للمعارضة».

وقال أيضاً أنه «يتعين على الأطراف جميعها التقيد بالقواعد المصاغة سابقاً: فالمفاوضات يجب أن تجري دون شروط مسبقة، ويجب على الهيئة العليا للمفاوضات بصورة خاصة، أن تشارك في العملية دون شروط مسبقة، أو ألا تشارك فيها أصلاً. كما لا ينبغي على المشاركين في المحادثات الانطلاق من الوضع الميداني الناشئ في أرض المعركة».

وأشار جميل إلى أن «بعض «المعارضين المعتدلين» كانوا يظنون أن مواقعهم ستتغير نحو الأفضل بعد معارك حلب، ولكن حتى إذا تغير وضعهم فلن يكون ذلك لمصلحتهم، ولقد كنا على قناعة منذ عام ٢٠١١ أنه وانطلاقاً من تناسب القوى لن يكون بمقدور أحد أن ينتصر نهائياً، وبغض النظر عن أنه يمكن لقوى معينة أن تحصل على أفضليات مؤقتة، إلا أنه لا يمكن حل المسالة السورية حلاً عسكرياً لأنه ليس هناك أحد قادر على ذلك. ويمكن إحراز نجاح في بعض المناطق، إلا أن ذلك لن يكون حاسماً بالنسبة للنجاح على العموم».

 بدورها رأت صحيفة أزفستيا في مقالتها أن المماطلة في المحادثات السورية- السورية تجري لأجل غير مسمى بسبب موقف واشنطن. فبالرغم من تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري حول ضرورة استئناف الحوار بصدد التسوية السياسية في سورية، وكذلك رغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإغلاق المسألة السورية قبل انتهاء فترته الرئاسية (حيث سيعرف اسم الرئيس الجديد للولايات المتحدة في الثامن من تشرين الثاني) إلا أن البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية لا تريدان إنهاء المجابهة العسكرية في سورية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في الأوساط السياسة الخارجية الروسية إشارته إلى أن أوباما يسرع لإغلاق قضية أخرى خلقها هو نفسه، فلقد حاز على جائزة نوبل للسلام وينبغي عليه الآن أن يبررها، خاصة وأنه يدرك أنه «سيدخل التاريخ» بوصفه رئيساً دمر بلداً بكامله (ليبيا)، وعمل على احتدام الوضع في أوكرانيا، وأغرق الشرق الاوسط (وبصورة خاصة سورية) بالإرهابيين، ونتيجة لذلك أغرق أوربا باللاجئين.

ومع ذلك، أكدت الصحيفة، فإن مراكز القوة في الولايات المتحدة تتمسك ببرنامج أعمال القوة، إذ أن وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون مهتمتان بنزاع عسكري طويل الأمد في الشرق الاوسط. وبسبب الخلافات في الصفوف العليا بالذات تتصف  السياسة الأمريكية بهذا القدر من الهلامية .

وتخلق القوى الخارجية مشكلة أخرى للبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بتنسيق المواقف مع روسيا بشأن التسوية السياسية في سورية. وكما قال المصدر المذكور تمكنت روسيا والولايات المتحدة من تقريب المواقف حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد ولكن حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط يواصلون شغل موقف غير بناء في هذه المسألة، ولذلك يضطر المسؤولون الأمريكيون رفيعو المستوى لإصدار تصريحات علنية تطالب برحيل الأسد فوراً كي لا يفقدوا «الأصدقاء» في المنطقة .

وحول الخلافات بين المؤسسات الأمريكية وتسببها بهذا التردد الكبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، نقلت الصحيفة عن رئيس مركز العلاقات الروسية الأمريكية في معهد الولايات المتحدة وكندا بافل بودليسني قوله: إن الخلافات بين شتى المؤسسات الأمريكية موجودة على الدوام طيلة فترة الحملة السورية، وكان أوباما يرغب في إنهاء الأزمة السورية مع نهاية فترته الرئاسية ولكن تصريحاته لا تسير في خط واحد على الدوام. وإن الشخص الوحيد في الولايات المتحدة الذي يعمل بصورة ثابتة هو وزير الخارجية جون كيري ولكن لديه الكثيرين من المناوئين بمن فيهم من يعمل إلى جانبه ومنهم فيكتوريا نولاند على سبيل المثال. كما أن هناك أمزجة متباينة في الأوساط العسكرية الأمريكية.

 ودعت موسكو مراراً إلى استئناف مفاوضات جنيف، مشددة على أهمية تفعيل العملية دون ربطها بوضع عملياتي محدد. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ١٢ تموز دي ميستورا بالتقاعس في أداء التزاماته.

آخر تعديل على الأربعاء, 17 آب/أغسطس 2016 15:07