من لا يريد تنفيذ القرارات الدولية سيخرج من مسار الحل

من لا يريد تنفيذ القرارات الدولية سيخرج من مسار الحل

التقت إذاعة سوريانا اليوم الثلاثاء 19/4 مع الرفيق قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية وممثل منصة موسكو للمعارضة السورية لتسأله عن آخر المستجدات في محادثات جنيف3

الكارثة أكبر من كل الأحزاب

بدأ اللقاء بسؤال عن آفاق جنيف في ظل عمليات التصعيد والعرقلة الجارية وخاصة تصرفات وفد الرياض وتصريحاته، وعن ذلك أجاب د. جميل: «أريد من الذين يقولون أن الأمور تتعرقل، وأن هذا المسار يتعرقل أن يقترحوا مساراً آخراً. المسار الآخر هو العودة إلى القتال، أي إلى نقطة الصفر، وصولاً إلى 500 ألف ضحية مثلاً، ومن ثم العودة ثانية إلى جنيف؟ هل هذا المسار البديل؟» وأضاف: «كل من يملك عقلاً في رأسه يعرف أن هذه فرصة تاريخية توفرت لنا بسبب وضع محدد من التوافق الدولي، وأعتقد أنه ينبغي أن يكون لدى السوريين ما يكفي من الحكمة للاستفادة من هذا الظرف لإيقاف النزيف وإيقاف الكارثة وإيقاف التخريب والهدم الجاري في البلاد. الكارثة في سورية أكبر من كل الأحزاب والقوى السياسية والبرامج المطروحة، والسياسي الذي يمتلك ضميراً عليه اليوم أن يفكر أولاً لا في مصير ومستقبل قوته السياسية بل في مصير ومستقبل سورية والشعب السوري الذي غدا نصفه خارج بيوته، وعليه أن يفكر في ضحايا الأزمة السورية من قتلى وجرحى ومعاقين وأمهات ثكلى وأطفال يتامى، هؤلاء بالملايين. أي أن الأزمة السورية وصلت إلى حد أصبح معه من غير الأخلاقي إيقاف التوافق من أجل خلافات على برامج سياسية لا نعلم مدى حظوظها في التطبيق، هذا إن تمكن أصحابها من تطبيقها».

المرحلة الانتقالية

وعن معنى المرحلة الانتقالية، قال جميل: «المرحلة الانتقالية تعني أن على الكل أن يضب سلاحه، وأن يجلس إلى طاولة المفاوضات ويشترك في تضميد الجراح. وتعني أن على الجميع أن يتفق على الذهاب إلى الحوار والنقاش لبناء سورية القادمة التي يعبر فيها الشعب السوري بحرية وشفافية وديمقراطية وبضمانات كافية عن إرادته».

عن الاتصالات مع وفد الرياض

وفيما إذا كانت هنالك اتصالات مع وفد منصة الرياض، أوضح جميل: «بيننا كوفدين لا يوجد اتصال، ولكن دائماً هناك اتصالات ذات طابع فردي مع أصدقاء لنا موجودين في الوفد الآخر. مع الأسف قمنا بإرسال رسالة باسم وفدنا المرة الماضية إلى قيادة وفد الرياض من أجل فتح خط مباشر غير رسمي لتحضير الأجواء للقاءات مباشرة، لم يردوا علينا حتى اللحظة ولم يتعاملوا بجدية مع الموضوع، بمعنى آخر ما يزالون مصابين بأمراض الحزب القائد التي ورثوها عن النظام». وأضاف: «وهم لذلك يخافون من الحديث معنا، لأنهم إن فعلوا ذلك فهم يعتبرون أنهم اعترفوا بنا رسمياً، وإذا اعترفوا بنا فذلك يعني بنظرهم أنه قد انخفض مستوى الاعتراف بهم. وأنا أعتقد أنّ الاعتراف بأي جهة أو قوة لا يتم على أساس أوراق اعتماد دولية، وإنما يهمنا نحن بالدرجة الأولى، ويجب أن يهمهم أيضاً، اعتراف الشعب السوري». كما وضّح جميل تفسيره لسلوك وفد الرياض خلال اليومين الأخيرين: «هنالك قوى إقليمية لا يروق لها الحل السياسي وتستخدم وفد منصة الرياض للتصعيد، أقصد السعودية وتركيا بالدرجة الأولى، وهؤلاء أعطوا أوامرهم بالانسحاب، ولكن حدثت ضغوطات معاكسة فلم ينسحبوا وإنما يعتصمون الآن في فندقهم. والآن نحن نشهد اعتصام وفد الرياض في الفندق المجاور لنا، وقد قرر هذا الوفد أن يقوم بالاجتماعات مع الأمم المتحدة ليس في مقرها بل في الفندق. دي مستورا سيقيّم العملية الجارية حتى نهار الجمعة، ومن ثم يقرر ما الخطوة التالية، الجولة نظرياً ستنتهي في 27 من الشهر الجاري، وأنا أقول منذ الآن أن الذي يستنكف عن الاستمرار تحت أي حجة كانت «ذنبه على جنبه» لأن القرارات الدولية وخاصة 2254 ملزمة للجميع، ومن لا يريد تنفيذها تحت أي ذريعة سيخرج خارج المسار السياسي طائعاً مختاراً وهو من سيتحمل مسؤولية ذلك».

وفدنا استكمل

وفي سؤال عن هيثم مناع وغيابه عن المشهد، قال جميل: «يمكنك أن تسأل عنه منصة القاهرة، ليس لدي تفاصيل، هو استنكف لأن الأكراد لم تتم دعوتهم وبقي مستنكفاً، والقاهرة قرروا الحضور وهو لديه علاقة خاصة بوفد القاهرة وهذا الوفد موجود هنا كاملاً، وفدنا استكمل، وتركنا مكاناً رمزياً للأكراد مع أنهم يستحقون أكثر وسيأخذون أكثر».

«هذا السؤال يوجّه للجعفري»

«يسلم تمّك» بدأ بها إجابته عن سؤال المحاور بماذا لا يقوم وفد الديمقراطيين العلمانيين بدعوة الوفد الحكومي إلى لقاء مباشر علّ ذلك يحدث اختراقاً في المحادثات، وأضاف: «نحن طلبنا لقاء مباشراً وبعثنا منذ نهاية الجولة الماضية رسالة إلى السيد الجعفري تشابه الرسالة التي بعثناها إلى وفد الرياض، وطلبنا لقاءً مباشراً غير رسمي تحضيراً للقاء مباشر رسمي، وإلى الآن لم يجبنا وفد الحكومة، ولذلك نحن مستغربون ومندهشون من هذا السلوك الذي يشابه سلوك وفد الرياض، بعدم التجاوب مع جزء مكون أساسي من المعارضة السورية الوطنية، ولذلك هذا السؤال ينبغي توجيهه للسيد بشار الجعفري»

آخر تعديل على الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2016 12:05