لافروف يؤكد استكمال العناصر الأساسية للتسوية في قره باغ

لافروف يؤكد استكمال العناصر الأساسية للتسوية في قره باغ

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الوضع بإقليم قره باغ، ورغم التهدئة التي تم التوصل إليها، يتطلب إيجاد حل سياسي سريع، مضيفا أنه تم حتى الآن استكمال العناصر الأساسية للتسوية.

 

وفي مؤتمر صحفي مشترك لوزراء خارجية روسيا وأذربيجان وإيران في أعقاب محادثات ثلاثية في العاصمة الأذربيجانية باكو قال لافروف: "أعربنا عن ارتياحنا للتوصل إلى التهدئة، نعول على الأطراف المعنية في تطبيقها، مع الأخذ بعين الاعتبار الاتفاقات المعروفة التي جرى تبنيها في التسعينات من القرن الماضي".

 

وأضاف أن الوضع في المنطقة التي تجددت الاشتباكات فيها بين الجيش الأذربيجاني وقوات قره باغ في الـ2 من أبريل/نيسان الجاري، يتطلب من الأطراف المنخرطة في التسوية مراجعة كافة الاتفاقات السابقة بهذا الصدد، وتنسيق إجراءات جديدة لبناء الثقة على خط التماس يين طرفي النزاع.

 

وتابع يقول: "إلا أن تعزيز الثقة في منطقة النزاع لا يعني على الإطلاق أنه يمكننا التراخي وتجاهل ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للنزاع قره باغ".

 

وأكد أن كافة مسودات الاتفاقات الجديدة تقريبا، والمتعلقة بالتسوية حول قره باغ "أصبحت على الطاولة". وختم بالقول: "يتابع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن كثب تطورات هذه القضية، فيما نحن مستمرون في عقد اللقاءات الدورية على مستوى الوزراء. أؤكد في هذه المناسبة، أن كافة العناصر والاتفاقات /الرئيسية الضرورية للتسوية/ باتت تقريبا على الطاولة". وأوضح الوزير الروسي، أن المشكلة لا تمكن في ترتيب العناصر الأساسية في إطار الاتفاقات، بل في إيجاد صيغ معينة لإدراج هذه العناصر.

 

واستطرد الوزير الروسي قائلا: "نحن معنيون بتسوية هذا النزاع في أقرب وقت ممكن، فيما هو من الأهمية بمكان، اتخاذ الإجراءات اللازمة بما يحول دون اندلاع العنف مجددا" في قره باغ. 

 

وأكد أن لقاءه المرتقب بنظيره الأرمني في يريفان الجمعة المقبل، سيكون مكرسا لسبل تسوية أزمة قره باغ.

 

وزير الخارجية الأذربيجاني المار ماميدياروف من جهته، دعا إلى سحب قوات الجانبين إلى ما وراء خطوط التماس. وأضاف: "يجب علينا أن نجد مخرجا من هذا النزاع في أقرب وقت ممكن وتحقيق الانفراج، لأن كل يوم من المماطلة في التسوية، قد يفضي إلى وقوع الضحايا".

 

أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، فأعرب عن ثقته بأن التعاون الثلاثي بين إيران وروسيا وأذربيجان يخدم مصالح الدول الثلاث والمنطقة برمتها، ويسهم في تعزيز الاستقرار والأمن وضمان الرفاهية لمواطني الدول الثلاث.

 

وذكر ظريف أن الوزراء الثلاثة اتفقوا خلال لقائهما على تعزيز التعاون بين هيئات الاستخبارات في بلدانهم، وتكثيف التنسيق بين مختلف الوزارات المعنية.

 

كما كشف الوزير الإيراني عن أن الدول الثلاث تحضر للقاء قمة يجمع قادة إيران وروسيا وأذربيجان، من المقرر انعقادها في باكو عاصمة أذربيجان.

 

وأكد بيان صدر في ختام الاجتماع الوزاري، أن لافروف وظريف وماميدياروف، اتفقوا بتكليف من قياداتهم، على إطلاق مشاورات تسبق قمة ثلاثية، تكون الأولى من نوعها بين قادة البلدان الثلاثة.

 

كما أكد البيان أن وزراء الخارجية اتفقوا على الاستمرار بالتعاون في المجال الاقتصادي، بما يستند إلى مبادئ التكافؤ والنفع المتبادل، ومواصلة الجهود لتشكيل فضاء سلام وأمن وصداقة وحسن جوار في منطقة قزوين.

 

الكرملين: الوضع في قره باغ بعيد عن الاستقرار

 

أكد الكرملين أن الوضع في إقليم قره باغ الجبلي لا يزال بعيدا عن الاستقرار.

 

وقال دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي إنه لا يجوز الاكتفاء بما تم إحرازه من تهدئة في قره باغ حتى الآن، وأكد أن لا أحد ينوي التوقف عند ما تحقق حتى الآن، بل السير قدما حتى التسوية التامة هناك.

 

ووصف بيسكوف التطورات التي شهدها الإقليم بـ"الانتكاسة"، مؤكدا أن موسكو ستواصل الإسهام في جهود التسوية السياسية في قره باغ. وذكر بأن الجانب الروسي بذل جهودا كبيرة وسريعة على مختلف المستويات من أجل وقف إطلاق النار هناك.

 

يذكر أن النزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول عائدية إقليم قره باغ الجبلي، كان قد اندلع سنة 1988، وخلص سنة 1991 إلى إعلان الأغلبية الأرمنية بين سكان قره باغ الانفصال بالإقليم عن أذربيجان وقيام حكم ذاتي على أراضيه بإدارتهم.

 

ويعد التصعيد الأخير أخطر انتهاك لوقف إطلاق النار في المنطقة المتنازع عليها، منذ عام 1994 والتوقيع على بروتوكول بيشكيك بين ممثلي برلمانات أذربيجان وأرمينيا وجمهورية قره باغ بوساطة روسية.

 

المصدر: وكالات

آخر تعديل على الخميس, 07 نيسان/أبريل 2016 15:50