جميل: «سكتا الحل في سورية.. مكافحة الإرهاب والحل السياسي التغييري»

جميل: «سكتا الحل في سورية.. مكافحة الإرهاب والحل السياسي التغييري»

 استضاف برنامج بانوراما على قناة روسيا اليوم مساء الجمعة 23/10/2015، د.قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، وأمين حزب الإرادة الشعبية، مع الاستاذ أحمد العسراوي، عضو الكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية، والأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي، بغية استعراض الآراء والمواقف من تطورات المشهدين السياسي والعسكري في سورية، ولاسيما في ضوء اجتماع فيينا الرباعي، واستمرار العمليات الجوية الروسية في الأراضي السورية.

وأكد د.جميل أن«الحراك الروسي ليس فقط عسكري، بل أيضاً سياسي»، موضحاً أن «الحراك السياسي الروسي قد سبق العسكري، وهو مرافق له بشكلٍ موازي عندما بدء، ومستمر بعده، ويأخذ زخماً جديداً. ولذلك، أعتقد أن الفهم المبدئي لحل الأزمة السورية منذ الأساس هو كما القطار الذي له سكتين، الأولى محاربة الإرهاب، والثانية هي الحل السياسي والوصول إلى توافقات بين القوى الوطنية موالاة ومعارضة، حول القواسم الدنيا التي تسمح بمرحلة انتقالية تفضي إلى بناء سورية الجديدة، وهذا ما تكلمنا عنه في «موسكو1» وفي «موسكو2»».

وأضاف أن «البعض لا يريد أن يعترف بذلك، وخاصة الغرب»، مشيراً إلى أن: «الظروف الموضوعية أصبحت متوفرة أكثر، وأنضج من البارحة، لبدء العملية السياسية، لأن العملية السياسية في نهاية المطاف تتطلب ميزان قوى يفرضها. البعض كان يمني نفسه حتى هذه اللحظة بإمكانية الحسم العسكري بالدعم الخارجي لصالح قوى محددة».

وقال: نحن في «جبهة التغيير والتحرير» منذ بدء الأزمة وفي اليوم الأول، كنا نقول أن إمكانية الحسم العسكرية مستحيلة بالنسبة لأي طرف، وهذا ما جعل البعض يستشيط غضباً ضدنا، إن كان في البعض لدى النظام أو في بعض المعارضة، هؤلاء الذين كانوا يبنون الآمال منذ اللحظة الأولى، بناء وقياساً على «الموديلات» السابقة، بأنه يمكن الحسم العسكري.

وأوضح: «نحن فهمنا أنه لا يمكن الحسم العسكري، انطلاقاً من حقيقة بسيطة كان يجب رؤيتها منذ ذلك الحين، وهي التوازن الدولي الجديد الناشئ بعد الفيتو الروسي الصيني الأول. هناك واقع عالمي جديد أثبت نفسه اليوم في العملية العسكرية الروسية. فالولايات المتحدة لم تعد كما السابق، فهي ليست قادرة على كل شيء، بل هي في مرحلة تراجع وهذا التراجع يؤدي إلى نتائج جديدة يجب أن تترجم سياسياً. وفي نهاية المطاف، سنجد الطريق لترجمتها سياسياً، لأن الذي ينكر لا يمكن أن ينكر إلى الأبد هذه الحقائق الجديدة، وهو ليس لديه مخرج آخر.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الأطراف الأخرى بمن فيها السعودية وتركيا تقبل بحل سياسي واقعي يبتعد قليلاً عن معادلة إسقاط الأسد فوراً أجاب جميل: «أعتقد أنهم يناقشون جنس الملائكة الآن. هذا الموضوع في نهاية المطاف هو من اختصاص الشعب السوري، فقط لا غير. الجميع يعرف أنه خلال التاريخ، تجري تدخلات خارجية لفرض حكومات أو فرط حكومات. لكن، حتى الآن كان هذا الموضوع يجري سراً، وتحت الطاولة، ولم يكن يجري علناً، ولم يأخذ شكلاً قانونياً. السؤال: أين خطورة هذا الشكل من التدخل الخارجي في الموضوع السوري اليوم؟ إنها ليست فقط في موضوع الإرهاب ودعمه، بل هناك جانب آخر وخطير جداً، وهو أنه إذا قام المجتمع الدولي أو جزء من المجتمع السوري بفرض صيغة سياسية للحل في سورية، دون مشاركة الشعب السوري في هذا الموضوع، فستكون سابقة أولى خطيرة ستؤسس لعمليات لاحقة من هذا النوع في كل العالم. لذلك، يجب عدم السماح بهذه السابقة. وأنا أقول للذين يصرون على إحداث تغيير سياسي بالقوة في سورية، وبدعم أو بضغط من الخارج: حذار حذار! لأن الكرة من الممكن لها أن ترتد، وأن تستخدم العملية نفسها ضد هؤلاء أنفسهم الذين يستخدمون هذه الأداة اليوم».

جميل الذي شدد على وجوب احترام الشعوب وإرادتها ومصيرها، أضاف أن الحل السياسي في سورية ليس مطلوباً فقط لأن الشعب السوري يستحق أن يقرر مصيره ويستحق أن ينعم بالتغيير الذي يريده، بل الحل السياسي اليوم مطلوب لدحر الإرهاب، فالحل السياسي يعني توحيد القوى الحقيقية للشعب السوري، أينما كانت موجودة، في الموالاة وفي المعارضة، من أجل استنهاضها في الحرب الوطنية الشعبية العظمى ضد الإرهاب. فالإرهاب في سورية لا يمكن دحره بشكل نهائي، لا بالطيران الروسي، ولا بالعمليات العسكرية البحتة، بل يمكن دحره فقط عندما يتوحد الشعب السوري، ويستطيع توجيه كل بنادقه في هذا الاتجاه، هذا هو الشرط الضروري للانتصار. لذلك، نحن مصرون على الحل السياسي لأنه الترياق للانتصار على الإرهاب.

وحول هل ما زالت المعارضة تشتكي من وضع معايير قسرية تضعف تمثيل الشعب في حين تترك للنظام حرية اختيار ممثليه، كما في بيانات «الائتلاف» تزامناً مع لقاءات موسكو، قال جميل: «هل هناك من سأل الشعب السوري من هم ممثلوه؟ جميعهم ممثلون افتراضيون، الكل يقول أنه ممثل الشعب السوري. انطلاقاً من ذلك، وبما أنه لا يوجد وحدة قياس لتأثير أية قوة على الأرض فعلياً، لا يوجد من يمكنه أن يثبت أنه ممثل الشعب السوري، لأنه إلى الآن لا يوجد صندوق اقتراع حقيقي يستطيع أن يعطي نسباً ومستويات التمثيل لكل طرف. وحتى «الائتلاف» لا يستطيع أن يثبت إلا من خلال الأمم المتحدة». وأضاف «ما أستطيع قوله الآن، أن الأطراف الراعية الدولية تجاوزت موضوع التمثيل أحادي الجانب للمعارضة، فهناك اتفاق مبدئي على أن يكون هناك تمثيلاً واسعاً لها».

وفي تعليقه على سؤال حول الرد الإيجابي من الرئيس الأسد على مقترح روسي بمشاركة بعض فصائل المعارضة المسلحة إلى جانب الجيش السوري في مكافحة الإرهاب، قال جميل: «المصدر الروسي الذي تكلم بهذا الموضوع هام جداً، وهو الرئيس بوتين نفسه، الذي قال البارحة في مؤتمر «فالداي»، في رده على أحد الأسئلة، بأنه يريد أن يكشف سراً وهو أنه سأل الرئيس السوري ما رأيه فيما لو كان هناك قوى معارضة سورية مسلحة تريد أن تقاتل «داعش»، فأجاب الرئيس السوري، حسب الرئيس بوتين، أنني أنظر بشكلٍ إيجابي. وأضاف الرئيس بوتين في معرض حديثه أننا نبحث الآن عن هذه القوى». وأضاف جميل: «اليوم هناك عملية خلط كبيرة بين القوى. أعتقد أننا نحتاج قليلاً من الوقت، وليس كثيراً، كي تظهر تلك القوى التي تنادي عليها روسيا منذ بداية العملية الروسية. حيث صرح لافروف في بداية العملية بأن «الجيش الحر» هو ليس منظمة إرهابية، وهو مدعو للمشاركة في العملية السياسية».

وأضاف جميل: «هذه القضية موضوعة اليوم على جدول الأعمال. وأحد العوائق الرئيسية التي كنا نظن أنها موجودة وهي موقف النظام قد ذللت عبر سؤال الرئيس بوتين للرئيس الأسد، واليوم من الممكن للروس أن يلعبوا دوراً بناءً ووسيطاً بين المعارضة المسلحة التي تريد الحوار والحل السياسي والتي تريد أن تقاتل «داعش» فعلاً وتقاتلها، من أجل التنسيق في المعركة السورية الوطنية الكبرى ضد قوى الإرهاب الدولي».

كما شدد جميل في نهاية اللقاء على أن ما نراه الآن هو إحدى نتائج اجتماعي «موسكو1» و«موسكو2». فالحراك السياسي، وتغير موازين القوى العسكرية هو من نتائج هذين الاجتماعين، ولا يمكن لأي أحد إلغائهما.

آخر تعديل على الأحد, 25 تشرين1/أكتوير 2015 11:29