المفوضية الأوروبية تدرس توزيع 160 ألف لاجئ في أراضي الاتحاد

المفوضية الأوروبية تدرس توزيع 160 ألف لاجئ في أراضي الاتحاد

يبحث وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ مقترحا فرنسيا ألمانيا لتوزيع منصف للاجئين في أوروبا، فيما حثت الأمم المتحدة الاتحاد على استقبال 200 ألف لاجئ على الأقل.

وأعلنت المفوضية الأوروبية الجمعة 4 أيلول أن رئيسها جان كلود يونكر سيطرح الأسبوع القادم خطة موسعة لتوزيع عشرات آلاف طالبي اللجوء في دول الاتحاد وفق حصص سيتم تحديدها.

وأوضحت متحدثة باسم المفوضية أن يونكر اقترح توزيع ما يصل إلى 160 ألف لاجئ موجودين في أراضي هنغاريا واليونان وإيطاليا، في إطار حزمة إجراءات يقترحها على البرلمان الأوروبي الأربعاء القام.

وكان المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس دعا الاتحاد الأوروبي إلى استقبال 200 ألف لاجئ سوري على الأقل.

وقال في تصريحات صحفية الجمعة إن ما تواجهه أوروبا اليوم هو أزمة لاجئين لا ظاهرة من ظواهر الهجرة. وأضاف: "أغلبية الناس الذين يصلون إلى اليونان يهربون من مناطق النزاعات مثل سوريا والعراق وأفغانستان إنقاذا لحياتهم".

واعتبر المسؤول الأممي أن أوروبا فشلت في إيجاد مقاربة مشتركة للرد على الأزمة، وهذا ما أدى إلى معاناة الناس، فيما لقي ما يربو على 2600 شخص مصرعهم وهم يحاولون الوصول إلى القارة الأوروبية عبر البحر الأبيض المتوسط، أما أولئك الذين وصلوا إلى السواحل الأوروبية، فواجهوا "الفوضى والإهانات والمخاطر".

وتابع أن "الأشخاص الذين يملكون طلبات لجوء صالحة .. يجب أن يستفيدوا بعد ذلك من عملية إيواء جماعية بالمشاركة الإلزامية لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي".

وكانت فرنسا وألمانيا اقترحتا مبادرة "لتوزيع منصف للاجئين" في أوروبا، ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون اليوم الجمعة في لوكسمبورغ لبحث هذا الملف.

وأعلن قصر الإليزيه في بيان مساء الخميس أن المبادرة الفرنسية الألمانية تتعلق بإعادة توزيع اللاجئين بين دول الاتحاد الأوروبي. ولم تذكر الرئاسة الفرنسية في نص البيان كلمة "الحصص".

وأضافت الرئاسة أن هذه المبادرة تهدف أيضا إلى "ضمان عودة اللاجئين غير الشرعيين إلى بلدهم الأم، وإلى تقديم الدعم والتعاون مع البلدان الأم ودول العبور".

وفي هذا السياق أعلنت مفوضة اللاجئين الأوروبية عن زيادة مفاجئة في عدد اللاجئين الذين يصلون اليونان. وأوضحت أن  5.6 ألف شخص دخلوا مقدونيا من اليونان أمس الخميس، علما بأن التدفق اليومي للمهاجرين لم يتجاوز سابقا 3 آلاف شخص.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي تخلى عن فكرة الحصص لتوزيع اللاجئين في أراضيه في يونيو/حزيران الماضي، عندما تعهد باستقبال 40 ألف لاجئ. لكن بيانات المفوضية الأوروبية تشير إلى وصول ما يربو عن 100 ألف مهاجر جديد منذ ذلك الوقت، فيما بلغ عددهم منذ مطلع العام، حسب تقييمات مختلفة، ما بين 350 ألفا و400 ألف شخص.

لكن هناك دولا في الاتحاد ترفض هذه الفكرة، وكانت هنغاريا أعلنت على لسان رئيس وزرائها فيكتور أوربان رفضها لفكرة الحصص، مؤكدة أن أولويتها تتمثل في حماية حدودها، وذلك مع تزايد تدفق اللاجئين الذين يدخلون أراضيها من صربيا غير العضو في الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان في تصريحات له الخميس: "في الواقع باتت أوروبا مهددة بتدفق هائل، وقد يأتي عشرات الملايين إلى أوروبا". وتابع: "وفجأة سنجد أنفسنا أقلية في قارتنا".

وفي هذا السياق أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن قلقه إزاء "الانقسام بين شرق الاتحاد الأوروبي وغربه". وقال "بعض الدول الأعضاء لا يفكرون إلا في وقف موجة المهاجرين ما يرمز إليه السياج المثير للجدل في هنغاريا( على حدودها مع صربيا) .. في حين تريد دول أخرى المزيد من التضامن".

وكان الناطق باسم البيت الأبيض جوس أرنست قد قال الخميس تعليقا على أزمة الهجرة إلى أوروبا، إن واشنطن مستعدة لتقديم "استشارات فنية للاتحاد الأوروبي لحل قضية الهجرة". وامتنع الدبلوماسي الأمريكي عن الإجابة عن سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستقبال لاجئين في أراضيها، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي يملك قدرات كافية لحل هذه القضية بنفسه.

قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده ستستقبل آلاف اللاجئين السوريين الجدد، من جانب آخر، ذكرت متحدثة باسم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين أن بريطانيا اقترحت استقبال 4 آلاف لاجئ سوري.

وقال كاميرون  في تصريحات له الجمعة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البرتغالي: "نظرا لأبعاد الأزمة ومعاناة الناس.. يمكنني أن أعلن اليوم أننا سنفعل أكثر مما نقوم به حاليا، وسنضمن الإيواء لآلاف اللاجئين السوريين الإضافيين"، موضحا أن هذه الإجراءات ستتخذ إضافة إلى الحصص الراهنة التي استقبلت بريطانيا في إطارها حتى الآن 5 آلاف سوري.

وفي تصريحات أخرى له قال كاميرون إن حل المشكلة لا يكمن في استقبال اللاجئين فقط، قائلاً "علينا أن نحاول توفير الاستقرار في البلد الذي يأتي منه أولئك الأشخاص، إذ يجب أن يكون الحل شاملا".

في المقابل بدت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم دامعة العينين أثناء حوار تلفزيوني الخميس تأثرا بصور تظهر جثة الطفل إيلان الكردي، الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة أعوام، وقد غرق، إلى جانب شقيقه غالب (5 سنوات)، وأمهما ريحان، أثناء محاولتهم العبور بحرا من تركيا إلى اليونان. وقالت الوزيرة إن وفاة الطفل السوري "تفرض علينا الآن أن نتحرك".