وجدتها: الموت السياسي

رأى ماركس الصدع بين الناس والطبيعة، ليس فقط كإخفاق رئيس في الرأسمالية، ولكن أيضاً كآلية يمكن من خلالها استبدال الرأسمالية.

لاحظ كارل ماركس في «رأس المال» أن الإنتاج الرأسمالي «يخلق الظروف المادية لتركيب جديد أعلى، اتحاد للزراعة والصناعة على أساس الأشكال التي تطورت خلال فترة عزلتهم المعادية.» وبمعنى آخر، فإن الرأسمالية، بسبب إخفاقاتها، ليست فقط تحسناً تاريخياً واجتماعياً وتطوراً عن الاقتصاد الاجتماعي الإقطاعي الذي استبدله، بل إنها تحتوي أيضاً في حد ذاتها_ كطريقة للإنتاج_ على بذور وضع مستقبل اشتراكي للإنتاج؛ ينتظر فقط التحقيق التاريخي. وكما أشار أنطونيو غرامشي، «يحتوي في حد ذاته على المبدأ الذي يمكن من خلاله استبداله».
إن أوجه القصور، فضلاً عن المخاطر، لنمط الإنتاج الحالي لا ترتبط فقط بالاستغلال الاجتماعي المستشري، ولا ضمن
 الاستغلال البيئي فقط؛ ولكن ضمن الصدع الذي حدث بين المجتمع البشري والأرض بشكل عام. اشتهر جون بيلامي فوستر، عالم السياسة وعالم الاجتماع، المعروف بعمله الثاقب في نظرية ماركس حول الصدع الاستقلابي، حيث قال:
«لقد استخدم ماركس مفهوم» الصدع» في العلاقة الاستقلابية بين البشر والأرض لالتقاط الغربة المادية للبشر داخل المجتمع الرأسمالي، من الظروف الطبيعية التي شكلت الأساس لوجودهم_ ما سماه» الطبيعة الأبدية التي تفرضها ظروف وجود الإنسان. «
لم يؤد هذا الصدع في العلاقة بين الجنس البشري والأرض فقط إلى نمطٍ رأسمالي للإنتاج_ الذي استمر مباشرة في أعقاب نهب الأمريكيتين وإفريقيا من قبل القوى الإمبريالية الأوروبية_ وهو يواصل تدمير النظم البيئية والجماعات الإنسانية  في سعي من أجل الربح؛ فهو يواصل دفع عملية صنع السياسات البيئية الرجعية بطرق لا تعمل إلا على إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية القائمة على الإنتاج والطاقة، فضلاً عن الوسائل الاقتصادية للإنتاج والتوزيع. بعد موجات من قوانين الضم والمصادرة التي طردت الشعوب من الأراضي المشتركة، نحو السواحل، ونحو مراكز المدن ذات الكثافة السكانية المتزايدة، تقودها الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة، فإن الإنتاج الرأسمالي كما لاحظ ماركس، قام بشيئين:
«ركز القوة الدافعة التاريخية للمجتمع» بعيداً عم المزارع إلى المدن، وبالتالي خلق الظروف الاجتماعية والسياسية لطبقة تراتبية جديدة، حيث البرجوازية الناشئة  في القمة.
إنه «شوش التفاعل الاستقلابي بين الإنسان والأرض، أي: أنه يمنع العودة إلى التربة من العناصر المكونة التي يستهلكها الإنسان في صورة الطعام والملابس»