وجدتها:العلاقات العامة «العلمية»

وجدتها:العلاقات العامة «العلمية»

في خدمة من يُوضَعُ العلم؟ من تخدم هذه الإنجازات التي تقوم بها البشرية، من خلال علمائها وعباقرتها ومخترعيها وفلاسفتها بمساعدة أمهر حرفييها وعمالها، يبدو الجواب عن هذا السؤال اليوم بدهياً لكنه لم يكن كذلك يومها، فكان العلماء يتسابقون إلى طرح آخر إنجازاتهم أمّا من يتبناها من كبار الصناعيين أو الشركات الضخمة، ولم تكن هناك الإمكانية لوضعها بحيث تتبناها الدول في خدمة البشرية، لأن الرأسمالية كانت في أوج صعودها.

 

 

إن ممارسة النشر الانتقائي لنتائج التجارب، التي تخدم أجندةً محددةً هي ممارسة شائعة ليس فقط في صناعة المواد الغذائية، ولكن أيضاً في البحوث الصيدلانية.

في الوقت نفسه، إنها ممارسة شائعة للباحثين بتمرير مسودات نتائج الأبحاث إلى الممولين الصناعيين قبل نشرها، حتى أنهم يوقتون بعناية صدور النتائج لصالحها. 

ويكسب مروجو الوجبات السريعة المزيد من النفوذ، من خلال رعاية الدورات التعليمية ومختلف المؤتمرات والاجتماعات السنوية، وإظهار المتحدثين الذين يمثلون صناعاتهم.

ويسيطرون على العديد من المجلات الأكاديمية، التي تعنى بالتغذية السريرية والتغذية عموماً.

هذه السيطرة (أو ما تسمى العلاقات) هي وصمة عار على جبين الموضوعية العلمية، وهي تؤثر حتماً على التوصيات العامة، التي تبثها هذه المجلات الأكاديمية والسياسات العامة التي تنفذ أبحاثاً صديقةً للصناعة، وتبث رسائل تتم مشاركتها مع أخصائيي التغذية، والناس جميعهم على حد سواء.

حتى يتأكدوا من أن خبراء التغذية سينصحون مرضاهم بالمزيد من الأطعمة غير المرغوب بها بسبب نقصها بالمغذيات، بينما ترفض العديد من البحوث بسبب هذه (العلاقات).

تنبثق قرارات علم أخلاق العلماء من مهمات العلم، التي هي البحث عن الحقيقة من أجل مصلحة البشرية (كما يعبر علم الأخلاق الماركسي). ولذلك ففي ميدان العلم ليس هناك ما هو أكثر أخلاقيةً من الحقيقة.

في الواقع، تتطلب خدمة العلم الدفاع عن الحقيقة، ضد ادعاءات تلك القوى الاجتماعية أو بعض الأشخاص الذين يعيقون الوصول إلى الحقيقة، واستخدامها في مصلحة البشرية، انطلاقاً من مختلف التصورات. ويسمح هذا بالقول: إن وجود سمات أخلاقية معينة، إلى جانب القدرات في البحث العلمي ذاتها، يعتبر واحداً من الدلائل على الصلاحية المهنية للعالم.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
808