دراسة: التحكم بالذكريات

دراسة: التحكم بالذكريات

إذا كنت تريد أن تتخلص من ذكرى سيئة في حياتك وكأنها لم تكن، فإن ذلك لم يعد مستحيلاً، إذ أظهرت دراستان صدرتا مؤخراً أنه يمكن صنع الذكريات معملياً وزرعها في الدماغ وأيضاً مسحها بشكل انتقائي.

وجد باحثون في جامعة كاليفورنيا أنه من خلال اللعب على نغمة معينة مع عملية تحفيز للدماغ من أجل إطلاق مادة كيميائية مرتبطة بتشكيل الذاكرة، يمكنهم تكييف الاستجابة على هذه النغمة في فئران التجارب. وهي الاستجابة التي استدعتها الفئران في اليوم التالي.
وقالت صحيفة "ساينس دايلي" الأميركية إن الذكريات المصنعة لها نفس خصائص الذكريات التي تحدث بشكل طبيعي، بما في ذلك القدرة على الحفظ لمدة طويلة.
وقال الباحثون إن "ذلك يمثل الدليل الأول على أن الذكريات يمكن أن تصنع بواسطة التحكم بقشرة الدماغ مباشرة.
وعلى الجانب المقابل من البلاد، نجح علماء في جامعة فلوريدا في استحداث طريقة لمسح بعض الذكريات التي تم زرعها في فئران التجارب بشكل لا يؤثر على الذكريات الأخرى، بحسب الصحيفة.
وتحدث تلك العملية عبر تثبيط المادة الكيميائية التي ينتجها الدماغ، بما يؤدي إلى ضياع فوري للذكريات المصنعة.
وقال مدير المشروع البحثي كورتني ميلر إن الهدف هو البحث عن استراتيجيات لمسح دلائل التجارب السابقة التي تشكل ذكريات سيئة مثل تعاطي المخدرات أو الأحداث الصادمة، بدون الإضرار بالذكريات الأخرى.
وكشفت دورية دراسة قديمة أن الأحلام التي يراها الإنسان خلال النوم تساعده على محو ونسيان بل والتغلب على الخبرات العاطفية السيئة والذكريات المؤلمة التي ألمت به خلال حياته، وذلك من خلال دراسة أجريت على 35 شاباً، وقياس مدى نشاط ادمغتهم باستخدام أشعة الرنين المغناطيسى خلال النوم.
وأشارت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا الأميركية إلى أن المخ خلال إحدى مراحل النوم والتي تعرف بمرحلة الأحلام يقوم بإيقاف العمليات الحيوية الخاصة بالتوتر والضغوطات، وإعادة هيكلة الخبرات العاطفية والوجدانية السابقة التي ألمت بالشخص، ويحاول محو أو التخفيف من حدة بعضها.
وافاد دكتور ماثيو ووكر-أستاذ مساعد علم النفس والأعصاب بجامعة بيركلي، وأحد القائمين على الدراسة- على أن الأحلام تعتمد على كيمياء خاصة وفريدة من نوعها، تقوم بإمداد الإنسان بنوع من أنواع العلاج الليلي، وكأنها بلسم مرطب يخفف من حدة العواطف النفسية السيئة التي يمر بها الإنسان في أيام حياته.

ميدل ايست أونلاين