قصص كرتون الأثرياء ضدّ بوتين!
فيل بتلر فيل بتلر

قصص كرتون الأثرياء ضدّ بوتين!

سأعترف بأمر: لقد بدأت استمتع بأمر تفنيد هجوم الإعلام الغربي السائد على فلاديمير بوتين أمام القراء، ذلك أنّها ربّما العمل الأكثر سهولة في العالم. والذي يجعل هذا العمل بمثل هذه السهولة أنّ خصوم بوتين بعد أعوام من التزييف والافتراء المستمر، يبقى بوتين «الشرير» دون أن يمس خططه أي أذى. إنّ تحليل بوتين السياسي للفوضى الجيوسياسيّة القائمة سهلة وواضحة، ومن سوء الحظ أن الشعوب في الغرب لا تولي الأمر الاهتمام اللازم. وهاكم آخر العناوين الموجودة على سطح شاشة كمبيوتري:

تعريب وإعداد: هاجر تمام

أتى في عنوان لصحيفة النيويورك تايمز: «يتحدى الروس درجات الحرارة المنخفضة بشجاعة للتظاهر ضدّ بوتين والانتخابات». وهذا دفعني لأفكر بصوت عالٍ وأقول: «الروس يتحدون درجات الحرارة المنخفضة ليخرجوا وينزهوا كلابهم كلّ صباح، فأين الشجاعة هنا؟». ترفض وسائل الإعلام الشهيرة الغربية أن تتوقف عن هجماتها الغبيّة على حسنا المنطقي والسليم. ومن أجل تسهيل مهمتي، فإنّ المدونين التي تعتمد النيويورك تايمز على كلماتهم يواظبون على ترديد جمل تحاول حشد الجمهور لها معنى مثل: «كلّ عام يبقى فيه بوتين في السلطة، هو عام آخر من التدهور».

هل حقّاً يقولون هذا الكلام؟ كما لو أنّهم لا يعلمون أنّ كلّ روسي على وجه الأرض يدرك تماماً من أين تنشأ مشاكله! إنّ وضع الروس مع بوتين أفضل بألف مرّة من وضعهم لو كانوا من مواطني «ديمقراطيات» أوروبا الشرقية التي تواظب على إطعام الألمان والهولنديين السمان. إنّ كتّاب ومحرري الإعلام الغربي السائد يتصرفون كما لو كانوا أبطال قصص كرتونية سمجة...   

وأنتقل الآن إلى عنوان آخر: لقد استدعت قناة «سي.بي.اس الرياضيّة» هؤلاء الأثرياء الغربيين ليأخذوا دورهم السياسي في ذم بوتين. نعم يمكنكم أن تحزروا الأمر: إحياء كذبة قديمة عن كون بوتين سرق خاتم بطولة كرة القدم الأمريكيّة الخاص بروبرت كرافت. تحاور المقال مالك فريق نيوإنغلند باتريوت الثريّ جداً روبرت كرافت، والذي يتحدث بدوره عن سرقة بوتين لخاتمه ويدعوه لإعادته. لكنّ الحقيقة أنّ كرافت هو من منح الرئيس الروسي الخاتم، وأنا أتذكر تماماً وقوفه مع فلاديمير بوتين وطاغوت الإعلام روبرت مردوخ. لكن كيف يمكننا تصديق رجل أمر يغشّ ويرشو الحكام في البطولة؟ بأي حال، هاكم صورة عن اللقاء الذي ذكرته لتتأكدوا بأنفسكم.

يمكن لهؤلاء المحررين والكتّاب أن يتأكدوا أنّ داعمي بوتين يغشون من الضحك على هكذا اختلال عقلي غربي. ربّما على أحدهم أن يحاول استطلاع ردّات الفعل على هذه المقالات في روسيا بدلاً من محاولة خداع الناس حول العالم. تذكروا أيّها المحررون، لقد هزمت روسيا بوتين داعش، والروس وبوتين يظنون أنّ نيويورك تايمز مهزلة، ويزداد عدد مؤيديهم حول العالم يوماً تلو آخر.